أكاديميون إماراتيون: زيارة البابا لأبوظبي حدث تاريخي ذو دلالات إنسانية
تصريحات لأكاديميين إماراتيين يؤكدون فيها أهمية زيارة قداسة البابا فرنسيس لأبوظبي لما تحمله من دلالات إنسانية
تلقي زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ترحيباً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، والتي اعتبرها كثيرون زيارة تاريخية تحمل دلالات إنسانية كثيرة وتمهد لمرحلة جديدة من التسامح والتعايش وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ونقلت جريدة الخليج الإماراتية عن عدد من الأكاديميين وأساتذة جامعات إماراتيين قولهم إن الزيارة تحمل دلالات إنسانية واجتماعية مهمة، وتؤكد ريادة الإمارات في دعم الحوار العالمي بين الأديان وبناء جسور التقارب والتعايش.
وأكد الدكتور حسن النابودة عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات أن زيارة البابا للإمارات ما هي إلا دليل على أن الإمارات باتت منارة لنشر السلم والسلام في العالم، وتعزز من مكانة الإمارات كراعٍ لهما.
وأضاف: "لدى الإمارات نهج ثابت في ترسيخ قيم التسامح والمحبة والسلام، وهو ما ينبع من قيم ديننا الإسلامي الحنيف، ومن القيم العربية الأصيلة التي تميز بها مجتمع الإمارات عبر العصور"، حسب ما نقلته جريدة الخليج.
وقال: "سعياً منها لتأكيد هذا النهج السلمي وترسيخاً لمبادئه وقيمه الإنسانية الرفيعة ونشر ثقافة التسامح والمحبة والسلام وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي، بذلت دولة الإمارات جهوداً كبيرة تمثلت في مشروعها التنموي الكبير الذي يعد نموذجاً عربياً وإسلامياً ناجحاً؛ حيث تحتضن عدداً كبيراً من المؤسسات التي تعني بنشر قيم التسامح بين مختلف الشعوب والمجتمعات، وأسست مراكز بحثية متخصصة تهدف إلى نشر الفكر الديني المعتدل، ونبذ العنف والتطرف، واستضافت عدداً كبيراً من الفعاليات والأنشطة العلمية والثقافية التي هدفت إلى جعل التسامح ثقافة حياتية يومية يمارسها جميع من يعيش على أرض الإمارات".
من جانبه اعتبر الدكتور عتيق جكة المنصوري، مدير مركز جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة النائب المشارك لشؤون الطلبة، زيارة البابا للإمارات زيارة تاريخية لما تمثله من تأكيد على محورية دور الإمارات في خلق وتبني القيم الإنسانية العالمية.
وأضاف: "زيارة البابا تمثل لحظة تاريخية مهمة في تاريخ دولة الإمارات الحديث، بما تحمله من دلالات إنسانية ودينية واجتماعية يصل مداها إلى مختلف أرجاء العالم".
أما الدكتورة نجوى الحوسني، وكيل كلية التربية في جامعة الإمارات، فأشارت إلى أهمية الزيارة التي تعكس انفتاح الإمارات على الآخر وسياسات التسامح الراسخة فيها، والتي تعمل الحكومة الإماراتية على تعزيزها يوماً بعد يوم.
وقالت: "سيتعرف العالم بأسره من خلال الزيارة على ما تتمتع به دولة الإمارات من إرث حضاري وإنساني ضارب في عمق التاريخ قائم على التسامح وقبول الآخر. وستعكس هذه الزيارة الاهتمام البالغ الذي توليه الحكومة في صون كرامة الإنسان المقيم على أرض الإمارات وضمان حرية الأديان واحترام العقائد الإنسانية بهدف التعايش في وطن واحد يسوده الأمن والأمان ويتمتع المقيمون فيه بالرفاهية والحرية في ممارسة معتقداتهم وشعائرهم الدينية".
من جانبه أكد الدكتور عبدالله الخطيب، مساعد عميد كلية القانون في جامعة الإمارات ومدير العيادة القانونية، أن زيارة البابا فرانسيس ما هي إلا ترجمة عملية لرؤية شيوخ الإمارات الرامية لنشر التسامح وتعزيزه وترسيخه في المجتمع الإماراتي، وهي ثمرة لجهودهم المتواصلة في ذلك المجال.
وقال: "استقبال دولة الإمارات لهذه الشخصية الكبيرة التي لها مكانتها في العالم، خصوصاً لدى المسيحيين، ترسل رسالة واضحة إلى العالم أن الإمارات تستقبل جميع الأفراد والشعوب باختلاف أعراقهم وطوائفهم ودياناتهم، وأنها تؤمن بالحوار والتواصل والتعاون وتنبذ العنف والكراهية والتنابذ، كما تؤكد ثبات دولة الإمارات العربية المتحدة على نهجها الشفاف بعدم التفريق بين الشعوب ونصرة القضايا العادلة".
ورأت مريم غرير الرميثي، الأستاذة بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية في كلية القانون بجامعة الإمارات، أن تزامن إعلان الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، 2019 عاماً للتسامح، مع استقبال شخصية مسيحية سعت دائماً لنبذ الإسلاموفوبيا وربط الإسلام بالإرهاب سيعود بنتائج إيجابية على المجتمع؛ منها تعزيز قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والأديان.
أما الدكتورة عائشة الظاهري، مساعد العميد في كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات، فأشادت بكون الإمارات عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، كما باتت حاضنة لعدة كنائس ومعابد تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية؛ حيث تتجسد فيها حرية الأديان بأبهى صورها.