مخطط تركيا في جنوب ليبيا.. "سورنة" وتصدير للإرهاب
خبيران ليبيان يؤكدان أن أنقرة تسعى لإعادة تطبيق النموذج السوري في ليبيا في إطار مشروعها التوسعي من خلال التنظيمات الإرهابية
يرى خبيران سياسيان ليبيان أن تركيا تسعى لإعادة تطبيق النموذج السوري في ليبيا، في إطار مشروعها التوسعي لتجسيد وهم استعادة "الإمبراطورية العثمانية".
وأوضح الخبيران، في تصريحات منفردة لـ"العين الإخبارية"، أن أنقرة في سبيل تحقيق ذلك تستند إلى خطط مبرمجة وروابط مع الإرهابيين، خاصة من تنظيم داعش في بعض الدول الأفريقية.
وكشفا أن العناصر التي داهمتها القوات المسلحة الليبية في مدينة سبها الليبية، جنوب البلاد، كانت من ضمن العناصر التي نقلتها تركيا في وقت سابق، بحسب تقارير أمنية ليبية.
واليوم الخميس، كشف مصدر أمني ليبي لـ"العين الإخبارية" النقاب عن أماكن نشاط ووجود متطرفي تنظيم داعش الإرهابي في الجنوب الليبي.
وقال المصدر إن عناصر تنظيم داعش تتخذ من سلسلة جبال الهاروج ومنطقة تمسه وحوض مرزق نقاط أساسية لتمركزها في مناطق أقاصي الجنوب الليبي.
وأضاف أن عناصر التنظيم مرتبطة بشكل وثيق مع مهربي البشر والهجرة العكسية التي تنقل من الشمال للجنوب عن طريق الجبل الغربي الذي يمتد باتجاه منطقة الحمادة ووادي الشاطئ بالجنوب الليبي.
وأشار إلى أن أغلب المتطرفين المتواجدين يحملون الجنسية السورية وهم يستغلون بشكل كبير المشاكل القبلية والفراغ الأمني في بعض المناطق لتثبيت مواقعهم.
وأكد المصدر أن القوات المسلحة الليبية أفشلت أغلب مخططات التنظيمات الذي لم يعد يجد الحرية في الحركة بأرتال عسكرية إلا في المناطق الحدودية أو في منطقة حوض مرزق الذي يتعاونون فيه بشكل وثيق مع عناصر المرتزقة التشادية.
ولفت المصدر إلى أن التنظيم حول نفسه إلى خلايا نائمة منفردة تتواجد في أغلب المناطق والجنوبية والى أن مرزق هيا تكثر مكان يتواجدون فيه وقد رصدوا في معاركهم ضد الجيش الليبي في أغسطس/آب 2019.
"سورنة" ليبيا
وتعقيبا على ما تم الكشف عنه يرى فتح الله غيضان الفرجاني، الخبير السياسي الليبي، أن أردوغان حاول إعادة تطبيق النموذج السوري في ليبيا أو بمعنى آخر "سورنة" ليبيا.
وأضاف الفرجاني لـ "العين الاخبارية" أن الجيش الوطني الليبي انشغل في السابق بمعركته ضد تركيا ومليشياتها في مدينة طرابلس، وهذا الأمر حول الجنوب الليبي لأرضية خصبة لانتشار التنظيمات الإرهابية بتسهيل من النظام التركي الداعم للإرهاب في ليبيا و سوريا و الصومال.
وأشار الخبير السياسي الليبي إلى أن جنوب ليبيا يعتبر الطريق الرئيسي للهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى السواحل الأوروبية، لافتا إلى أن هذا الملف تريد تركيا التحكم به بشكل مباشر، لأن التحكم فيه يزيد من أوراق الضغط التركية على الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد أن أصبح انضمام تركيا للمنظمة الاتحاد "مستحيلا"، بسبب سياسات أردوغان.
ويرى الفرجاني أن تنظيم القاعدة وداعش والمعارضة التشادية مختلفون عقائديًا لكنهم مجتمعون على هدف واحد وهو عدائهم للجيش الليبي الذي أحبط مشاريع مموليهم من تركيا وقطر وغيرها من الدول الاستعمارية.
وحذر من أن عمق الجنوب الليبي في أفريقيا منطقة نفوذ لفرنسا التي لن تسمح بتواجد تركي يهدد مصالحها في أفريقيا، وهذا ما صادق عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات سابقة.
أوكار داعش
متفقا إلى حد كبير مع ما ذهب إليه الفرجاني، قال المحلل السياسي الليبي، حاتم الخضر، أن مجموعات خطيرة من تنظيم داعش الإرهابي انتقلت إلى ليبيا في فترات متفاوتة طيلة الأشهر الماضية على دفعات من مطار اسطنبول بتركيا.
وأضاف الخضر لـ"العين الاخبارية" أن الجنوب الليبي أصبح من أخطر أوكار تنظيم داعش، وخصوصًا في المناطق الواقعة في أقصى الجنوب الليبي، حيث تسيطر فصائل موالية لحكومة الوفاق غير الشرعية.
وأحبط الجيش الوطني الليبي، مساء الإثنين الماضي، مخططا إرهابيا كانت تعده مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم داعش بحي عبد الكافي بمدينة سبها جنوبي البلاد.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري مقتل 9 إرهابيين بينهم المدعو عثمان العبار أبو عبد الله أمير تنظيم داعش الإرهابي الجديد في ليبيا.
وأضاف أن العملية تمت بعد ورود معلومات بتعيين أمير جديد لداعش كان في سرت وذهب إلى الجنوب بعد مقتل الأمير السابق محمود البرعصي في عملية سابقة وتم القضاء عليه خلال العملية.
وشدد المتحدث باسم الجيش الليبي على أن الجنوب الغربي الليبي يتعرض لاختراقات من التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تعاملت مع خلايا في مناطق من غدوة إلى أم الأرانب ومرزق.
وكشف عن مصادرة عدد من البنادق الرشاشة وعدد من الهواتف النقالة وأجهزة الحاسب الآلي الخاصة بأمير داعش في ليبيا.