أوروبا تكافح تجنبا لـ"شتاء قارس" بعد جفاف أنابيب الغاز الروسي
شتاء قارس ينتظر القارة العجوز، في ظل تضييق الخناق على الاتحاد الأوروبي، عبر خفض إمدادات الغاز الطبيعي في أنبوب نورد ستريم 1 الروسي.
انخفضت شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم" بنسبة 20% يوم الأربعاء الماضي، ما عزز خطر حدوث نقص خلال فصل الشتاء المقبل في العديد من الدول الأوروبية.
ومن واشنطن غربا إلى الشرق الأوسط يجوب قادة في الاتحاد الأوروبي دول العالم، بحثا عن إمدادات موثوقة للغاز الطبيعي.
بينما كانت دول الاتحاد الأوروبي والعالم، تعاني من أزمة سلاسل توريد مرتبطة بالغذاء وقبلها المواد الخام وأشباه الموصلات، انتقل التحدي اليوم إلى قطاع الطاقة وبالتحديد الغاز الطبيعي.
ولإدارة أزمة الإمدادات الحالية، قامت دول الاتحاد الأوروبي بإعادة إحياء محطات تعمل بالفحم، في محاولة لتوفير كميات من الغاز لفصل الشتاء المقبل، والذي يتوقع أن يكون متطرفا في برودته.
وفي جميع أنحاء أوروبا، تتزايد المخاوف من أن قطع الغاز الروسي سيجبر الحكومات على ترشيد الوقود والشركات لإغلاق المصانع، وهي خطوات قد تعرض آلاف الوظائف للخطر.
نهاية الأسبوع الماضي، أكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه في حال أرادت روسيا قطع إمدادات الغاز عن الاتحاد الأوروبي، "فلن تنتظر الخريف أو الشتاء".
تأتي تصريحات بوريل التي يبحث فيها عن طمأنة اقتصاد الاتحاد الأوروبي بينما تواصل روسيا بناء طرق إمدادات جديدة للغاز الطبيعي نحو الشرق.
- هل يعيد الغاز صياغة اتفاق الشراكة بين الجزائر وأوروبا؟.. خبير يجيب
- موجة الحر الشديد تلهب أسعار الغاز الطبيعي في أمريكا
وأوضح أنّ روسيا تريد بيع الغاز وتبحث عن "عملاء بدلا" من الاتحاد الأوروبي، "لأنها تعلم أننا سنستغني عن الغاز الروسي بالكامل في نهاية المطاف".
وأشار إلى أن موسكو تقوم ببناء خطوط أنابيب غاز أخرى على عجل "تربطها بزبائن آخرين"، مضيفاً أن تشغيل هذه الأنابيب "سيستغرق وقتاً".
وداخل أسواق الاتحاد الأوروبي يظهر جليا أثر تراجع إمدادات الغاز من خلال المخاوف التي تتملك الشركات والقطاع الخاص، والذي ينفذ هو الآخر زيارات حول العالم بحثا عن إمدادات للطاقة.
نيجيريا والجزائر
وأمام رحلة الأوروبيين للبحث عن تقوية سلاسل الإمدادات في قطاع الطاقة، تجري في أفريقيا خطى متسارعة لبناء سلاسل توريد لإيصال الغاز النيجيري إلى أوروبا.
والإثنين الماضي، قالت وزارة الطاقة الجزائرية إن اجتماعا ثلاثيا عقد مع نيجيريا والنيجر لتسريع مشروع لمد خط أنابيب الغاز العابر للصحراء.
ويطمح الشركاء إلى إنجاز المشروع لاستغلال حاجة أوروبا المتزايدة للغاز الطبيعي، فيما تعتبر نيجيريا من المصادر المستقبلية للغاز، لكنها لا تملك طرق إمدادات نحو أوروبا.
يأتي ذلك، بينما تعمل نيجيريا والمغرب بالتوازي على مناقشة مشروع مماثل بطول 5660 كلم، يربط بين البلدين ومنهما إلى أوروبا عبر إسبانيا، لإيصال الغاز النيجيري لدول الاتحاد الأوروبي.
وتبحث الرباط عن توفير مصادر للغاز الطبيعي، بعد تعليق الجزائر العمل بأنبوب غاز يصل إلى إسبانيا عبر المغرب بسبب خلافات سياسية، كانت الأخيرة تتقاضى رسوم عبور، إلى جانب كميات من الغاز لغرض الاستخدام المحلي.
aXA6IDE4LjIyMS4xOTIuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز