هروب قبل الهزيمة.. أردوغان يغيب عن حملة مرشحه لإسطنبول
الرئيس التركي يغيب لأنه بات مدركا تماما انهيار شعبيته ومسؤوليته الواضحة في خسارة مرشحه في الانتخابات السابقة.
فجأة، غاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن التجمعات الانتخابية لمرشح حزبه لانتخابات إسطنبول، بن علي يلدريم، في تكتيك كشف أن أردوغان بات ورقة محروقة ومنفرة لناخبي بلاده.
هروب يؤكد أن أردوغان بات مدركا تماما انهيار شعبيته ومسؤوليته الواضحة في خسارة يلدريم بالانتخابات البلدية بمدينة إسطنبول في 31 مارس/آذار الماضي.
وفي تصريحات نقلتها وكالة بلومبيرغ الأمريكية، قال مسؤولون أتراك إن أردوغان كان يخطط للقيام بحملة انتخابية نشيطة لحزبه "العدالة والتنمية" الحاكم، في جولة إعادة الانتخابات المحلية في إسطنبول، لكنه تراجع عن ذلك مخافة أن يتسبب ذلك في خسارة مرشحه.
ووفق المسؤولين، الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، نظرا لكونهم غير مخولين بالتصريح للإعلام، فإن أردوغان سمح لمرشحه بخوض أول مناظرة سياسية تلفزيونية تجري منذ عقدين، في مواجهة مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو.
وبحسب المصادر نفسها، فإن التكتيك الجديد يأتي بعد أن خلصت قيادات "العدالة والتنمية" إلى أن هيمنة أردوغان على التجمعات الانتخابية السابقة ليلدريم خلال حملته، وإصراره على أن يكون طرفا في الصراع، لعب بشكل واضح لصالح مرشح المعارضة.
بداية استبعاد
صحيفة "يني شفق" التركية تناولت بدورها الموضوع، وذكرت في تقرير أن قرار تراجع أردوغان عن الظهور في الحملة الانتخابية ليلدريم، يشير إلى أن الدائرة الضيقة جدا داخل حزب العدالة والتنمية، باتت على إدراك تام بانتهاء صلاحية الرئيس، وبفقدانه أي وزن في عيون الناخبين، وهذا ما قد يقود نحو استبعاده تدريجيا من واجهة الحزب والاستحقاقات الانتخابية الهامة.
المصدر ذاته لفت إلى أن القرار لم يأتِ دفعة واحدة، وإنما على مراحل، ففي البداية، وتحديدا عقب قرار إعادة الانتخابات في بلدية إسطنبول، أعلن "العدالة والتنمية" برنامجا يتضمن لقاءات جماهيرية مكثفة لأردوغان.
لكن البرنامج لم يغادر الورق الذي دون عليه، حيث جرى تجميده دون إبداء أسباب، وسط أنباء من مصادر مطلعة تفيد بأن الفكرة ألغيت بشكل كامل.
ويبدو، تبعا لذلك، أن الحزب أدرك أن أردوغان بات يمثل سبب خسارة يلدريم، خصوصا أنه لم يحترم منصبه كرئيس لجميع الأتراك، وغرق في ذات الخلط المشين، وهذا ما يعتقد الحزب نفسه أنه كان من النقاط القوية التي استثمرها حزب الشعب الجمهوري لصالحه، وتمكن بذلك من انتزاع إسطنبول منه.
ند رئاسي مرعب
الكثير من الناخبين الأتراك اعتبروا أن الحملة المكثفة التي قادها أردوغان في انتخابات مارس/آذار الماضي كانت منفرة لأبعد الحدود، وهو ما كلفه خسارة أبرز بلديات تركيا.
وحاليا، يعلق أردوغان آمالا واسعة على يلدريم من أجل منع إمام أوغلو من الفوز بمنصب قد يحوله إلى ند سياسي مرعب له، وهو المنصب الذي انطلق منه أردوغان، وبنى من خلاله مساره السياسي وصولا إلى الرئاسة.
أردوغان على يقين أيضا بأن تجريد إمام أوغلو من رئاسة بلدية إسطنبول عقب تنصيبه أمن له رصيدا هاما من التعاطف الشعبي الذي سيترجم آليا إلى تصويت انتقامي يشمل حتى الناخبين ممن صوتوا سابقا ليلدريم.
تهكم وسخرية
إعلام تركي مستقل أو معارض لم يفوت فرصة التطرق، من جانب ساخر، إلى اختفاء أردوغان من الساحات قبيل الانتخابات، حيث نشرت بعض الصحف كاريكاتيرات تسخر من الرئيس التركي.
الكاريكاتير الأكثر إعجابا نشرته صحيفة "يني تشاغ"، ويظهر إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، وهو يقول لأردوغان: "أعلم يا سيدي أنك لا تريد الظهور والتحدث، وكأنك تقول لنا: لا أريد أن تلتصق بي هزيمة إسطنبول المحتملة".
وفي الكاريكاتير نفسه، يشير قالن إلى شاشتين تحيلان على الإعلام الموالي للنظام، وهو يقول: "ولكن هؤلاء التعساء أيضا يظنون أننا هجرناهم وأضحت حالتهم مزرية".
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز