محللون وخبراء: علاقة السعودية والإمارات نموذج للتضامن العربي
"العين الإخبارية" ترصد آراء الخبراء والمحللين في العلاقات الإماراتية السعودية عبر شرح مرتكزات هذه العلاقة وانعكاساتها على المنطقة
أكد خبراء ومحللون أن التحالف المشترك بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يبثّ الأمل في شعوب المنطقة؛ في ظل مرحلة حرجة يعيشها العالم العربي، مليئة بالصراعات والحروب الدامية، وتعيث في حاضرها تدخلات أجنبية تستخدم أدوات ظلامية هدّامة.
- خبراء: الإمارات والسعودية.. رؤية مشتركة وتكامل اقتصادي قوي
- قرقاش: أمن الإمارات واستقرارها يرتبطان عضويا بنجاح السعودية
واعتبر الخبراء والمحللون، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أنه في خضم هذا الواقع المظلم، فإن العلاقات السعودية الإماراتية المنسجمة والمتناغمة تشكّل طوق نجاة للمنطقة، يُبنى عليها كمشروع عربي لحماية المنطقة من الأخطار المحدقة بها.
محمد الحمادي: السعودية والإمارات تواجهان الأطماع الإيرانية
يقول الكاتب محمد الحمادي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين في دولة الإمارات، إنّ مستوى العلاقات بين الإمارات والمملكة العربية السعودية وصل إلى مرتبة خاصة جداً من التعاون والعمل المشترك، وهذا بحسب رأيه، استمرار لتاريخٍ طويل من العلاقات الثنائية.
ويضيف: "ما يميز العلاقة أنها تأتي في ظرف عربي صعب جداً تشوبه الإشكاليات وضعف التعاون، لذلك وضعت الإمارات والسعودية خطة استراتيجية طويلة الأمد، للتعاون على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والاجتماعي."
واعتبر الحمادي أن تماسك العلاقات بين أبوظبي والرياض هو إنجاز كبير للقيادتين والشعبين، فليس من الخطأ أن تكون هناك شراكات بين الدول العربية وفق المنظومات الإقليمية، سواء مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية.
ورأى الحمادي أن العمل المشترك بين الإمارات والسعودية ينعكس بشكل إيجابي على دول المنطقة، حيث يشكّل التحالف بينهما دفعةً قويةً تؤثر على الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية.
المثال الأكبر على نجاح الاستراتيجية المشتركة للإمارات والسعودية، وفق الحمادي، يتمثّل بالتحالف العربي الذي تقوده المملكة ومعها الإمارات في اليمن، حيث نجح التحالف في كبح وإيقاف الأطماع الإيرانية في المنطقة، وهو مستمر في تحقيق الأهداف التي تصب في مصلحة الشعب اليمني.
وأضاف الحمادي "موقف البلدين واضح أيضاً من القضايا الإقليمية الأخرى، سواء في فلسطين أم سورية أو ليبيا، كما استطاع البلدان الوقوف إلى جانب مصر ومساعدتها للخروج من أزمة كادت أن تتفاقم، فاستقرار مصر هو استقرار لكافة الدول العربية، وهذا إنجاز يُحسب للتحالف الإماراتي السعودي".
الدكتور علي القحيص: التوأمة السعودية الإماراتية في أوج عطائها
ويرى الدكتور علي القحيص المدير الإقليمي لصحيفة الرياض في الإمارات أنه في ظلّ غياب مشروع عربي، تتعلّق الآمال بالعلاقات السعودية الإماراتية المنسجمة والمتناغمة؛ لتشكّل طوق نجاة للمنطقة في مرحلة مليئة بالتوتر نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية.
ويقول القحيص "التوأمة السعودية الإماراتية التي تبدو في أوج عطائها، يبنى عليها كمشروع عربي لحماية المنطقة من الأخطار المحدقة بها".
ويعتبر القحيص أن تماسك العلاقات بين الرياض وأبوظبي ليس بالمستغرب، كون العلاقة مبنية وقائمة على أسس وقواعد سليمة وقوية. ويتابع "عوائل آل سعود وآل نهيان وآل مكتوم تربطهم علقات أخوية ومصاهرة منذ ما قبل تأسيس الدولتين، كما أنّ الانسجام الاجتماعي بين قبائل الخليج يقوي ويعزز العلاقة بين الدولتين، لا سيّما أن المملكة العربية السعودية تشكل الثقل التاريخي والديني والثقافي والاقتصادي، وكذلك تعتبر الإمارات نموذجاً يحتذى بالنهضة والتطور، ليكتمل هذا المسار الخليجي في علاقة مميزة أصبحت مثالاً يُقتدى به خليجياً وعربياً."
وعلى الصعيد الاقتصادي، تحدث القحيص عن تبادل تجاري كبير بين الإمارات والسعودية، موضحاً أنّ "هناك حوالي ٣٦٠٠ مؤسسة سعودية تعمل في الإمارات، و٣٢٠٠ طالب سعودي يدرسون في الإمارات، و٣٦٠ إعلاميا سعوديا يعملون في الإمارات، وهذا وفق النسبة والتناسب لعدد سكان الدولتين".
وحول القضايا الخارجية، أشار القحيص إلى تعاون الدولتين فى محاربة الإرهاب واجتثاثه وتجفيف بؤره، حيث تجمع الإمارات والسعودية اتفاقيات على المستوى الاستراتيجي والأمني والعسكري، فضلاً عن خلوة الحزم التي انعقدت في أبوظبي ثم انعقدت في الرياض ثم في جدة، متابعاً "أصدق تعبير للعلاقات السعودية الإماراتية هو اندماج الدم العربي السعودي الإماراتي في معركة المصير الواحد، عاصفة الحزم، للتصدي للتمدد الإيراني وأدواته من المليشيات الحوثية".
الدكتورة ابتسام الكتبي: الإمارات والسعودية تدعمان أمن واستقرار المنطقة
في قراءتها للعلاقات السعودية الإماراتية تستشهد الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، بقول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،إن الإمارات والسعودية تقفان في خندق واحد، وأن تحالفهما يقوم على أسس ثابتة وقواعد صلبة من التفاهم والرؤية والعمل المشترك.
وتشير الكتبي إلى جملة من الأسس حول مرتكزات العلاقة الثنائية بين البلدين، كالقناعة الإماراتية الراسخة بأن أمن السعودية جزءٌ من أمن الإمارات، وأنّ تحالفهما يستند إلى تعزيز المصالح المشتركة؛ وإلى التقارب والتفاهم الشخصي القوي بين قيادتي البلدين.
تتابع الكتبي في مرتكزات تلك العلاقة "هناك رؤية مشتركة للإمارات والسعودية تجاه المهددات المتعلقة بإيران وقطر وجماعات الإسلام السياسي والمليشيات، وعناصر الفوضى والتشدد في المنطقة وتدخل قوى إقليمية في شؤونها. وفي اليمن خصوصاً، تعمل الدولتان وفق رؤية متناغمة تجاه الخطر الإيراني، وخطر مليشيا الحوثي على أمنهما وأمن الموانئ والممرات المائية على البحر الأحمر والمحيط الهندي، ولذلك تتوحدان على دعم عودة الحكومة الشرعية وإعادة الأمن والاستقرار في اليمن."
وتضيف الكتبي أن السعودية والإمارات تقفان اليوم في مقدمة الدول العربية الداعمة للأمن والاستقرار والاعتدال والوسطية في المنطقة العربية، وهما على اتفاق بأن توطيد التنمية وحفظ كرامة الإنسان خير سبيل لمحاربة التطرف والفوضى، ووقف النزيف الناجم عن الحروب (في اليمن وليبيا وسوريا...) وغياب الأدوار الحقيقية التي من أجلها قامت الدول الحديثة.
الدكتور أحمد الهاملي: السعودية والإمارات صمام أمان شعوب الخليج
وقال الدكتور أحمد الهاملي، رئيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن العلاقات السعودية الإماراتية تتسم بوضوح الرؤى والأهداف والإصرار على مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، مشيراً إلى أن متانة العلاقات ورسوخها هي صمام أمان شعوب الخليج، ورافعة حقيقية للأمن القومي الخليجي والعربي، وضمانة أساسية لحماية المصالح الحيوية للعالمين العربي والإسلامي، في ظل المخططات المعادية التي تستهدف تفتيت المنطقة وتمزيق أوصالها.
وأردف الهاملي أن البلدين يقومان بدور محوري في التنسيق الإقليمي لمواجهة الجماعات الإرهابية المتشددة، خاصة داعش والقاعدة، كما يمثلان أهم قوتين في التحالف العربي في مواجهة التدخل الإيراني في اليمن، وإقامة توازن قوى جديدة في المنطقة، واستعادة المبادرات السياسية والأمنية وتحقيق التنمية الاقتصادية والرفاه لشعوب المنطقة.
وختم الدكتور الهاملي حديثه لـ"العين الإخبارية" قائلاً إن اليوم الوطني للمملكة هو مناسبة سانحة لتمتين العلاقات وترسيخ التعاون بينها وبين دولة الإمارات من جهة وباقي دول الخليج العربية من جهة ثانية، انطلاقا من أهمية السعودية كدولة إسلامية عربية قائدة ومحورية، تتمتع بثقل ديني على مستوى العالم بأكمله، كما تمثل ثقلاً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً على مستوى الشرق الأوسط، وتلعب دوراً أساسياً في حلحلة قضايا المنطقة".
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA= جزيرة ام اند امز