خبراء لـ«العين الإخبارية»: كورونا لم يعد فيروسا لقيطا.. كلاب الراكون «أصل الكارثة»
وصف خبراء نتائج دراسة جديدة نشرتها دورية "سيل" حول أصل فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوفيد- 19 ، بأنها أنهت اعتباره فيروساً لقيطاً بلا أصل، مثل فيروس الإيدز، وقالوا إنها كشفت بشكل واضح عن أصل محدد للفيروس.
وحتى إعلان نتائج الدراسة المنشورة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، لم يكن هناك سيناريو محدد لنشأة الفيروس، وكان الاعتقاد السائد الذي تغذيه "نظرية المؤامرة"، أنه تسلل من أحد مختبرات مدينة "ووهان" الصينية، ولكن النتائج الجديدة، عثرت على أصل واضح.
وتأتي هذه النتائج بعد تحليل أكثر من 800 عينة جُمِعت في سوق ووهان للمأكولات البحرية وما حولها، ومن الجينومات الفيروسية المبلغ عنها من مرضى كوفيد-19 الأوائل.
ذهب المحققون من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الصينية إلى السوق لجمع العينات في الأول من يناير/كانون الثاني 2020، بعد إزالة الحيوانات وبعد ساعات فقط من إغلاق السوق، وقاموا بمسح الأرضيات والجدران والأسطح الأخرى للأكشاك، وعادوا بعد أيام للتركيز على الأسطح في الأكشاك التي تبيع الحيوانات البرية، مثل الأقفاص والعربات المستخدمة لنقل الحيوانات، ثم جمعوا أيضا عينات من المجاري والصرف الصحي.
وأجرى الباحثون تسلسلًا يُسمى "ميتاترانسكريبتوميا" للعينات، وهي تقنية تهدف إلى الحصول على جميع تسلسلات الحمض النووي الريبي (والتي يمكنها التقاط الحمض النووي أيضاً) من جميع الكائنات الحية الموجودة في العينات، الفيروسات والبكتيريا والنباتات والحيوانات والبشر.
ووفقاً لأحدث تحليل للبيانات والمنشور في دورية "سيل" كان فيروس كورونا المستجد موجوداً في بعض الأكشاك نفسها التي تباع فيها الحيوانات البرية في السوق، بما في ذلك كلاب الراكون (حيوانات صغيرة تشبه الثعلب مع علامات تشبه الراكون) وقطط الزباد (ثدييات آكلة اللحوم الصغيرة المرتبطة بالنمس والضباع)، وكانت كلاب الراكون هي الحيوان الأكثر وفرة في نقل الفيروس، وفق العينات المأخوذة من أكشاك الحياة البرية في السوق.
ويقول كريستوف شولثيس، أستاذ الفيروسات بجامعة برلين، لـ"العين الإخبارية": "نتائج هذه الدراسة تنهي إلى حد كبير اعتبار كورونا المستجد فيروس لقيط، إذ أصبح له أصل معروف وهو تلك الحيوانات البرية، ومن ثم فإن الدرس المستفاد من هذا الاكتشاف هو إيلاء مزيد من الاهتمام بعملية تداول الحيوانات البرية، وإخضاعها للكشف الدوري لمنع انتقال الأمراض منها إلى البشر".
ويضيف أن "فهم أصل الفيروس، يمثل أهمية قصوى لمزيد من الفهم لهذه النوعية من الفيروسات، ومن ثم التعامل معها على نحو أفضل".
ومن جانبه، أبدى بول أوفيت، عالم اللقاحات بجامعة فيلادلفيا الأمريكية ارتياحه لهذه النتائج، والتي تحدد أصل واضح لفيروس كورونا المستجد، وهوأمر شديد الأهمية، وليس من المقبول ترك معرفة أصله مثل الإيدز.
وقال أوفيت لـ"لعين الإخبارية" إن "الفيروسات التنفسية سريعة الانتشار، وهو ما يفرض على المجتمع العلمي ضرورة العمل على معرفة أصلها، وعدم تركها دون تحديد لأصلها مثل الإيدز".
وأوضح أن نجاح الباحثين في ذلك سيكون مفيدا عند الاستعداد والتأهب لمثيلاتها، بحيث تكون المواجهة بشكل أسرع وأكثر فاعلية.