اجتماعات سرت العسكرية.. خروج مرتزقة تركيا ونزع الألغام
تواصلت لليوم الثاني على التوالي، أعمال اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، في مقرها الدائم بمدينة سرت، بحضور وبإشراف البعثة الأممية.
وقالت مصادر عسكرية ليبية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن اللجنة ناقشت في اجتماعات اليوم، خروج المرتزقة الأجانب الذين جلبتهم تركيا ونزع الألغام، وعودة القوات إلى معسكراتها.
وبحسب المصادر، فإنه جرى تشكيل لجان ستكون مسؤولة عن الإشراف على خروج المرتزقة، على أن تضع خطة تحت إشراف البعثة الأممية للتنفيذ.
وأشارت إلى أنه جرى الاتفاق على إضافة عنصرين من الشرطة، ليصبح عدد الممثلين من كل طرف 7 أشخاص، تمهيدًا لتشكيل غرفة أمنية تتبع وزارة الداخلية، لتأمين السلطة السياسية الجديدة في سرت وفتح الطرق والمعابر.
إجلاء المرتزقة وتفكيك المليشيا
من جانبه، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي اللواء خالد المحجوب، إن المسار العسكري سيتم إنجازه عبر إجلاء المرتزقة وتفكيك المليشيات.
وأشار إلى أن اجتماعات سرت تستهدف نقل السلطة من يد الجماعات المسلحة من طرابلس إلى سرت.
وأضاف أن المسار العسكري سيبدأ خطوات تنفيذية على الأرض حيث سيتم فتح الطريق الرئيسي مصراتة - سرت وإعداد الخطة الشاملة لتوزيع القوة الأمنية على الخط البري مصراتة - الجفرة – سرت، مشيرًا إلى أنه جرى تحديد عدد الآليات والأفراد وأيضا توحيد حرس المنشآت.
وأشار إلى أن الحل الأمثل للقضاء على سطوة المليشيات هو نقل المؤسسات السيادية الرئيسية من طرابلس منطقة نفوذ المليشيات، إلى مدينة سرت، والنقطة الثانية هي الإرادة السياسية التي تحدث عنها المتحاورون الآن في تونس، حيث وضوعوا نصب أعينهم هذه المسألة باعتبارها من المسائل التي يجب التقيد بها وليست مطروحة فقط كمبدأ عام دون أن يكون ملزم”.
واستكمل: المسار العسكري يحقق المطالب التي تعني بإجلاء المرتزقة والأجانب وتفكيك هذه المجموعات المليشياوية التي لا تنضوي تحت الشرعية العسكرية وعدم دمج من سجلت ضدهم جرائم في المؤسسة العسكرية، ولاحظنا أن الرفض لتلك المسارات جاء من بعض الأسماء المطلوبة أصلا للعدالة والتي ستتضرر في حالة ما تم تحقيق الاستقرار وإلغاء تلك المجموعات المسلحة".
إزالة عقبات كثيرة
وقال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن اجتماعات اللجنة العسكرية الموحدة هي الترمومتر الذي يقاس به مدى النجاح الذي يُنجز في المسارات الأخرى السياسية والاقتصادية والدستورية والمصالحة الوطنية الشاملة.
وأكد المحلل السياسي، أن المسار العسكري يزيل عقبات كثيرة أهمها، احتكار السلاح في مؤسسات الدولة الرسمية، ونزعه من كل المجموعات المسلحة والتى عطلت كل موسسات الدولة منذ 2011، ما سيفتح الباب للاستقرار وإجراء انتخابات نزيهة جديدة تنهي أزمة الشرعيات.
وأشار إلى وجود انقسام بين مليشيات الغرب الليبي، والتي لا تمتثل لحكومة السراج، إلا فيما يتوافق ومصالحها، مشيرًا إلى أن توجه هذه المليشيات سيكون حسب مواقف قادتها، الذين يربطون تأييدهم لمخرجات هذه اللجنة بتحقيق مصالحهم في الحصول على مناصب معينة في السلطة الجديدة.
وأوضح أن المسار السياسي الذي يعقد الأيام الجارية في تونس، هو المكمل لمسار هذه اللجنة، لأنه يعتمد على نتائجها في توفير الأمن والاستقرار، وهو من أهم عوامل نجاح أي مسار سياسي.
ترحيب دولي
ورحب السفير الألماني لدى ليبيا أوليفر، بالتئام لجنة العشرة في سرت، مؤكدًا أنها "رمز ملهم للوحدة".
وقال السفير الألماني، في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر"، إن اجتماع الضباط العسكريين من كلا الطرفين في مدينة سرت لمواصلة مناقشة تنفيذ اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار، إشارة قوية لمندوبي الملتقى السياسي الليبي في تونس للاتفاق على المضي قدما على المستوى السياسي.
كما رحب المبعوث الأممي السابق غسان سلامة، باجتماعات العسكريين في سرت، وانطلاق الملتقى السياسي في تونس.
وقال، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع"تويتر"،: "تحية لبناة الاستقرار والتوافق في ليبيا".
وتأتي اجتماعات اللجنة العسكرية التي تستمر على مدار ثلاثة أيام وتختتم الخميس، بهدف الإسراع في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع 23 أكتوبر/ تشرين الأول في جنيف، واستكمالاً للمباحثات التي بدأت الأسبوع الماضي في غدامس، بحضور بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.