من النحر إلى حبل المشنقة.. القصة الكاملة لمقتل نيرة أشرف
بعد عام من وقوع الجريمة، أسدل الستار على قضية مقتل الطالبة المصرية نيرة أشرف بتنفيذ حكم الإعدام على قاتلها وحبيبها السابق محمد عادل.
وأحيطت القضية بتفاصيل كثيرة ووقائع مثيرة جعلتها عالقة في أذهان الكثيرين داخل مصر وخارجها، بدءا من الطريقة الوحشية التي أجهز بها القاتل على ضحيته.
وسطرت القضية واحدة من أسرع المحاكمات في تاريخ مصر القضائي، منذ إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات وإحالة أوراقه إلى مفتي الجمهورية وصدور حكم الإعدام في غضون أيام قليلة.
وعلى مدار عام كامل من التقاضي والصراع في ساحات المحاكم، شهدت القضية تعرجات ومنعطفات في مسارات المحاكمة، مع تطوع محامين بارزين في مصر للدفاع عن كلا الطرفين.
وسبقت وقوع الجريمة تفاصيل مثيرة، كشفها أهل نيرة أشرف وأصدقاؤها، وكانت الروايات تشير إلى علاقة حب بين القاتل وضحيته، قبل أن تتحول إلى علاقة سامة وتصل إلى طريق مسدود.
على بوابة الجامعة
البداية كانت يوم 20 يونيو/حزيران من العام الماضي، حين تتبع محمد عادل حبيبته السابقة نيرة أشرف منذ خروجها من منزلها لحضور الاختبار في كلية الآداب جامعة المنصورة شمال مصر.
وعلى بوابة الجامعة، كان القاتل متسلحًا بسكين للإجهاز على ضحيته بعد أن بيّت النية وعقد العزم على إنهاء حياتها، وبالفعل انقض عليها وسدد إليها طعنات ونحر رقبتها وتركها غارقة في دمائها.
لم يمهل القاتل ضحيته أي فرصة لطلب النجدة، واستغرق الأمر ثواني معدودة لتنفيذ الجريمة، وبعد سقوط الطالبة جثة هامدة على الرصيف انهال المارة على القاتل بالضرب المبرح قبل تسليمه إلى الشرطة.
محكمة الجنايات
وبعد 48 ساعة من وقوع الجريمة، أمر النائب العام المصري في 22 يونيو/حزيران بإحالة محمد عادل إلى محكمة الجنايات بتهمة قتل الطالبة نيرة أشرف عمدا مع سبق الإصرار حيث بيت النية وعقد العزم على قتلها.
وذكرت النيابة العامة في بيانها: "القاتل تتبع ضحيته حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدا إزهاق روحها (..) وتحددت أولى جلسات المحاكمة في 26 يونيو".
واستمعت النيابة العامة المصرية إلى 25 شاهدا منهم طلاب وأفراد أمن بجامعة المنصورة وعمال بمحلات بمحيط الواقعة، وأكدوا رؤيتهم المتهم حال ارتكابها، وفي مقدمتهم زميلات المجني عليها اللاتي كن رفقتها.
وأوضحت النيابة أن بعض الشهود هددهم القاتل حين حاولوا الذود عن الضحية، كما استمعت إلى أهل المجني عليها وأصدقائها الذين أكدوا اعتياد تعرض المتهم وتهديده لها بالإيذاء لرفضها الارتباط به بعدما تقدم لخطبتها.
وأشارت التحقيقات إلى أن أهل نيرة حرروا محاضر ضد القاتل الذي كان يضايقها لرفضها الارتباط به، وأن المتهم قبل الواقعة بأيام سعى إلى التواصل مع المجني عليها لمعرفة توقيت خروجها من المنزل إلى الجامعة.
وأوضحت التحقيقات أن المتهم تتبع المجني عليها بالحافلة التي اعتادت استقلالها إلى الجامعة، كما تطور الخلاف بين المجني عليها وبين المتهم لرفضها الارتباط به إلى تعرضه الدائم لها حتى عقد العزم على قتلها.
أسرع محاكمة في مصر
وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، قضت محكمة جنايات المنصورة بإحالة أوراق المتهم إلى مفتي الجمهورية لبيان الرأي الشرعي في إعدامه، وتحديد جلسة 6 يوليو/تموز للنطق بالحكم.
وبعد صدور حكم الإعدام شنقًا على قاتل نيرة أشرف، دخلت القضية منعطفًا جديدًا، بإعلان المحامي المصري الراحل فريد الديب قبوله الدفاع عن القاتل محمد عادل وكتابة النقض في الحكم.
وقال المحامي المصري البارز حينها إنه لن يتقاضى أتعابا مقابل الترافع عن قاتل نيرة أشرف، وفي المقابل أعلن المحامي المصري مرتضى منصور تطوعه للدفاع عن نيرة أشرف في مواجهة فريد الديب.
وقال مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك المصري وقتها، في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم": "نيرة أشرف ذبحت مرتين.. الأولى كانت في الشارع أمام حرم جامعتها.. والثانية عندما خاض البعض في سمعتها".
وتقدم دفاع محمد عادل بالطعن على حكم الإعدام، لكن محكمة النقض المصرية رفضته في 9 فبراير/شباط الماضي، وتغيب المتهم عن حضور الجلسة التي أيدت حكم إعدامه، كما تغيب أسرة المجني عليها نيرة أشرف.
تصوير جثة نيرة
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، عادت قضية مقتل نيرة أشرف إلى الواجهة من جديد، بعد تسريب مقطع فيديو يظهر جثمان الضحية من داخل مستشفى المنصورة التخصصي، بمعرفة مُشرفة وممرضة.
وقررت النيابة الإدارية في مصر آنذاك حبس المُشرفة والممرضة 6 أشهر مع الشغل عقابًا لهما على تصوير جثمان نيرة أشرف، مع كفالة 20 ألف جنيه لإيقاف التنفيذ مؤقتًا، وتغريم كل منهما 50 ألف جنيه.
وقال متحدث باسم النيابة الإدارية إن الإحالة جاءت على خلفية "قيام المشرفة والممرضة بإفشاء سر اؤتمنتا عليه بحكم وظيفتهما، ومخالفتهما أحكام قانون الخدمة المدنية ومدونات السلوك، وأخلاقيات الخدمة المدنية".
وكشفت التحقيقات عن قيام المتهمة الأولى بتصوير مقطع مرئي لجثمان الضحية بهاتفها الشخصي المحمول بتاريخ 20 يونيو/حزيران، حال وضع الجثمان بغرفة الإفاقة بالاستقبال لمناظرته من طبيب الجراحة.
تنفيذ الإعدام
وأسدل الستار على القضية، الأربعاء، بتنفيذ حكم الإعدام بحق محمد عادل قاتل نيرة أشرف، وذكرت وسائل إعلام محلية أن سجن جمصة المشدد في محافظة الدقهلية شهد تنفيذ حكم الإعدام بعد تأييده من محكمة النقض.
وبعد تنفيذ حكم الإعدام في السادسة صباح اليوم، وصل جثمان محمد عادل إلى مشرحة مستشفى المنصورة الدولي في محافظة الدقهلية وسط تعزيزات أمنية، لإجراءات غسيل جثمانه ودفنه بمقابر عائلته بالغربية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg5IA== جزيرة ام اند امز