"يوم حقوق الإنسان".. أرقام صادمة لانتهاكات إسرائيل بفلسطين
إسرائيل مستمرة في انتهاكات قواعد القانون الدولي بأشكالها وأنماطها المختلفة في الأرض الفلسطينية المحتلة
يمر اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، وسط تصاعد الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني حتى وصلت لأرقام صادمة.
وبمزيج من أسى وخذلان يعتملان بصدور الفلسطينيين، تمر هذه المناسبة، وسط استمرار معاناة الشعب الفلسطيني بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي على مدار أكثر من 7 عقود دون تدخلات حازمة من المجتمع الدولي.
- حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: الاستيطان الإسرائيلي خرق للقوانين الدولية
- في يومهم العالمي.. 100 فلسطيني من أصحاب الهمم يعانون بسجون إسرائيل
ويحتفل العالم في 10 ديسمبر/كانون الأول من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
تسييس قضايا حقوق الإنسان
وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في بيان له بخصوص هذه المناسبة، إن هذا اليوم مناسبة يشعر فيها الفلسطينيون بالخذلان في ظل استمرار تسييس قضايا حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالأرض الفلسطينية المحتلة.
وتأتي مناسبة هذا العام في ظل استمرار انتهاكات قواعد القانون الدولي بأشكالها وأنماطها المختلفة في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث تشهد تدهوراً وتراجعاً غير مسبوق على المستويات كافة، في ظل عدم وضع حد لمعاناة الفلسطينيين وإنصاف ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والمنظمة.
ويرى المركز الحقوقي أن وقف هذا المسلسل من الجرائم والانتهاكات يتوقف على إرادة المجتمع الدولي الذي يتوجب عليه تفعيل المساءلة والمحاسبة الدولية التي تلعب دوراً حاسماً في تعزيز حقوق الإنسان الأساسية وحماية المدنيين.
وشدد البيان على أن استمرار الحصانة أسهم في مزيد من تدهور حالة حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص.
أرقام صادمة
وكشفت أعمال الرصد والتوثيق في المركز الحقوقي عن أرقام صادمة لحجم الانتهاكات الإسرائيلية، كما أكدت صعوبة وقساوة أوضاع حقوق الإنسان في قطاع غزة خلال العقدين الأخيرين خاصة في قطاع غزة.
ووفق المركز، فإن هناك نحو 7747 فلسطينياً استشهدوا على أيدي قوات الاحتلال من ضمنهم 1865 طفلا، و553 سيدة، في حين اعتقلت تلك القوات خلال الفترة نفسها 3039 فلسطينيا.
كما رصد المركز الحقوقي استمرار أعمال التدمير للأعيان المدنية والممتلكات الخاصة، حيث دمرت خلال الفترة نفسها 53959 منزلا سكنيا، من بينها 14265 دمرت كليا، واستهدفت على نطاق واسع المنشآت التجارية والصناعية والعامة فدمرت 5136 منها.
حصار غزة
ويشكل الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة المستمر منذ 13 عاما، أحد الأوجه الصارخة لخرق مواثيق حقوق الإنسان.
وقال بيان مركز الميزان لحقوق الإنسان إن الحصار يعزل القطاع عن محيطه الجغرافي، وتفرض قوات الاحتلال قيوداً مشددة وغير مسبوقة على حركة الأفراد والبضائع من وإلى القطاع.
وأضاف أن هذه الأوضاع أسهمت في تدهور أوضاع حقوق الإنسان بشكل غير مسبوق، ورفع معدلات البطالة خاصة في صفوف الشباب، ومستويات الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وأصبح الحصول على مياه الشرب النظيفة صعبا للغاية، كما ظلت المرافق الصحية تواجه صعوبات كبيرة في تقديم الخدمات الحية، بحسب البيان.
وبموازاة كل ذلك لم تتوقف سلطات الاحتلال عن حرمان الفلسطينيين من حقهم في السكن الملائم نتيجة سياسية هدم المنازل السكنية والأعيان المدنية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة التي واصلت فيها هذه السياسية المدفوعة بالتمييز العنصري، والتي تهدف إلى عقاب الفلسطينيين جماعياً وتهجيرهم قسرياً عن مدنهم وقراهم، وفق المركز الحقوقي.
أسرى فلسطين
وفي بيان بالمناسبة، ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) أن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال نحو (5000) فلسطيني/ة في سجونها، بينهم نحو 200 طفل و38 امرأة.
وأكّدت الهيئة في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنتهك جملة قواعد الحماية التي وفّرها القانون الدولي للمعتقلين، بمواصلتها لاعتقال العشرات من الفلسطينيين يومياً يرافقها انتهاج سياسات تنكيلية خلال عمليات الاعتقال تصل إلى استخدام القوة المفرطة والإعدام خارج نطاق القانون.
ومن جانبه، أكد الباحث الحقوقي ياسر عبدالغفور أن اليوم العالمي لحقوق الإنسان، مناسبة تنكأ فيها جراح الفلسطينيين التي لم تتوقف يوما منذ عام 1948، من تهجير ونكبة واحتلال وقمع يومي وقتل.
وقال عبدالغفور لـ"العين الإخبارية": إن انتهاكات إسرائيل التي تصل الكثير منها إلى حد جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية؛ وفق ما خلصت إليه لجان تحقيق وتقارير أممية ذات مصداقية عالية، تستمر في ظل غياب المساءلة والمحاسبة وازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع إسرائيل.
واتهم إسرائيل بأنها تواصل انتهاك قواعد القانون الدولي مستفيدة من الحصانة التي توفرها لها الإدارة الأمريكية، وصمت باقي المجتمع الدولي الذي يكتف أحيانا بإصدارات بيانات تنديد خجولة في وقت يستمر فيه هدر الحقوق والكرامة الإنسانية من الفلسطينيين.
ويأمل الفلسطينيون بأن تشكل المناسبة حافزا جديدا للأطراف والدول بضرورة اتخاذ إجراءات فعالة وعاجلة لضمان حماية، وتعزيز حمايتهم من انتهاكات إسرائيل كون ذلك المدخل الرئيس لتحقيق السلام والعدل في هذه المنطقة من العالم.
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA==
جزيرة ام اند امز