الشتاء يفاقم معاناة أسرى فلسطين بسجون الاحتلال
إدارة معتقلات الاحتلال تُمعن في سياسة الاستهتار بحياة الأسرى ضاربة بعرض الحائط مبادئ حقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية.
ما بين نقص الملابس الشتوية والأغطية، وعدم توافر أجهزة التدفئة، تشتد معاناة الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظل أجواء الشتاء الباردة.
ونقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) في تقرير لها، الأحد، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، شكوى أسرى معتقل "مجدو" بالمنطقة الشمالية لإسرائيل.
وأوضحت الهيئة أنه مع بدء فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، يعاني الأسرى بهذا المعتقل من نقص في الملابس والأغطية الشتوية، وخاصة المعتقلين حديثاً.
ويقع معتقل مجدو في منطقة مرج بني عامر ويتبع منطقة حيفا، شمال إسرائيل، وافتتحته الأخيرة للأسرى الفلسطينيين في مارس/ آذار 1988 مع بدء الانتفاضة الأولى.
وذكرت الهيئة أن هناك ارتفاعا ملحوظا بعدد الأسرى داخل أقسام المعتقل، نتيجة لحملات الاعتقال المتصاعدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
ولفتت إلى أن المعتقلين حديثاً لا يسمح لذويهم لهم بزيارتهم لشهور، كما أنهم لا يملكون سوى ملابس السجن التي يتم تسليمهم إياهم بعد الانتهاء من فترة التحقيق والدخول إلى الأقسام.
وأوضحت أن هذا الأمر يجعل الأسرى المتواجدين في الأقسام مضطرين إلى مساعدتهم وتقديم ما يلزمهم من ملابس وحاجيات وخاصة في ظل البرد الشديد، وهو ما يتسبب في نقص حاد بالملابس والأغطية.
وأشار تقرير الهيئة إلى أن إدارة معتقلات الاحتلال تُمعن في سياسة "الاستهتار بحياة الأسرى وفرض ظروف حياتية صعبة عليهم، والتنكيل بهم في تفاصيلهم المعيشية اليومية كافة، ضاربة بعرض الحائط مبادئ حقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية".
مناشدة المؤسسات الدولية
وفي السياق ذاته، ناشد رياض الأشقر، الناطق باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات، المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر بالضغط على الاحتلال لتوفير مستلزمات الأسرى الشتوية من ملابس وأغطية في ظل البرد القارس مع دخول فصل الشتاء والتي يحتاج إليها الأسرى بشكل كبير نظرا لافتقار السجن لها.
وأكد الأشقر في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه أن الأسرى في السجون الإسرائيلية كافة يعيشون معاناة مضاعفة مع دخول فصل الشتاء، نظرا للنقص الحاد في الملابس والأغطية الشتوية ووسائل التدفئة.
وأشار إلى أن المعاناة تزيد في السجون التي تقع في المناطق الصحراوية وهي (النقب ونفحة وبئر السبع وريمون)، نظرا للأجواء الباردة جدا التي تتميز بها تلك المنطقة.
وذكر أن بعض الأقسام في عدد من السجون عبارة عن خيام، وبعضها مهترئ وبالتالي لا تقي من برد الشتاء، وتسمح بدخول مياه الأمطار.
وأوضح الأشقر أن البرودة الشديدة في سجن النقب تصل لدرجة تجمد بعض أطراف المعتقلين، مع عدم وجود وسائل للتدفئة، إضافة إلى عدم توفر المياه الساخنة بشكل دائم.
ولفت إلى أن هذه الأجواء الباردة تستمر لعدة أشهر خاصة في ظل المنخفضات التي تضرب المنطقة بين الحين والآخر.
وقال: إن ذلك يتسبب بإصابة العديد من الأسرى بالأمراض المختلفة وخاصة أمراض العظام والروماتيزم والتهابات المفاصل وآلام الظهر، والأمراض الصدرية، مع انعدام الرعاية الطبية والأدوية اللازمة للعلاج.
وبين أن الاحتلال يتعمد في فصل الشتاء زيادة معاناة الأسرى عبر العديد من الممارسات القمعية وفى مقدمتها، اقتحام غرف وخيام الأسرى، وإخراجهم إلى أماكن مفتوحة في ظل البرد القارس والمطر أحياناً.
وتعتقل قوات الاحتلال في سجونها نحو 5000 أسير فلسطيني، منهم 200 طفل، و38 امرأة، و450 معتقلا إداريا، و700 يعانون من أمراض مختلفة.
aXA6IDUyLjE1LjIxNy44NiA= جزيرة ام اند امز