خبراء بـ"ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" يحذرون من سباق التسلح العالمي

الجلسة الأولى من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس حملت عنوان "خريطة العالم العسكرية.. توزع القدرات العسكرية وعسكرة حرب التكنولوجيا"

حذر خبراء مشاركون في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس، اليوم الأحد، من تصاعد سباق التسلح العالمي، ومعدلات الإنفاق العسكرية، ما يهدد الأمن والسلم الدوليين.

واختتمت الجلسة الأولى بملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس فعالياتها، الأحد، بعد تقديم رؤى مختلفة حول توزيع القدرات العسكرية في العالم وعسكرة حرب التكنولوجيا.

• نائب رئيس "ميونيخ للأمن": تحقيق التوازن العسكري أمر حيوي لأوروبا

وحملت الجلسة الأولى من الملتقى عنوان "خريطة العالم العسكرية.. توزع القدرات العسكرية وعسكرة حرب التكنولوجيا".

ويسلط الملتقى -الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وبرعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي- الضوء على خارطة القوة بالعالم ويمهد لرسم رؤى المستقبل.

وتسعى الدورة السادسة لـ"ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" إلى تكريس استمرارية هدفه من أجل بلورة فهْم لواقع النظامَين الإقليمي والدولي وتحولات القوة فيهما، من خلال جلسات ونقاشات تجمع، على غرار النسخ السابقة، نخبة واسعة ومتنوعة من السياسيين وصناع السياسات والأكاديميين والخبراء البارزين.

أكاديمية جديدة

وفي كلمتها الافتتاحية للملتقى، أعلنت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، الأحد، عن إطلاق أكاديمية مركز الإمارات للسياسات، التي تعد الأولى للتدرب في المنطقة العربية.

من جانب آخر، قالت الكتبي إن التحالف السعودي الإماراتي يحاول إعادة ترميم النظام الإقليمي العربي، مؤكدة أنه يسعى إلى مواجهة التحديات الجيوسياسية النابعة من القوى الإقليمية غير العربية، وتحديدا إيران، و"كذلك التحديات الداخلية المتمثلةِ بالإرهاب والفواعل ما دون الدولة والفقر والبطالة، فضلاً عن محاولة تبني نموذج جديد لبناء القوة".

التدخلات الخارجية

وفي كلمته، أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، ضرورة وقف تدخل الدول في شؤون منطقة الشرق الأوسط.

قرقاش طالب مجلس الأمن بتنفيذ القوانين والتشريعات الخاصة بتدخل الدول في شؤون الدول الأخرى، خاصة فلسطين وسوريا، مشدداً على ضرورة "أن تكون دول الخليج على طاولة المفاوضات عندما يتعلق الأمر بإيران".

وأشار إلى أن "الإمارات مستمرة في توفير أنشطة محاربة الإرهاب في اليمن، وستواصل دعم الحكومة اليمنية والأمم المتحدة للتوصل لحل سلمي"، موضحاً أن "الغزو التركي لشمال شرقي سوريا سيكون له آثار سيئة، وأن أفعال تركيا الأخيرة غير مرحب بها".

ولفتت إلى "أن إعادةَ التقييم الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط الذي قامت به الولايات المتحدة في مطلع الألفية الثالثة، أدى إلى حدوثِ فراغٍ وغيابِ توازن القوى في المنطقة".

التوازن العسكري

أما السفير بوريس روج، نائب رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، شدد على أن تحقيق التوازن العسكري أمر حيوي بالنسبة لأوروبا للمحافظة على وجود دول القارة.

واعتبر أن الإنفاق العسكري الصيني وقدرات بكين العسكرية، تشير إلى أنه على واشنطن أن تستثمر دبلوماسيا وعسكريا بشكل أكبر في آسيا.

وطالب نائب رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن الدول الأوروبية بتعزيز تحالفاتها العسكرية مع الولايات المتحدة عبر تحالف الناتو وغيره، حرصا على مصالحها الاستراتيجية.

نفقات ضخمة

وتحدث البروفيسور أنتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، عن أن العالم ينفق اليوم على القدرات العسكرية أكثر من إنفاقه في المرحلة التي سبقت سقوط جدار برلين.

كوردسمان لفت إلى أن أحد الأمور التي ينبغي النظر فيها هي مسألة الانتشار الصاروخي وغير الصاروخي، فالمخاطر اليوم لم تعد بالضرورة متمحورة على الانتشار النووي، كما كان في مرحلة الحرب الباردة.

سباق التسلح

فيما اعتبر مارك فينود مدير برنامج انتشار التسلح، في مركز جنيف للسياسات الأمنية، أن الإنفاق العسكري الدولي بلغ مستويات قياسية وصلت إلى أكثر من 2% من الإنتاج الإجمالي العالمي.

وأشار فينود إلى أن التحدي يتمثل في كيفية استيعاب هذا السباق الجديد في التسلُّح وأنماطه، مقارنةً بأيام الحرب الباردة.

الدولار الأقوى

اقتصادياً، رأى شوكت عزيز رئيس وزراء باكستان الأسبق أن الدولار الأمريكي سيظل العملة الرئيسية في العالم، مؤكداً عدم وجود عملة أخرى يمكن أن تنافسه.

وأضاف أن الدولار الأمريكي يتمتع بقوة كبيرة ونفوذ كعملة عالمية عصية على المنافسين، مشيراً إلى أن النظام الاقتصادي يجعل منه "العملة الأكثر عمقا".

وأوضح أن النظام المصرفي العالمي الحالي ملائم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ويوفر أمانا لعملتها، مضيفاً "لدى الصين احتياطي ضخم من الدولار ما يفسر نموها الاقتصادي".

يشار إلى أن الدورة السادسة لـ"ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" تسعى إلى تكريس استمرارية هدفه من أجل بلورة فهْم لواقع النظامَين الإقليمي والدولي وتحولات القوة فيهما، من خلال جلسات ونقاشات تجمع على غرار النسخ السابقة، نخبة واسعة ومتنوعة من السياسيين وصناع السياسات والأكاديميين والخبراء البارزين.