مرشح حزب أردوغان في المناظرة.. كذب تفضحه لغة الجسد
خبير لغة الجسد سميح بهليفان يقول إن يلدريم كان خلال المناظرة متوترا، ويكرر ما حفظه وفترات الصمت المتقطعة بين جمله تكشف أنه يكذب.
بين شاب مفعم بحماس التغيير، ورجل دخل مرحلة الشيخوخة سنا وأداء، دارت مناظرة تلفزيونية تاريخية في تركيا لتمنح ناخبي البلاد قناعة شبه مؤكدة بأنه آن أوان رحيل النظام الراهن.
ولأول مرة منذ صعود «العدالة والتنمية» إلى الحكم في تركيا في 2002، واجه الأحد الماضي مرشح الحزب لرئاسة بلدية إسطنبول ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، في مناظرة تلفزيونية، خصمه مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو.
المناظرة جاءت قبل أسبوع من جولة إعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، ويبدو أنها ستفتح الطريق واسعا أمام مرشح المعارضة للفوز بالمدينة التي زعم الرئيس رجب طيب أردوغان وقوع «تزوير» في نتائج اقتراعها، لافتكاكها من المعارضة.
المتابع للمناظرة التي بثت على الهواء في جميع القنوات، من مركز لطفي قيردار للمؤتمرات في إسطنبول، بإدارة فريق مشترك من فنيين تابعين لحزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري، لن يتأخر في ملاحظة الفوارق الصارخة بين المرشحين.
لغة الجسد التي باتت تشكل معيارا فاصلا بالنسبة للمختصين في تحليل شخصية المتحدث وقدرته على إدارة الحوار، وتحمل مسؤولياته في حال كان مسؤولا سياسيا، أظهرت صحيفة «سوزجو» التركية نقلا عن خبير لغة الجسد سميح بهليفان، "إن يلدريم كان خلال المناظرة، «متوترا ويكرر ما حفظه»، كما أن فترات الصمت المتقطعة بين جمله تكشف أنه يكذب، ويخشى أن يقول جملا متناقضة، فيصمت لبرهة لتجميع أفكارها وتنسيقها.
وعن إمام أوغلو، قال بهليفان إنه كان «متحمسا للغاية»، ونبرة صوته منتظمة، وحركاته غير متوترة، ما يعني أن عقله الباطن لم يكن يؤدي أكثر من مهمة واحدة، أي أنه كان يرتجل التسلسل المنطقي الذي يعكسه التفكير الآني.
لكن يلدريم يعطي انطباعا بأنه يكرر ما حفظه، حيث كان يتدخل أو يصدر نوعا من الضوضاء كلما خرج نطاق الأسئلة المطروحة عما حفظه.
الصحيفة ذكرت أنه عندما تحدث مذيع البرنامج، إسماعيل كوتشوك كايا، عن وجود سؤال حول مفهوم «البقاء»، أصيب يلدريم بتوتر واضح، ورفع يده في حركة لا إرادية كشفت توتره.
الخبير التركي أشار أيضا إلى أنه كلما أجاب يلدريم عن سؤال يتعلق بعدم حياد مؤسسات تابعة للدولة التركية، مثل هيئة الانتخابات، بدا منزعجا للغاية، ومتوترا، ما يدل على أن كل ما قاله قد لا يمت لقناعاته بصلة، أو لإدراكه في اللاوعي بأنه يكذب.
وفي أكثر من مناسبة، لجأ يلدريم إلى تغطية الجزء الأمامي من سترته بيديه، وهذه الحركة في لغة الجسد تعني محاولة تحويل الانتباه عن كلامه الذي يعرف جيدا أنه مشحون بالكذب، ونفس الحركة كررها أكثر من مرة على مدار المناظرة، وخصوصا حين يتحدث عن مواضيع معينة.
مع اقتراب جولة إعادة انتخابات بلدية إسطنبول، لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري على منافسه يلدريم.
ووفق استطلاع للرأي نشرته الأحد، مؤسسة «آدا» التركية للأبحاث، حصل يلدريم على 30.48 بالمائة من أصوات الناخبين، فيما حصد إمام أوغلو 50.6%، في اقتراع يخشى حزب «العدالة والتنمية» أن تصب نتائجه لصالح المعارضة من جديد.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA=
جزيرة ام اند امز