خبراء لـ"العين الإخبارية": واشنطن تستهدف إرهاب إيران لا برنامجها النووي فحسب
الخبراء أكدوا أن قراءة قائمة المطالب تشير إلى أن الاتفاق النووي الإيراني انتهى بلا رجعة ولن تفلح جهود أوروبا في إحيائه.
من بين 12 مطلبا حددها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، كشرط لتجنب ملالي طهران عقوبات اقتصادية تعهد بأن تكون الأقصى في التاريخ، خصصت واشنطن ثلاثة منها لبرنامج إيران النووي فيما عالجت الشروط التسعة الأخرى السياسات الإيرانية في الشرق الأوسط.
وقال خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" إن قراءة قائمة المطالب الأمريكية تشير إلى أن بوصلة المطالب الأمريكية وهدف استراتيجيتها الجديدة إنهاء الراعية الإيرانية للتنظيمات والمليشيات الإرهابية في المنطقة، وهو ما يرتب حقيقة أخرى هي موت الاتفاق النووي السابق عمليا.
- خبراء لـ"العين الإخبارية": خيارات إيران محدودة وشروط واشنطن "صارمة"
- الإعلام الفرنسي مشيدا بشروط واشنطن: تسحق أذرع إيران
تقليم أظافر طهران
وأوضح محمد محسن أبو النور، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن "ملامح السياسية الأمريكية الجديدة ضد طهران استهدفت أكثر من أمر ليس فقط البرنامجين النووي والصاروخي لإيران"، مؤكدا أن البنود ركزت على الدور الإقليمي لطهران.
وأضاف أن "البنود الـ12 تضمنت 3 عناصر تتحدث عن العقوبات الاقتصادية على الملف النووي الإيراني، وطرق تحجيم نفوذ إيران في هذا الأمر، بينما ركزت البنود الـ9 الأخرى على سلوك طهران بالمنطقة"، مشيرا إلى أن سبب إصدار الاستراتيجية لم يتعلق بالبرنامج النووي فقط، بل جاء لتقويض النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وإنهاء رعاية إيران للإرهاب".
وطالب بومبيو إيران بإنهاء دعم حزب الله اللبناني، وسحب المليشيات التابعة لها من سوريا والتوقف عن التدخل في الشأن العراقي وحل مليشياتها الإرهابية في البلاد، ووقف دعم جماعة الحوثي والتوصل لحل سياسي في اليمن.
تحالفات جديدة في الشرق الأوسط
التعاون مع دول الشرق الأوسط عنصر رئيسي ركز عليه بومبيو في خطابه، قائلا "تلتزم واشنطن مع السعودية ودول المنطقة بالحد من طموحات إيران النووية وزعزعتها الاستقرار".
ووجد أبو النور في هذا البند دليلا واضحا على استياء إدارة ترامب من الاتفاق النووي المبرم في عهد أوباما، قائلا: "التركيز على التعاون مع دول الشرق الأوسط هو تصحيح لخطأ استراتيجي ارتكبه أوباما أثناء إبرام الاتفاق النووي، الذي ضم الدول الأوروبية وأمريكا وإيران وتجاهل دولا عربية بالمنطقة".
وفي تعليق له على المطالب التي أشهرها بومبيو في وجه ملالي طهران غرد الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس تحرير "العين الإخبارية" قائلا إن "الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمواجهة إرهاب الدولة لنظام الملالي ستوجد تحالفا إقليميا ودوليا يعيد ترتيب المنطقة وفق منظومة تواجه صناعة الإرهاب في المنطقة التي يرعاها نظام ولاية الفقيه وحلفاؤه".
وحول البيئة الإقليمية لتنفيذ القرار، قال محمد محسن أبو النور إن "بنود السياسة الأمريكية والتحالفات متوافرة، خاصة أن المواقف الأوروبية ومصالح دول شرق آسيا تتوافق مع الموقف الأمريكي من إيران"، موضحا أن التحالف بين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي إضافة للدول الكبرى بالمنطقة يعزز من تنفيذ المقاربة الأمريكية الجديدة.
وحول البيئة الإقليمية لتنفيذ القرار، قال أبو النور إن "بنود السياسة الأمريكية والتحالفات متوافرة، خاصة أن المواقف الأوروبية ومصالح دول شرق آسيا تتوافق مع الموقف الأمريكي من إيران"، موضحا أن التحالف بين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي إضافة للدول الكبرى بالمنطقة يعزز من تنفيذ المقاربة الأمريكية الجديدة.
وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تشكيل تحالف عالمي ضد طهران، خلال الاجتماع المشترك مع الأمين العام لتحالف الناتو، الأسبوع الماضي، وهو الأمر المتوافق مع الاستراتيجية لمواجهة التهديدات الإيرانية، لوضع حد لأنشطتها الإرهابية بالمنطقة.
ورجح طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن ينجح التحالف الجديد بين واشنطن ودول المنطقة في تحجيم التهديدات الإيرانية، معتبرا أن أسس التحالف تقوم على رؤية وإرادة واضحة؛ فدول المنطقة تستهدف بالفعل الحرب ضد الإرهاب، وترفض التدخل الإيراني في اليمن والعراق وسوريا واليمن.
أوروبا لن تنقذ الاتفاق النووي.. لقد مات
من جانبه، قال طارق فهمي، إن إعلان بومبيو سياسة أمريكا ضد طهران رسالة من واشنطن لحلفائها الأوروبيين للتأكيد على أن بلاده لن تسمح بأي فرصة أمام النظام الديكتاتوري في طهران لتطوير سلاح نووي، وهو ما يعني أيضا أن أمريكا لن تتخلى عن دورها في الملف النووي الإيراني والمفاوضات حوله.
وتسعى أوروبا لضمان استمرار الالتزام الإيراني بالاتفاق النووي بحثا عن فرص لشركاتها في الحصة الأكبر من الاستثمارات بإيران، لكن غالبية الشركات الأوروبية أحجمت عن المخاطرة في السوق الإيرانية خشية العقوبات الأمريكية.
وجاء تعهد وزير الخارجية الأمريكي بتطبيق أقسى عقوبات في التاريخ لينهي آمال ألمانيا وفرنسا لتهدئة مخاوف مستثمريها.
وأعلنت شركة توتال الفرنسية عقب إعلان الشروط الأمريكية أنها ستبحث عن مناطق جديدة للتنقيب بعيدا عن إيران التي لم تعد خيارا آمنا في الوقت الراهن.
بينما كانت الرسالة الثانية موجهة إلى النظام الإيراني فقط، خاصة فيما يتعلق بملامح المرحلة الجديدة عقب قرار الانسحاب من الاتفاق.
واتفق أبو النور وفهمي على أن احتمالية تنفيذ المقاربة الأمريكية الجديدة أكيدة لا تحتمل التأويل، مؤكدين أنها مرحلة ما قبل الكارثة، وتصعيد واضح ضد سياسة إيران بالمنطقة.
وأوضح فهمي أن الرسالة الثالثة كانت لداخل أمريكا، لوجود تجاذب داخل الإدارة الأمريكية من وزارة الدفاع وهيئة المستشارين بالمخابرات الأمريكية حول الانسحاب من الاتفاق النووي، مشددا على أن صياغة الاستراتيجية أكدت تعامل ترامب الجيد مع قراراته الأخيرة ضد طهران.
aXA6IDE4LjExOS4xNDIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز