أرشيف كوكب المريخ في خطر
الباحثون وجدوا أنه عندما يتعرض الطين لسوائل حمضية تنهار الطبقات ولا يمكن الحفاظ على المادة العضوية
توقعت دراسة أمريكية وقوع تدمير للأرشيف الذي يسجل علامات الحياه السابقة على كوكب المريخ.
وبينما ينتظر العلماء عينات من تربة المريخ التي ستجرفها المركبات الفضائية الجوالة على الكوكب الأحمر؛ للبحث بداخلها على علامات الحياه، زعمت دراسة لباحثين من جامعة كورنيل الأمريكية، ومركز علم الفضاء في إسبانيا، أن العلماء قد يواجهون تحد كبير يتمثل في السوائل الحمضية، التي كانت تتدفق ذات مرة على سطح المريخ، والتي قد تتسبب في تدمير الأدلة البيولوجية المخبأة داخل الطين الغني بالحديد في المريخ.
وأجرى الباحثون عمليات محاكاة تتضمن الطين والأحماض الأمينية لاستخلاص استنتاجات بشأن التدهور المحتمل للمواد البيولوجية على المريخ، ونشروا بحثا، الثلاثاء، في دورية "ساينتفيك ريبوتيز".
ويقول تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة "كرونيل"، بالتزامن مع نشر الدراسة: "في البحث عن الحياة على المريخ، تعتبر التربة السطحية الطينية للكوكب الأحمر هدفًا مفضلاً للتجميع لأن الطين يحمي المادة العضوية الجزيئية بداخله، حيث أن التركيب الداخلي للطين منظم في طبقات، بما يجعل أدلة الحياة البيولوجية، مثل الدهون والأحماض النووية والببتيدات والبوليمرات الحيوية الأخرى محاصرة ومحفوظة جيدًا، ومع ذلك، فإن الوجود السابق للحمض على السطح قد أضعف قدرة الطين على حماية أدلة الحياة السابقة".
وفي المختبر، قام الباحثون بمحاكاة ظروف سطح المريخ من خلال الحفاظ على حمض أميني يسمى الجلايسين في الطين، وتم اختياره لأنه يمكن أن يتحلل بسرعة في ظل الظروف البيئية للكوكب.
وبعد التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية الشبيهة بالمريخ، أظهرت التجارب تحللًا ضوئيًا لجزيئات الجلايسين الموجودة في الطين، ويؤدي التعرض للسوائل الحمضية إلى محو مساحة الطبقة البينية، وتحويلها إلى سيليكا تشبه الهلام.
ويقول ألبرتو جي فيرين، العالم الزائر في قسم علم الفلك في جامعة كورنيل، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة "كورنيل"، بالتزامن مع نشر الدراسة: "عندما يتعرض الطين لسوائل حمضية تنهار الطبقات ولا يمكن الحفاظ على المادة العضوية، ويتم تدميرها، وتوضح نتائجنا في هذه الورقة سبب صعوبة البحث عن المركبات العضوية على المريخ".
يذكر أن وكالة ناسا أطلقت في 20 يوليو/تموز الماضي المسبار "بيرسيرفانس" المتجول، ومن المتوقع هبوطه على كوكب المريخ في فبراير/شباط المقبل، لجمع عينات من تربة المريخ، وإرسالها إلى الأرض بحلول عام 2030.
كما ستنطلق المركبة الفضائية "روزاليند فرانكلين" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في أواخر عام 2022، وستقوم بالتنقيب في سطح المريخ، وجمع عينات من التربة وتحليلها في الموقع، ووفقا للدراسة فإن العينات التي سيتم جمعها قد لا تحمل المعلومات المتوقعة.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xMzkg
جزيرة ام اند امز