خبيران لـ"العين الإخبارية": صراع نفوذ بين إيطاليا وتركيا في ليبيا
السبت الماضي، رفضت القوات التركية المسيطرة على مصراتة، دخول 40 جنديا إيطاليا ممن يعملون في المستشفى الميداني العسكري الإيطالي.
يرى مراقبون وخبراء أن الزيارات والتصريحات الإيطالية الأخيرة حول الأزمة الليبية، تكشف عن صراع نفوذ مع تركيا، خصوصا بعد الإهانة التي وجهها الأتراك للجنود الإيطاليين برفض دخولهم إلى مصراتة الليبية.
والسبت الماضي، رفضت القوات التركية المسيطرة على مصراتة، دخول 40 جنديا إيطاليا ممن يعملون في المستشفى الميداني العسكري الإيطالي، بحجة عدم امتلاكهم تأشيرات دخول.
وفي أعقاب ذلك استنكرت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي ما حدث، وواجهت الحكومة في روما انتقادات واسعة من قبل المعارضة ووسائل الإعلام الإيطالية، بعد منع الأتراك لضباط من لواء جولياني الطبي من الهبوط بمطار الكلية الجوية بمصراتة.
وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية وزعيم حزب فورزا إيطاليا السيناتور إنريكو إيمي: "عادت قواتنا بعد بضع ساعات بنفس الطائرة، وهو ما يعكس أن بلدنا لم يعد يحسب لها حساب على المستوى الدولي مقارنة بالولايات المتحدة"، مضيفا أن "التصرف التركي يسخر من إيطاليا التاريخية ويحولها إلى جمهورية موز لا قيمة لها" على حد وصفه، مطالبا الوزراء المعنيين بتفسير فوري.
واعتبرت مصادر ليبية أن هذه الخطوة هي أولى خطوات دفع إيطاليا ثمن عدم وضوح موقفها من التدخل العسكري التركي في غرب ليبيا، علاوة على علاقاتها المشبوهة مع مليشيات السراج بزعم الحد من الهجرة غير الشرعية من سواحل ليبيا إضافة الى حفاظها على أمن مؤسساتها النفطية.
وفي وقت سابق الخميس، طالب لويجي دي مايو وزير الخارجية الإيطالي، بضرورة وقف التدخلات الخارجية في ليبيا.
وقال دي مايو، في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، إنه "من الواضح أن هناك حاجة إلى صوت أوروبي أقوى بشأن ليبيا، يجب أن نعمل على وقف أي تدخل خارجي".
وأمس الأربعاء، قال وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني، خلال زيارته لطرابلس ولقائه رئيس ما تسمى حكومة الوفاق فايز السراج، أن الوجود الإيطالي في ليبيا سيظل التزاما ذا أولوية.
وقال المحلل السياسي الليبي عبدالله الخفيفي: "إن زيارة وزير الدفاع الإيطالي جاءت لتثبيت حقوق إيطاليا في السيطرة على الكلية الجوية مصراتة، وتذكيراً لفايز السراج بفضل روما عليه، فهي التي تكفلت بحمايته في عام 2016 بعدما تعهدت المليشيات بقتله".
وأضاف الخفيفي لـ"العين الإخبارية" أن "زيارة وفد إيطالي يرأسه وزير الدفاع جاء ليؤكد أن إيطاليا لها ما تنافس عليه الأتراك"، وتابع: أن هذه الزيارة أيضاً تعد "رسالة لتركيا بأن الشركات الإيطالية وعلى رأسها شركة (إيني) قادمة للتنقيب عن النفط رغم أنف رجب طيب أردوغان الذي يسعى للهيمنة على كل مقدرات ليبيا".
من جانبه، قال زياد الشيباني المقرحي المحلل السياسي الليبي إن "إيطاليا تعتبر ليبيا الشاطئ الثالث لها وأنها لن تستسلم فيها بسهولة، خصوصًا بوجود هذا الكم الهائل من الثروات السطحية والجوفية".
وأضاف الشيباني لـ"العين الإخبارية" إن "شرارة الخصام انطلقت عندما بدأت تركيا في التكشير عن أنيابها بإبرامها اتفاقية ترسيم مع حكومة فايز السراج غير الشرعية، الأمر الذي دفع إيطاليا لإبرام اتفاقية مشابهة مع اليونان، لذا سعت تركيا لحرمان روما من أي دور في ليبيا".
وأكد المحلل السياسي الليبي أن "حرب غاز المتوسط ستفكك تحالفات وسيوحد أعداء، لأنها حرب طويلة بين دول إقليمية تستغل أوضاع ليبيا المتأزمة في هذه الفترة للقفز على حقها وحصتها في التنقيب عن حقول الغاز داخل مياهها الإقليمية".
واختتم الشيباني قوله بأنه إذا اتسعت دائرة المنافسة حول ليبيا، فإنها قد تفكك حتى حلف شمال الأطلسي الناتو، الذي تعد إيطاليا وتركيا أهم أقطابه.
وتستمر تركيا في حشد المرتزقة في غرب ليبيا والتلويح باقتحام سرت والجفرة بينما يستمر الليبيون في دعم قواتهم المسلحة التي تستعد لاستكمال مسيرتها في تحرير البلاد من الإرهابيين والمرتزقة السوريين والتركمان.