هذه سخرية من سخريات العبث الطفولي، والعدمية التي يمارسها أولئك الذين يقطنون صوامع الكهنة
لا غرابة أن يتفوه المسؤولون الإيرانيون بكلمات تدمي التاريخ كما مزّقت الجغرافيا، طالما وجد في ديار العرب من يهرولون باتجاه الانضواء تحت العباءات السوداء، ويضربون صدور الحزن التاريخي، ويمضغون لبان الفقدان، ويصدرون علي خامنئي كمرشد لطائفيتهم المزرية، ويضعون صوره كوصي لعرش البكائية التاريخية.
لا غرابة أن يتمنطق ويهرطق بالقول إن هناك خمس دول تحت سيطرة نظام (المرشد) وأنه آن الأوان لإعلان الإمبراطورية الفارسية في المنطقة، فالوضع العربي يفتح لهذا الصديد أن يتسرب عبر الجسد، وأن تتورم الدمامل وتتقيّح وتصبح وجعاً في الجسد، ودواراً في الرأس، يغشي العيون، ويذهب الوعي إلى مناطق ما بعد الفراغ، إلا شعور جمعي أصبح يسلم بأفكار لا تمت للحقيقة بصلة ولا تربطها بالوجدان العربي رابطة، اللهم إلا الكذبة التاريخية التي بفعل فاعل تم ترويجها، وتصفيف شعرها الأشعث وزفّها إلى الإنسان العربي في ساعة غفلة من الزمن، كل هذا الزبد يحدث ويطفو على السطح، وصار كل سمكرجي في إيران يمتلك الجرأة ويتحدث عن إمبراطوريته المتوهمة، ويعبث في الماء والهواء ويمارس فعل الشعوذة في التعامل في العلاقة مع العرب.
لا غرابة أن يتفوه المسؤولون الإيرانيون بكلمات تدمي التاريخ كما مزّقت الجغرافيا، طالما وجد في ديار العرب من يهرولون باتجاه الانضواء تحت العباءات السوداء، ويضربون صدور الحزن التاريخي، ويمضغون لبان الفقدان، ويصدرون علي خامنئي كمرشد لطائفيتهم المزرية.
هذه سخرية من سخريات العبث الطفولي، والعدمية التي يمارسها أولئك الذين يقطنون صوامع الكهنة ويبعثون رسائل ملغمة، ويشيّعون العالم العربي بنظرة استعلائية بغيضة ومستهترة بالمشاعر، هؤلاء الذين يتشدقون بمصطلحات دينية لا تمت للمجوسية بصلة، ولم يأتِ بها زرادشت، هؤلاء نسوا أن الإسلام لم يبدأ في قم وإنما هو من هذه البقعة المشرفة، هو من جزيرة العرب التي علّمت من لم يعلم كيف يكون الإسلام الآن، وقد انشرخ الجدار وصار حزب الله ونصر الله وما تلاهما، وما أعقبهما من تسميات ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا وغيره ارتدوا العباءة، كما لبسوا الرداءة، وصاروا يلقون الخطب والنعب، وينتمون إلى اللا منتمي، ويضعون الوطن على كف عفريت، ويقدمون المبادئ في سوق نخاسة بائسة، ويعرضون أنفسهم كوكلاء إيران، يلهجون ويلوهجون ويعلنون ولاءهم لصور خرافية لا معنى لها غير أنها وجدت من يكذب ويكذب فيصدق الكذبة، وسوف يستمر المسؤولون في إيران يوسّعون من حدقات تصريحاتهم، طالما بقيت الأذيال من الطائفيين تتبع الظل.
نقلا عن الاتحاد
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة