توسيع «معاداة السامية».. أحدث سلاح أمريكي لـ«إخماد ثورة الجامعات»
بعد أيام من الشد والجذب والاشتباكات، وفي أحدث محاولة أمريكية لاحتواء غضب الجامعات، أقر مجلس النواب الأمريكي تعديلا يوسع تعريف مصطلح «معاداة السامية».
وتأتي تلك الخطوة، التي لا تزال بحاجة لأن يقرّها مجلس الشيوخ، ردّاً على الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين في جامعات البلاد.
- «صدامات فلسطين» تجتاح جامعات أمريكية.. والشرطة تتدخل
- الشرطة الأمريكية تقتحم جامعة كولومبيا لفض اعتصام مؤيد للفلسطينيين
تفاصيل مشروع القانون
التعريف الجديد، اقترحه ما يسمى بـ"التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة"، أقرّه المجلس بأصوات نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويعتمد تعريف معاداة السامية كما.
ووفقاً لهذا التعريف فإنّ "معاداة السامية هي تصوّر معيّن لليهود يمكن أن يتجلّى بكراهية تجاههم. تستهدف المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية أفراداً يهوداً أو غير يهود و/أو ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة".
ويتّهم جزء من الطبقة السياسية الأمريكية المتظاهرين في الجامعات بـ"معاداة السامية"، ويستدلّون على ذلك، من بين أمور أخرى، برفع المحتجّين شعارات معادية لإسرائيل، الحليف الكبير للولايات المتّحدة في الشرق الأوسط.
بالمقابل، يقول منتقدو مشروع القانون إنّ هذا التعريف يحظر انتقادات معيّنة لدولة إسرائيل، وهو أمر يدافع عنه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست.
ويتّهم معارضو النصّ، أعضاء الكونغرس، بالسعي لإقرار هذا التشريع سريعاً من أجل استخدامه للحدّ من حرية التعبير في الجامعات الأمريكية.
وحذّر النائب الديمقراطي جيري نادلر الذي يعارض النصّ من أنّ "التعليقات التي تنتقد إسرائيل لا تشكّل في حدّ ذاتها تمييزاً مخالفاً للقانون".
ولكي يصبح هذا النصّ تشريعاً سارياً يتعيّن على مجلس الشيوخ أن يعتمده، وهو أمر لا يزال غير مؤكّد، قبل أن يحال إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره.
ضغوط لمنع اجتياح رفح
يأتي هذا فيما تجددت الضغوط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، من جانب سياسيين ديمقراطيين لثني إسرائيل عن شن اجتياح واسع النطاق لمدينة رفح التي لجأ إليها ما يقرب من نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
ووقع 57 من الديمقراطيين البالغ عددهم 212 في مجلس النواب رسالة تدعو الإدارة إلى اتخاذ كل إجراء ممكن لثني حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شن هجوم شامل على المدينة القريبة من الحدود المصرية.
وجاء في الرسالة التي تحمل تاريخ الأربعاء. "نحثكم على تفعيل القوانين والسياسة القائمة للحجب الفوري لبعض المساعدات العسكرية الهجومية للحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك المساعدات الواردة في تشريع تمت المصادقة عليه بالفعل، لمنع هجوم واسع النطاق على رفح".
وشكل دعم بايدن لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس عبئا سياسيا كبيرا عليه، خاصة من جانب الديمقراطيين الشباب.
ويثير ذلك مخاوف داخل الحزب الديمقراطي في وقت يتأهب فيه بايدن لمنافسة انتخابية صعبة في مواجهة سلفه الجمهوري دونالد ترامب.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء إنه لم يطلع بعد على خطة للهجوم الذي تتوعد إسرائيل بشنه على رفح تتضمن حماية للمدنيين، وجدد التأكيد على أن واشنطن لا يمكنها دعم مثل هذا الهجوم.
وعقد بلينكن يوم الأربعاء اجتماعا في القدس على مدار ساعتين ونصف مع نتنياهو، وبعد ذلك كررت إسرائيل موقفها بأن عملية رفح ستمضي قدما رغم الموقف الأمريكي وتحذير الأمم المتحدة من أنها ستؤدي إلى "مأساة".
aXA6IDE4LjIxNi41My43IA== جزيرة ام اند امز