افتتاح معرض حفائر "البعثة الفرنسية الإيطالية" بالمتحف المصري
إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، تقول إن المعرض يضم 200 قطعة من نتاج أعمال البعثة الفرنسية الإيطالية بمنطقة "أم البريجات" بالفيوم
افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري، الإثنين، بالمتحف المصري معرضا عن حفائر البعثة الفرنسية-الإيطالية في تبتينيس (أم البريجات) التي تقع على بعد 30 كم جنوب غرب محافظة الفيوم، والذي تنظمة وزارة الآثار بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية وجامعة ميلانو، ضمن فعاليات العام الثقافي المصري الفرنسي 2019.
وقالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، إن المعرض سيستمر لمدة شهرين، ويضم نحو 200 قطعة من نتاج أعمال البعثة الفرنسية الإيطالية بمنطقة "أم البريجات" بالفيوم، تم اكتشافها خلال 30 عاماً بدءاً من عام 1988، وتعرض القطع صورة مفصلة للحياة في القرية منذ القرن الثالث ق.م إلى القرن التاسع الميلادي.
وذكرت صباح عبدالرازق، مديرة المتحف المصري، أن من بين القطع المعروضة 3 نوافذ من الخشب من القرن الأول والثاني الميلادي، والتي ينفرد بها المتحف، وكذلك أدوات منزلية مصنوعة من الخشب والسلال والمعادن عثر عليها في منازل القرية، وأوانٍ من الفخار للطبخ، وأدوات المائدة، وأوانٍ لتخزين الطعام من العصر البطلمي والروماني والبيزنطي في الفيوم.
كما تضم عددا من المسارج، ولوحات مكرسة لبعض المعبودات مثل "سوكنبتينيس" و"ثيرموثيس"، وتماثيل من التركوتا، وعدد من العملات المعدنية، والحلي التي شملت القلائد والأساور والأقراط والخواتم، والتي ترجع إلى الفترة الزمنية ما بين القرن الثالث ق.م إلى العصر البيزنطي، وأغلبها من البرونز أو من مواد أكثر تواضعاً، مثل الأصداف أو الطين، والتي تعد مؤشرا واضحا للظروف الاقتصادية التي مرت على الأسر التي كانت تعيش في تبتينيس "أم البريجات".
وأشارت عبدالرازق إلى أن المعرض يعرض أيضا مجموعة متميزة من أدوات التجميل والزينة، منها قنينات صغيرة للعطور والزيوت المعطرة، والأمشاط الخشبية ودبابيس من الخشب والعظام والمعادن، والتي استخدمت للتحكم في طرق تصفيف الشعر، إضافة إلى الملابس والأحذية، وأدوات الموسيقى والوثائق التي من خلالها تم التأكيد على شهرة تبتينيس باعتبارها واحدة من أغنى المواقع في مصر بالبردي، فقد تم العثور على نحو 100 ألف نص، تم كتابة ما يقرب من نصفها على ورق البردي باللغتين المصرية واليونانية.
يذكر أنه تم اكتشاف قرية تبتينيس عام 1899، حيث قامت عدة بعثات علمية إنجليزية وألمانية بإجراء حفائر متتالية بالموقع، وكان آخرها بعثة إيطالية استمرت حتى عام 1936، كما تعرضت القرية للنهب والتدمير على يد الباحثين عن الآثار.
وفي عام 1988 قررت البعثة الفرنسية-الإيطالية برئاسة البروفيسور "كلاوديو جالاتزى"، والباحثة "جيزيل حاجى-ميناجلو" مواصلة الحفائر في "تبتينيس"، حيث تم اكتشاف أحياء جديدة ومبانٍ رائعة مثل: المقصورة المكرسة للمعبودة "ثيرموثيس"، ومخزن كبير للحبوب يعود للقرن الثاني قبل الميلاد، وحمامات عامة تعود للقرن الثالث والقرن الثاني قبل الميلاد، والعديد من المباني داخل القرية مثل المخابز, والمحلات التجارية, وورش العمل.