خبراء يشيدون بدور الإمارات في تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة
خبراء يؤكدون أن الاعتدال والوسطية في الإمارات يأتي انعكاساً لنهج قيادتها الرشيدة، ولشخصية شعبها في حبه للآخر وتسامحه.
أجمع خبراء وأكاديميون سياسيون أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص دائماً منذ قيام الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على نشر وتعزيز السلام والاستقرار، ليس في المنطقة العربية فقط، بل في دول العالم أجمع.
وأكدوا أن الجهود التي قادتها الإمارات لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في ليبيا، والمصالحة في القرن الأفريقي، ودعم العديد من الدول العربية في مواجهة سيناريوهات الفوضى، تأتي امتداداً للإرث التاريخي لها.
وأشار الخبراء إلى أن الاعتدال والوسطية في الإمارات انعكاساً لنهج قيادتها الرشيدة، ولشخصية شعبها في حبه للآخر وتسامحه حتى أضحت العاصمة الإماراتية أبوظبي منارة تنطلق منها ثقافة التعايش وتعزيز السلم، من خلال استضافة قمم ومؤتمرات التسامح.
تاريخ حافل
وقال الدكتور محمد بن صقر السلمي، رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، إن الإمارات تبوأت في الأعوام الماضية الواجهة السياسية للعالم العربي والشرق الأوسط، وكانت قيادتها حاضرة في كل المواقف السياسية، بما يعكس دورها في الحفاظ على الأمن والاستقرار، والتصدي لعوامل الاضطرابات، سواء كان مصدر الاضطرابات والحروب دولاً أو أدوات لدول تدعم الإرهاب، ويدفعها في ذلك إيمانها الراسخ بأهمية تغليب نهج التعاون والتسامح بين الأمم والشعوب، باعتباره الطريق الأمثل لتحقيق المصالح المشتركة، وتعزيز مسيرة التنمية والرخاء للبشر جميعاً.
وأشار إلى أن هذا الدور الكبير الذي تقوم به الإمارات لنشر التسامح والسلام في المنطقة، ليس بجديد على السياسة الإماراتية القائمة على نشر قيم التعايش بين الناس، مشيراً إلى أن التاريخ حافل بمثل هذه المواقف المشرفة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان نصيراً لتوحيد كلمة العرب والقيادات العربية، ولم يدخل يوماً في صراع أو خلاف مع أحد، وكان مسانداً لكل الدول العربية والآسيوية والأفريقية، وساعياً لنشر السلام ونبذ الخلافات والنزاعات بين الدول العربية.
وأكد السياسي السوداني عبدالجليل الباشا، مدير مركز بادية للسلام والتنمية، أن دور الإمارات في نشر التسامح والسلام بالمنطقة معلوم للجميع، ويتجاوز الحدود الإقليمية إلى القرن الأفريقي ودعم العديد من دول القارة السمراء لمواجهة الإرهاب وسيناريوهات الفوضى.
وقال: "إن هناك تنسيقاً مشتركاً بين الإمارات وليبيا في محاربة التطرف والعنف والتنظيمات الإرهابية، وأن الإمارات تسعى لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في ليبيا"، مؤكداً أن دولة الإمارات تبذل كل جهدها نحو توحيد كلمة الشعب الليبي، ونشر السلام هناك.
وأشاد بنموذج دولة الإمارات الحضاري في التسامح والتعايش الإنساني بين الثقافات والحضارات، وأتباع الديانات المختلفة، على أسس سليمة قوامها الاحترام المتبادل وقبول الآخر، وإشاعة روح المحبة والسلام، مما سيكون له الأثر الكبير في الاستقرار وإحلال السلام العالمي.
وأضاف أن دور الإمارات في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف والمتشدد رائد، ويستند على دعائم قوية أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار خلفه على النهج نفسه الذي جعل الإمارات واحة للأمن والآمان، ورائدة في مجال مواجهة الإرهاب ونشر روح السلام والتسامح والعيش المشترك.
وجهة آمنة
ومن جانبه قال الأكاديمي الأردني، الدكتور جلال حاتم، إن :"استضافة الإمارات خلال العام السابق والجاري العديد من المؤتمرات المهمة لنشر ثقافة التسامح؛ أبرزها مؤتمر التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف، الذي أقيم بالعاصمة أبوظبي، والقمة العالمية للتسامح في دبي، بالإضافة إلى زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، جعلت منها وجهة آمنة وقبلة للسلام والاستقرار".
وتابع: "في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات وتتعالى فيه الأصوات المطالبة بضرورة تكثيف التعاون الدولي بهدف التصدي للخطر المتزايد لجماعات التطرف وقوى الإرهاب العابرة للحدود، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة وإدراكاً منها أن السبيل الأنجع لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف هو تحسين حياة الشعوب عبر التنمية في المجالات كافة، بما فيها المجال البشري والثقافي، تواصل إسهاماتها التنموية المميزة في العديد من دول العالم، ومبادراتها الخلاقة بهدف نشر وتعزيز ثقافة الوسطية والتسامح والاعتدال، بما يصب في جهود مكافحة التطرف وتحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي".
الجهود الدبلوماسية
أما الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله،أستاذ العلوم السياسية، فأكد أن الإمارات لعبت دوراً محورياً في الدفع بالعلاقات الإريترية الإثيوبية نحو المصالحة، التي جاءت تتويجاً للجهود الدبلوماسية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الذي نجح في حل أحد أهم النزاعات في القرن الأفريقي، بعد قطيعة ونزاع دام 20 عاماً بدأ منذ العام 1998، مشيداً بدوره في المنطقة، وحرصه على تحقيق التنمية والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.
وقال: "إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يقوم بدور كبير كقائد يحمل رسالة سلام وتسامح ليس للمنطقة وحسب، وإنما للعالم أجمع".
وأوضح أن فلسفة التسامح التي تنتهجها دولة الإمارات، واهتمامها بضرورة التعاون والتضامن الدولي لمكافحة التطرف والكراهية ونبذ التمييز والعنصرية، وتعزيز قيم التعايش واحترام التعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً ودينياً وطائفياً، تنبض منذ إنشائها على يد الآباء المؤسسين وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
وأكد عبد الله أن :"العالم في أمسّ الحاجة لمثل هذه الجهود الإماراتية المبذولة في سبيل إطفاء حرائق المنطقة، فتعزيز الأمن والاستقرار سينعكس على جميع المنطقة، مما يؤدي إلى مناخ إيجابي قائم على التشاركية في المصالح والخبرات".