خبراء لـ"العين الإخبارية": خيارات إيران محدودة وشروط واشنطن "صارمة"
إيران لن تستطيع الوقوف صامدة أمام الإصرار الأمريكي المدعوم إقليميا ودوليا، على وضع حد لتدخلاتها وسياستها العدوانية في الشرق الأوسط.
انسحاب وعقوبات ومطالب جعلت من إيران دولة مرتبكة على الصعيد الدولي، حيث أكد خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن خيرات طهران باتت محدودة للتعامل مع واشطن، بعد التصعيد "الصارم" من جانب الإدارة الأمريكية.
وأوضح الخبراء أن إيران لن تستطيع بالتأكيد الوقوف صامدة أمام الإصرار الأمريكي، المدعوم إقليميا ودوليا، على وضع حد لتدخلاتها وسياستها العدوانية خاصة في الشرق الأوسط.
- صدمة بومبيو تربك حسابات إيران.. وروحاني: "نواجه احتمالا للغزو"
- مسؤول إيراني بعد صدمة بومبيو: واشنطن تسعى لتغيير النظام في طهران
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد حدد في خطابه، الإثنين، 12 شرطا للتوصل إلى "اتفاق جديد" مع إيران، مع مطالب أكثر صرامة حول النووي، ووضع حد للصواريخ الباليستية والتدخل الإيراني في النزاعات بالشرق الأوسط.
وقال بومبيو، خلال عرضه الاستراتيجية الأمريكية الجديدة بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، إن إيران "لن تكون أبدا بعد الآن مطلقة اليد للهيمنة على الشرق الأوسط"، متعهدا بـ"ملاحقة العملاء الإيرانيين وأتباعهم في مليشيا حزب الله في كل أنحاء العالم بهدف سحقهم".
بين صرامة واشنطن وتحركات أوروبا
السفير أشرف حربي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والمستشار بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أكد أن إيران سوف تعول كثيرا على الخلاف الأمريكي-الأوروبي في مواجهة الضغوط والعقوبات الأمريكية المنتظرة عليها، خاصة أن هناك تحركا ألمانيا فرنسيا لتعديل الاتفاق النووي مع إيران، بما قد يساعد على إرضاء الجانب الأمريكي.
وحذر في حديث لـ"العين الاخبارية" من أن الخلاف الواسع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالاتفاق النووي يدعم استمرار إيران في برنامجها.
وأكد السفير حربي أن رد الفعل الإيراني لن يتجاوز الانتقادات المعتادة، ومنها اتهام واشنطن بأنها تتبع سياسة الكيل بمكيالين، كما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف.
لكن في المقابل، يرى السفير حربي أن الضغوط الأمريكية الأخيرة على إيران من شأنها تقويض سياسة طهران تجاه الشرق الأوسط ودعمها الجماعات الإرهابية في المنطقة، فلن تستطيع إيران بالتأكيد الوقوف صامدة أمام الإصرار العربي الأمريكي على وضع حد لتدخلاتها وسياستها العدوانية.
خيارات طهران محدودة
الخبير في الشئون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الدكتور محمد عباس ناجي: يرى أن حدود التعامل الإيراني مع الموقف الأمريكي الحاسم والقوي ليست واسعة بل محدودة، فإيران حاليا في موقف مرتبك وليس لديها خيارات كثيرة أو بدائل، وكلها معروفة ومدروسة لدى الإدارة الأمريكية لاعتبارات كثيرة، أهمها أن هناك سباقا إقليميا ودوليا مؤيدا للموقف الأمريكي ومواجها لإيران.
وحتى إذا كانت أوروبا مختلفة مع واشنطن في شأن الانسحاب من الاتفاق النووي، إلا أنها لا يمكن أن تسمح لإيران بالتوسع في عملية التخصيب أو استمرار سياستها العدائية في المنطقة العربية.
وأوضح ناجي لـ"العين الاخبارية" أن الإدارة الأمريكية الحالية أثبتت أنها تنفذ سياسة واضحة على الأرض، وتفي بوعودها، ومن ثم فمن المخاطرة أن تعبث إيران مع واشنطن، وأن تراهن على أن سياستها مجرد تهديدات أو كلام.
وحول السيناريوهات المستقبلية، لم يستبعد ناجي قيام ترامب بتوجيه ضربات عسكرية (غير مباشرة) ضد إيران أو مصالحها في المنطقة، ما لم ترضخ لشروطها الـ12، مشيرا إلى أن الضجر العالمي من طهران يزداد بشكل واسع.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أكدت، الإثنين، أن الجيش الأمريكي سيتخذ كل الخطوات الضرورية لمواجهة السلوك الإيراني الخبيث في المنطقة، وأنه ما زال يدرس ما إذا كان ذلك قد يتضمن إجراءات جديدة أو مضاعفة الإجراءات الحالية.
وقال الكولونيل روبرت مانينج، المتحدث باسم البنتاجون للصحفيين "سنتخذ كل الخطوات الضرورية لمواجهة ومعالجة النفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة".
واعتبر ناجي أن خيارات إيران المحدودة، ومنها أنها سوف تلجأ إلى أوروبا ومن بعدها الصين وروسيا، وأعتقد في النهاية أنها ستضطر إلى تقديم تنازلات ليس على المدى القصير، بل على المدى المتوسط والبعيد، فهي كعادتها ستحاول كسب المزيد من الوقت بالمراوغات.
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg
جزيرة ام اند امز