التمرين لا يحرق السعرات الحرارية كما تعتقد.. ما الذي يكشفه الخبراء؟

يعتبر التمرين من العوامل الأساسية لفقدان الوزن حيث يعتقد الكثيرون أن ممارسة الرياضة تزيد من معدل الأيض وتحرق السعرات الحرارية بشكل كبير بعد التمرين.

ولكن هذا الاعتقاد بدأ يتعرض للشكوك في السنوات الأخيرة، مع ظهور دراسات ومقالات تدعي أن التمرين لا يساهم بشكل كبير في حرق السعرات الحرارية كما كان يُعتقد.

في عام 2012، طرح عالم الأنثروبولوجيا التطورية هيرمان بونتزر فرضية تفيد بأن زيادة النشاط البدني اليومي يؤدي إلى تقليل الجسم للطاقة التي ينفقها في عمليات بيولوجية أخرى، مثل الأيض أثناء الراحة. وفقًا لهذه الفكرة، فإن إجمالي استهلاك الطاقة اليومي يبقى ثابتًا على الرغم من زيادة النشاط البدني.

وفي كتابه "Burn" الذي نشره في 2021، أكد بونتزر أن الجسم يحرق السعرات الحرارية ضمن نطاق ضيق، حيث يقدر ذلك بحوالي 3000 سعرة حرارية يوميًا، بغض النظر عن مستوى النشاط البدني.

وأضاف أن النشاط البدني اليومي لا يؤثر بشكل كبير على عدد السعرات الحرارية المحروقة.

لكن الأبحاث العلمية التي أُجريت لاحقًا أظهرت أن التمرين بالفعل يزيد من استهلاك الطاقة، رغم أن هذا التأثير قد لا يكون كبيرًا كما يتوقعه الكثيرون. تشير الدراسات الدقيقة إلى أن التمرين يؤدي إلى زيادة في استهلاك الطاقة، لكن الزيادة ليست كما كان يُعتقد سابقًا.

استند بونتزر إلى دراسات مقارنة لقياسات استهلاك الطاقة في مجتمعات مختلفة حول العالم، من بينها دراسة على قبيلة الهاadza في أفريقيا، التي تعيش حياة الصيد والجمع. وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن أفراد هذه القبيلة ينفقون طاقة كبيرة بسبب أسلوب حياتهم النشط، أظهرت الدراسة أنهم لا يستهلكون طاقة أكثر من الأفراد في الغرب.

ومع ذلك، أظهرت التجارب العشوائية المحكمة أن ممارسة التمرين تزيد بالفعل من استهلاك الطاقة اليومية.

وأظهرت التجارب التي أجريت على مجموعات من الرجال والنساء، شبابًا وذوي أعمار متوسطة، أن التمرينات المنظمة التي يتم تنفيذها من خمس مرات أسبوعيًا لمدة 6 إلى 10 أشهر تسهم في زيادة استهلاك الطاقة اليومية.

لكن يجب ملاحظة أن الزيادة في استهلاك الطاقة لم تكن دائمًا بنفس القدر المتوقع. فعلى سبيل المثال، إذا حرق شخص 600 سعرة حرارية في التمرين، فإن استهلاك الطاقة اليومي قد لا يزداد بنفس الكمية.

هناك بعض العوامل التي تفسر هذا التفاوت، مثل استبدال النشاط البدني (عندما تحل التمرينات الجديدة محل الأنشطة الأخرى) والتعويض السلوكي (مثل تقليل النشاط في وقت لاحق من اليوم بعد التمرين في الصباح).

ورغم أن التمرين يزيد من استهلاك الطاقة، إلا أن هذه الزيادة قد تكون أقل مما يتوقعه البعض. لذا من المهم أن تكون لدينا توقعات واقعية حول تأثير التمرين في حرق السعرات الحرارية.