مدرب الكاميرون: كوبر خالف تقاليد الكرة المصرية وهذا سبب إخفاق الجزائر
في حوار حصري مع "العين":
حوار حصري مع مدرب منتخب الكاميرون يكشف فيه كيف قهروا المنتخب المصري في النهائي وسر إخفاق الجزائريين مع مواطنه المقال ليكنز.. التفاصيل
هناك حكمة قديمة تقول إنك “لكي تنجح يجب أن تكون رغبتك في النجاح تفوق خوفك من الفشل"، وهي تمثل الفارق بين مدربين بلجيكيين حضرا في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة.
الأول هو جورج ليكنز الذي أخفق رغم ما يضمه منتخب الجزائر من مواهب خارقة، وخرج من الدور الأول يجر أذيال الخيبة، وعلى النقيض هوجو بروس الذي توج باللقب مع منتخب الكاميرون في غياب 7 محترفين أساسيين.
"سر الخلطة" التي صنعها البلجيكي، كشفها مساعده ومواطنه سفين فاندينبروك في حوار حصري مع "العين" تطرق فيه لرأيه في المنتخب المصري الذي رأى أن مدربه الأرجنتيني اتبع طريقة لا تتماشى مع تقاليد الكرة المصرية، كما تحدث عن أسباب فشل مواطنه ليكنز في تحقيق النجاح المنشود مع محاربي الصحراء.
10 صور ترصد دموع الفراعنة بعد هزيمة الكاميرون
أرسنال يستفسر من النني عن هدفه أمام الكاميرون
• ما تقييمك الفني للمنتخب المصري والتكتيك الدفاعي الصريح لمدربه.. وهل تتفق مع ما قاله كلود لوروا بأنه ليس هكذا تلعب كرة القدم؟
- لكل مدرب الحق في اعتماد الطريقة التكتيكية التي يراها مناسبة لفريقه والتي تتماشى مع اللاعبين الموجودين في ذمته، يمكنني تفهم قرار هيكتور كوبر بالاعتماد على خطة "إيطالية" طوال الدورة، لكنني لا أخفي سرا إن قلت لكم إنني شخصيا من أشد المعجبين بالمدرسة التدريبية الهولندية التي تمنح الأولوية للعب الهجومي.
• كوبر تعرض للهجوم في مصر رغم وصوله للنهائي، هل تعتقد أن طريقة لعبه تناسب الكرة المصرية؟
- صحيح أن الطريقة التي اعتمدها كوبر لا تتماشى مع تقاليد كرة القدم المصرية، غير أنني أظن أنه أراد التأقلم مع قدرات اللاعبين المتاحين.. أكاد أجزم بأن كل هذه الانتقادات كانت ستختفي لو نجح منتخب مصر في الفوز بالكأس الأفريقية. أعتقد أن كوبر قام بعمل جيد، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن 80 % من اللاعبين ينشطون في الدوري المحلي.
• لكن المنتخب المصري حقق بطولات 2006 و2008 و2010 مع كرة هجومية وأداء مقنع؟
- منتخب مصر في السابق كان قويا للغاية، وكان يستحوذ على الكرة بفضل الإمكانات الفنية الرائعة للاعبيه، وكان لا يترك أي مجال للمنافس للقيام بمناورات، في المقابل المنتخب الحالي اعتمد أكثر على الواقعية، ولو أنه في بعض الأحيان بالغ في اللعب الدفاعي من خلال اللعب بطريقة الكتلة المتأخرة، ثم شن الهجمات المرتدة.
• هناك من يرى أن كوبر أهداكم الفوز باللقب الإفريقي حين تخاذل عن الضغط عليكم هجوميا بعد هدف النني في وقت كنتم فيه خارج أجواء المباراة؟
- لا أوافق هذا الرأي لاعتبارين، أولهما أن المنتخب المصري لعب بنفس الطريقة الحذرة طوال الدورة، وثانيهما أن خطة كوبر كانت مبنية على خطف هدف في بداية المباراة، ثم اعتماد التكتل الدفاعي المعتاد.
أعتقد أن المدرب الأرجنتيني كان يعلم أننا كنا متفوقين عليه في عامل اللياقة البدنية، وذلك ما يفسر اختياره اللعب في مناطقه، ومن الجلي أن منتخب مصر كان سيعاني أكثر من الجانب البدني لو اختار مواصلة الهجوم بعد الهدف الأول.
• كيف استطعتم إخراج اللاعبين من عقدة النتائج السلبية أمام مصر، ماذا فعلتم تحديدا، وما الذي قلتموه بين الشوطين لينقلب الحال بهذا الشكل؟
- لم نتحدث قبل المباراة عما حدث في الماضي لأنه لم يكن بإمكاننا تغيير أي شيء، في المقابل كان تركيزنا منصبا على استرجاع القوى والمحاضرات الفنية.
خلال فترة الراحة بين شوطي النهائي طالبنا اللاعبين باللعب باندفاع أكبر نظرا ليقيننا من عدم قدرة اللاعبين المصريين على مواصلة اللعب بنفس الحضور البدني، من جهة أخرى قمنا بتغيير تكتيكي من خلال قلب المراكز بين موكاندجو وباسوجوج.
الجميع لاحظ أنه كلما تقدم وقت المباراة ازداد التعب في صفوف "الفراعنة"، لهذا الغرض طالبنا لاعبينا بالضغط، أكثر وهو ما توج في النهاية بهدف أبوبكر فنسن القاتل.
• ما تقييمك للمنتخبات العربية بشكل عام في البطولة وهل توقعت الخروج المبكر لمنتخب الجزائر؟
أعتقد أن جميع المنتخبات العربية قدمت مستوى متوسطا، ولو أن منتخب الجزائر كان بإمكانه أن يكون منافسا جديا على اللقب، شأنه شأن منتخب المغرب الذي كان قادرا أيضا على التأهل للدور النهائي لو لم يجد في طريقة منتخب مصر في دور الثمانية. بالنسبة للمنتخب التونسي لم يكن بإمكانه تحقيق نتائج أفضل، خاصة أنه يفتقد للحلول الناجعة على دكة البدلاء.
• على ذكر الجزائر، هل ترى أن مواطنك جورج ليكنز يتحمل مسؤولية الخروج وحده، وأي من لاعبي الجزائر كان أدائه سيئا لدرجة المفاجأة لك؟
- لم أتحدث بعد مع ليكنز بعد الإقالة، غير أنه تجدر الملاحظة إلى أنه ليس من السهل على أي مدرب أن يتعامل مع فريق يضم عددا كبيرا من النجوم، كما أظن أن القرعة لم تكن رحيمة به حين وضعته في مجموعة الموت مع تونس والسنغال.
فضلا على ذلك فإن اللعب مع منتخب زيمبابوي في الجولة الأولى لم يساعده، بحكم أن مباراة الجولة الأولى عادة ما تكون صعبة للغاية للمنتخبات المرشحة للفوز باللقب، كما كان من الواضح أيضا أن النجوم الناشطة في البريميير ليج كانوا يعانون من الإرهاق، مما منعهم من الظهور بأفضل مستوياتهم
• كيف تفسر تألق المغمورين في نسخة 2017 وكيف تعاملتم مع اعتذار هذا العدد الكبير من الأساسيين؟
- في الحقيقة التحضيرات كانت مضطربة بسبب الاعتذارات الكثيرة، لكن رب ضارة نافعة كما يقولون حيث رفع هذا عنا ضغوط الترشيحات، وكان كل ما طلبناه من لاعبينا تقديم أداء يشرف بلادهم والترشح للدور الثاني من المسابقة.
بعد ذلك تعاملنا مع مباريات الأدوار التالية بهدوء ودون ضغوط.
كنا محظوظين في المقابل بان كل اللاعبين معنا خاضوا المسابقة بعزيمة كبيرة وتركيز عال، على الرغم من العدد الكبير من وكلاء اللاعبين الذين كانوا يحومون حولهم. ونحن كجهاز فني سعينا لتمرير رسائل إيجابية من خلال التأكيد على قدرتهم على تعويض النجوم الغائبة.
• هل تنوون مواصلة الاعتماد على نفس مجموعة اللاعبين في تصفيات المونديال أم العودة للاستعانة بالنجوم الهاربين؟
- فلسفتنا في العمل تقوم على التعويل على أفضل اللاعبين، وفي هذا السياق لن نتوقف عن معاينة اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة لمنتخب الكاميرون، في كرة القدم لا يمكن الحديث عن مجموعة ثابتة، باعتبار أن التغييرات تبقى مطروحة وفقا للحالة البدنية والصحية والفنية للاعبين.