المشهد الأخير للمذنب ليونارد.. زخة متوقعة على كوكب الزهرة
قال جريجوري ليونارد، كبير المتخصصين في مختبر الكواكب بجامعة أريزونا الأمريكية، بأن المذنب ليونارد، الذي حمل اسمه، لاكتشافه هذا الجسم الفضائي في 3 يناير من العام الجاري، سيمر في 17 ديسمبر، بالقرب من كوكب الزهرة، فيما يسميه ليونارد "النداء الكوني القريب
وأوضح ليونارد، في تقرير نشره، اليوم الإثنين، الموقع الإلكتروني لجامعة أريزونا، أن "هناك فرصة لأن يمر الزهرة بالقرب من مسار المذنب، حيث قد يلتقط بعض حبيبات الغبار في غلافه الجوي، مما ينتج عنه تساقط نيزكي على الكوكب".
وأضاف أنه عند الحديث عن كوكب الزهرة، فإن "نجمة المساء"، كما يطلق عليه أحيانًا، تظهر حاليًا بشكل بارز في السماء الجنوبية الغربية قرب غروب الشمس، وقد تكون بمثابة نقطة إرشادية مفيدة تساعد مراقبي السماء على تحديد موقع المذنب.
وكان المذنب، اتخذ أقرب اقتراب له من الأرض في 12 ديسمبر/كانون الأول، وفي ذلك الوقت كان لا يزال على بعد أكثر من 21 مليون ميل من الأرض، أي حوالي 88 ضعف المسافة من الأرض إلى القمر، ويمكن حاليًا رصد المذنب منخفضًا في سماء المساء، بعد غروب الشمس مباشرة.
والمذنب ليونارد ليس غريباً عن النظام الشمسي الداخلي، فمنذ حوالي 80 ألف عام، ربما نظر الإنسان البدائي (إنسان نياندرتال) إلى السماء ليلاً، وأشار إلى النجم الغريب بذيله اللامع.
وأعاد المذنب أول لقاء له مع الشمس قبل نحو حوالي 40 ألف عام، ثم انطلق في رحلة أخرى نحو الشمس، ولكن في هذه الزيارة، يسافر المذنب بدون تذكرة عودة، كما يؤكد جريجوري ليونارد.
ويضيف: "هذه هي المرة الأخيرة التي سنرى فيها المذنب، فهو يتسارع بسرعة الهروب (44 ميلاً في الثانية) وسيتم طرده من نظامنا الشمسي، وقد يتعثر في نظام نجمي آخر بعد ملايين السنين من الآن".
واكتشف هذا المذنب خلال إحدى عمليات المراقبة الروتينية التي أجريت في 3 يناير/كانون الثاني، حيث اكتشف ليونارد رقعة غامضة من الضوء في خلفية حقل النجوم في سلسلة من 4 صور تم التقاطها باستخدام التلسكوب البالغ ارتفاعه 1.5 متر في قمة جبل ليمون.
وقال إن المظهر الغامض للنقطة، جنبًا إلى جنب مع حقيقة أن لها ذيلًا، كان بمثابة إشارة إلى أنه كان ينظر إلى مذنب.
ويقول ليونارد: "حقيقة ظهور الذيل في تلك الصور كانت رائعة، مع الأخذ في الاعتبار أن المذنب كان على بعد حوالي 465 مليون ميل في تلك المرحلة، على مسافة قريبة من كوكب المشتري".
تنحدر معظم المذنبات طويلة المدى مثل المذنب ليونارد من سحابة أورت، وهي منطقة شاسعة تحيط بنظامنا الشمسي على مسافات لم تقترب منها أي مركبة فضائية، ولا حتى مسبار فوييجر اللذان غادرا النظام الشمسي رسميًا ودخلا الفضاء بين النجوم.