خبراء: "بصمات" تغير المناخ واضحة في فيضانات باكستان
قال خبراء إن "بصمات" تغير المناخ ظهرت في الفيضانات المدمرة التي تجتاح باكستان، بعدما كشف تحليل عن أنها ربما زادت من معدل هطول الأمطار.
وقام أكثر من 20 عالما من أنحاء العالم، يعملون في إطار مبادرة عالمية للطقس، بتقييم ما إذا كان تغير المناخ، الذي يتسبب فيه الإنسان، قد جعل هطول الأمطار الغزيرة، التي تسببت في الفيضانات، أكثر احتمالا وشدة.
وشهدت مناطق واسعة من باكستان هطول أمطار موسمية قياسية، بداية من يونيو/ حزيران 2022، مما أدى إلى فيضان نهر "السند" عن ضفتيه، على آلاف الكيلومترات المربعة، وأيضا فيضانات عارمة وانهيارات أرضية في المناطق الحضرية، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية "بي.إيه.ميديا" الجمعة.
وتضرر أكثر من 33 مليون شخص، وتوفي 1500، وتعرضت منازل وطرق ومراكز صحية ومدارس للدمار، أو لحقت بها أضرار، كما نفقت أعداد من الماشية ودمرت مساحات من الأراضي الزراعية، وتفشت أمراض.
وكانت باكستان، الواقعة جنوبي آسيا، شهدت زيادة في هطول الأمطار بأكثر من ثلاثة أمثال من الكميات المعتادة، فيما شهد إقليما "السند" و"بلوشيستان" أمطارا قياسية في أغسطس/ آب الماضي.
وأظهرت بيانات، الخميس، أن عدد ضحايا الفيضانات ارتفع لما يقرب من 1500 شخص. وفي أول تحديث لحصيلة الضحايا على مستوى البلاد منذ التاسع من سبتمبر/ أيلول، قالت الهيئة الوطنية لمواجهة الكوارث إن عدد الوفيات بلغ 1486، بينهم نحو 530 طفلا، مما يعني أن هذه الفترة شهدت تسجيل 90 حالة وفاة جديدة.
وتسببت الفيضانات التي نتجت عن أمطار موسمية قياسية وذوبان للجليد في الجبال الشمالية في إلحاق أضرار بنحو 33 مليون شخص من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 220 مليونا، كما تسببت في خسائر تقدر بنحو 30 مليار دولار.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أقامت السلطات حواجز لمنع مياه الفيضانات من الوصول إلى المؤسسات الرئيسية مثل محطات الطاقة، فضلا عن المنازل. ويواجه المزارعون خطرا جديدا مع بدء نفاد الأعلاف.
وأرجعت الحكومة والأمم المتحدة ارتفاع مناسيب المياه إلى تغير المناخ. وقد سجلت درجات الحرارة مستويات قياسية مرتفعة في الصيف مما دفع الآلاف للنزوح عن منازلهم والحياة في خيام أو على طول الطرق السريعة في العراء.