نزوح الدولار من روسيا.. فرصة تاريخية لليوان نحو أداء استثنائي
في خضم تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، زاد الطلب المحلي في روسيا على اليوان الصيني، لتهدأ قفزات الروبل ورفع الضغوط الاقتصادية.
مستوى تاريخي لليوان في روسيا
وخلال تعاملات الأسبوع الجاري كان قد صعد حجم التداول في زوج العملات اليوان والروبل إلى أعلى مستوى في التاريخ، وبلغ مستوى قياسياً لليوم الواحد قدره 7.82 مليار يوان (1.16 مليار دولار) يوم الأربعاء 27 يوليو 2022، بحسب بيانات بورصة موسكو.
وبحسب بلومبرج، تبين الأرقام أن أحجام زوج العملات اليوان والروبل أعلى حالياً من حجم زوج العملتين اليورو والروبل. ويُعدّ الروبل الأسوأ أداء في حجم التداول مقابل الدولار الأمريكي خلال يوليو من بين 23 عملة في الأسواق الناشئة.
ومنذ حرب أوكرانيا، أدت العقوبات الغربية المتصاعدة إلى عزل روسيا عن الأسواق العالمية، ما جعل استثمارات الدولار واليورو ذات مردود سلبي بالنسبة للمستثمرين المحليين. وتقدمت الحكومة باقتراح لشراء عملات ما يطلق عليها الدول الصديقة لتهدئة زيادة سعر صرف الروبل في السنة الحالية، لكن ليس هناك مؤشر على أن الصعود الأخير في حجم تداول اليوان كان جراء التدخلات المنسقة.
التخلي عن الدولار
من جانبه، رأى جورج فاشنكو، رئيس العمليات التشغيلية لسوق الأسهم الروسية في شركة "فريدوم فاينانس": "ليست الحكومة الروسية وحدها، لكن أيضاً يهتم المستثمرون من القطاع الخاص والمؤسسات، الذين يشاركون في النشاط الاقتصادي الأجنبي بتفادي مخاطر البنية التحتية الخارجية". تابع: "إنهم ينتقلون بقوة إلى عملات أخرى بخلاف الدولار واليورو".
رغم ما تعانيه روسيا من عزلة، تسير عملتها في منحنى الصعود منذ فبراير الماضي. استمرت الشركات في تحويل مليارات الدولارات من عائدات صادرات الطاقة إلى عملة الروبل، في حين أن قيود العملة وانهيار الواردات يعني أنه يوجد قدر محدود من الإقبال على عملة الدولار.
وكان الروبل قد لامس أعلى مستوى له في غضون 7 أعوام في الشهر الماضي، ما أثار مخاوف من أن الزيادات ستعرقل القدرة التنافسية للشركات وتحد من إيرادات الميزانية الخاصة بالصادرات بالعملة المحلية.
لكن الرغبة في الحصول على اليوان، علاوة على تقليص أسعار الفائدة بما يفوق المتوقع خلال الأسبوع المنصرم، يظهر أنها تضعف من التعافي الذي ينال من تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن العقوبات على روسيا قد جعلت الروبل "أنقاضًا".
هبط سعر صرف العملة محلياً بما يتجاوز 16% في يوليو الحالي، عقب 4 شهور من الارتفاعات في مقابل الدولار. وصل حجم التداول زوج اليوان-الروبل ما يزيد على 100 مليار يوان ( بما يعادل 14.8 مليار دولار) في يوليو الجاري بالمقارنة مع 54 مليار يوان (بما يعادل 8 مليارات دولار) في يونيو الماضي، بحسب تقديرات بلومبرغ القائمة على بيانات بورصة موسكو.
قال إيغور زيلنيكوف، كبير المحللين في شركة " برومسفياز بنك": "صعد سعر صرف الدولار من خلال تأثيرات تداول زوج عملات ليس بينهما الدولار". تابع: "عليك أن تنتبه إلى زوج العملات اليوان والروبل، وسترى قوة العملة الصينية بصورة أكبر بعدما بلغت أحجام التداول مستوى قياسي.
في نهاية يونيو الماضي، قال وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف إن الحكومة تفكر في تجديد العمل بقانونها المالي قبيل اندلاع الحرب لتحويل عائدات الطاقة إلى عملات أجنبية، وبالتالي إضعاف سعر صرف الروبل بطريقة غير مباشرة. ومن المقرر أن يستهدف هذا النهج الحديث العملات التي لم تتطالها العقوبات. ولم يذكر تحديداً العملات التي قد يدرسها.
لقد تضاعف حجم التداول تقريبًا الشهر الماضي، بينما لا يمكن الآن التكلم عن تعافي قوي بالنسبة للواردات. لذلك؛ يظهر أن مشاركة السلطات في عمليات تداول العملات الأجنبية هي السبب الأكثر احتمالاً لتراجع سعر صرف الروبل.
aXA6IDE4LjIxOC4xOTAuMTE4IA== جزيرة ام اند امز