أردوغان يسعى لاحتلال سرت الليبية طمعا في النفط
رجب طيب أردوغان أعلن أن مليشياته ستواصل معاركها في ليبيا وستدخل إلى مدينة سرت ومنطقة الجفرة
رغم التزام الجيش الليبي بتعهداته الدولية وقرار وقف إطلاق النار المنبثق عن إعلان القاهرة، إلا أن المليشيات الموالية لتركيا والمرتزقة السوريين لا يزالون يحشدون قواتهم للهجوم على تمركزات الجيش قرب مدينة سرت.
الأهمية الاستراتجية والاقتصادية لمدينة سرت أثارت لعاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أعلن مساء أمس الإثنين، أن مليشياته ستواصل معاركها في ليبيا وستدخل إلى مدينة سرت ومنطقة الجفرة.
تصريحات أردوغان حول دخول سرت، والتي أظهرت طمعه ورغبته في السيطرة على مقدارت الشعب الليبي ونهب ثرواته، عللها، قائلاً:" سندخل سرت لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل العمليات حساسة".
وقال خبراء في الشأن الليبي إن السلطان العثماني يحاول احتلال سرت الليبية طمعا في النفط والغاز ، وذلك لأنها ستحقق له أهدافا عسكرية وسياسية واقتصادية.
الأهمية الاستراتيجية
وقال العميد الركن شرف الدين العلواني، الخبير العسكري الليبي، إن أردوغان يسعى للسيطرة على مدينة سرت نظرا لأهميتها الاستراتيجية وموقعها على البحر المتوسط إضافة إلى امتلاكها قاعدتين هامتين جوية وبحرية.
وتابع العلوان لـ"العين الإخبارية" أن أهمية مدينة سرت العسكرية والاستراتيجية ترجع لخليج سرت الذي قد يقسم ليبيا نصفين، وكونها رأس مثلث الأقاليم الليبية الثلاث حيث تبعد عن الجنوب بطريق 280 كيلو متر إلى ودان ثم الجفرة بوابة الجنوب، ومثلهم تقريبا مع مصراتة غربا وطولا بوابة الهلال النفطي وإقليم برقة بمسافة 120كيلو متر فقط.
وأشار إلى أن السيطرة على سرت لأي من الطرفين تعني التحكم بمداخل الجنوب والشرق والسيطرة على النفط والغاز حقولا وتصديرا، لافتاً إلى أن سرت تعد بوابة الهلال النفطي في ليبيا ما يدفع الجميع للاستماتة عليها.
وحذر العلواني من أن تركيا قد تطور من المعركة بإنزال بحري بعد تهديد أردوغان باحتلال الهلال النفطي وسرت وأجدابيا.
وطالب الجيش الليبي باستنزاف العدو بالاستفادة من المساحة المفتوحة جويا بأكبر قدر ممكن، وحماية المحاور الجنوبية لمنع المليشيات من الالتفاف على القوات من جهة القداحية طريق النهر ابوهادي سرت.
الأهمية الاقتصادية
ومن جانبه يرى الخبير الاقتصادي الليبي عيسى رشوان أن مساعي تركيا لاحتلال خليج سرت بسبب أسباب اقتصادية صرفة، بغض النظر عن تصريحاته الأخيرة، ولكن لأهمية الخليج وموقعه المتميز ومقدرات الدولة الليبية فيه.
وتابع لـ"العين الإخبارية" أن سرت هي أهم مركز بحري في العالم لمبيض الأسماك، إضافة إلى امتلاكها أرض مستوية مسطحة صالحة للزراعة بمساحات شاسعة، وموقعها وسط و قلب الساحل الليبي تتحكم في الشرق و في الغرب الليبي، إضافة إلى أنها على أطرافها حوض سرت النفطي الكبير.
وأضاف المهندس عيسى رشوان، أن منطقة خليج سرت وما حولها تعتبر من أهم مصائد التونة في العالم خاصة نوع Bluefin Tuna بسبب دفئ مياه الخليج ما يدفع الأسماك من معظم بحار العالم تهاجر إليه لتحط فيه بيضها، بدخل سنوي يقارب 8 مليار دولار.
وأوضح أن سرت هي عاصمة حوض سرت الكبرى النفطي أحد أهم وأبرز الأحواض في ليبيا كلها، وتعمل به العديد من الشركات النفطية العالمية الكبرى، إضافة إلى وجود ثلاث مكامن غاز في البحر مقابل سرت مباشرة.
وأشار إلى أن القوى الدولية لن تسمح باندلاع حرب شرسة في هذه المنطقة لمنع وقوع خسائر فب إنتاج وتصدير النفط أو تأثر عملية صيد الأسماك كونها مصدر مهم للأمن الغذائي الأوروبي، خاصة أن كثير من السفن الأوروبية تأتي للاصطياد من أمام الشواطىء الليبية.
رمزية سرت
أما المحلل السياسي عبدالله الخفيفي فيرى أن سرت تمثل لأردوغان رمزية خاصة إلى جانب الأطماع الاقتصادية والعسكرية.
وتابع أن سرت هي أول مدينة يخسرها السراج في معركة الجيش الليبي وأن بقاء قوات الجيش الليبي فيها يكسر غرور تركيا والمليشيات، كما يفند مزاعم الإرهابيين حول انتصاراتها بالتقدم في المناطق التي قرر الجيش الليبي التراجع منها وفقا لالتزامات وتعهدات دولية.
وأشار الحقوقي الليبي إلى أن سرت كانت المعقل السابق لتنظيم داعش وكثير من المرتزقة القادمين من سوريا تدربوا أو قاتلوا فيها ما قد يرفع من روحهم المعنوية حال دخولها ما يجعلهم ينفذون أي مخطط تركي.
ونوه إلى أن أردوغان يسعى لمحو الأمجاد الليبية وتاريخهم المشرف بالانتصارات على الاحتلال الطلياني سابقا ويسعى للهجوم على القوات في نفس منطقة معركة القرضابية التاريخية التي انهزم فيها الطليان هزيمة ساحقة، لكي لا يبقى إلا الهزائم العثمانية.
وشدد على أن المجتمع الدولي والليبيين سيتصدوا للعدوان التركي ولن يسمحوا له بالتمادي أكثر من ذلك خاصة أنه يهدد امنهم القومي بالإرهابيين وأمنهم الاقتصادي ومصالحهم المختلفة.