مشاركون بمؤتمر الأخوة الإنسانية: الحوار والتنوع أساس العلاقات البشرية
الدكتور ماركو امبليتزو: "علينا إعادة الروابط بيننا ومواجهة أنفسنا من غير صدام، لأن نتيجته عالم من الكراهية".
أكد مشاركون في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي، أن العدل والصدق والسلام هي أسس الإنسانية التي ترفض الظلم والاضطهاد، وأن القاعدة العامة التي تحكم العلاقات البشرية هي التعاون والمسالمة، عن طريق إحياء فن الحوار وتعزيز مفهوم المصير المشترك.
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية لليوم الثاني من المؤتمر الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي، توجه الشيخ محمد المختار ولد أمباله، رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم والمستشار برئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بالشكر إلى الإمارات العربية المتحدة على استضافة مؤتمر الأخوة الإنسانية، لتبادل الآراء ومناقشة الأطروحات التي تهم الساحة العالمية.
وقال ولد أمباله: "العباد كلهم إخوة، والبشر مشتركون في التكريم والصورة الحسنة، ومتساوون في الخطاب التكليفي، والاختلاف في الدين لا ينفي الأخوة الإنسانية".
وأضاف: "الأخوة الإنسانية من الناحية الفلسفية مفهوم إنساني اجتماعي يرتبط بالعلاقة بين البشر، والتي قوامها العدل والإحسان، والأخوة الدينية تضم الإنسانية والدين، وليس معناها أن نكون أمة واحدة، فالتنوع مصدر ثراء للبشرية".
وتابع قائلاً: "شريعتنا الإنسانية أعطتنا الأساس في التعايش، وهذا لا يعني قبول الظلم والاضطهاد، ويجب أن نعيش في سلام ولا يتطاول بعضنا على بعض، والإسلام نادى بمجموعة من القيم يعيش في ظلها الجميع في أمان وسلام، منها العدل والصدق في المعاملة".
وأكد أن حرية العبادة تأسست بموجبها دولة العدل والمواطنة والتعايش السلمي المشترك، والقيم هي التي تضمن الأخوة الإنسانية هذا نداء الإسلام.
وشدد ولد أمباله أن الأصل هو السلم، والحروب حالة عارضة يجب أن تزول بزوال مسبباتها، والقاعدة العامة التي تحكم العلاقات البشرية هي التعاون والمسالمة، ويقع على كاهل الدعاة مسؤولية نشر هذه المبادئ، وتوعية الناس بأهميتها وخطورة عدم العمل بها، وعلى الإعلام الترويج لمبادئ الأخوة الإنسانية والعيش المشترك؛ لتحقيق مصالح الدين والدنيا والبعد عن الفتن وإثارة النعرات بين الطوائف والمجتمعات.
وقال الدكتور ماركو امبليتزو، رئيس جمعية سانت إيجيديو في إيطاليا: "جمعية سانت إيجيديو موجودة في كل القارات لتبادل الآراء وتحقيق السلام في العالم، ونشارك في هذا المؤتمر التاريخي للنظر إلى المستقبل، وعلينا لعب دور مختلف ليجتمع البشر، كما علينا إحياء فن الحوار وتعزيز مفهوم المصير المشترك ضرورة؛ لبناء العيش المشترك والاقتراب من الآخر".
وأضاف: "علينا إعادة الروابط بيننا ومواجهة أنفسنا من غير صدام، لأن نتيجته عالم من الكراهية، ولدينا مناطق عديدة تعاني من الحروب".
وتابع: "مهمة الدين إنارة الحياة بالحب ومد جسور الحوار، والأديان لديها إمكانية العمل من أجل وحدة العائلة الإنسانية، وإتاحة تعليم وصحة أفضل.. لدينا مثقفون يمكنهم مواجهة الجهل، ولا بد أن نتذكر الإنسانية المشتركة التي تجمعنا".
واختتم رئيس جمعية سانت إيجيديو: "السلام دائماً ممكن وهذه عقيدة قوية، وعلنيا العمل من أجله دون خوف، وألا نترك العالم للعنف، وننقذ من يحتاج المساعدة.. من الضروري بناء جسور السلام، والإيمان بأن حق الآخرين يعني أن كل شيء يمكن أن يتغير".
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز