بعد 100 يوم.. خبراء لـ"العين الإخبارية": روسيا تنظر للأهداف وليس الوقت
مع مرور 100 يوم على بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أكد خبراء عسكريون مصريون أن الحرب ستستمر حتى تحقيق الأهداف.
وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 فبراير/شباط الماضي، تنفيذ العملية العسكرية الخاصة لحماية إقليم دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات العسكرية ومنذ بداية العملية دمرت أكثر من 460 منشأة أوكرانية لأنظمة إطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى 186 طائرة حربية و129 مروحية و1087 طائرة مسيرة، بالإضافة إلى 3386 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى.
الهدف الرئيسي
خبراء عسكريون أكدوا لـ"العين الإخبارية"، أن روسيا لديها أهداف من تلك العملية العسكرية وحققت بعضها وما زالت تسعى إلى تحقيق الآخر، مشيرين إلى أن حماية الأمن القومي الروسي كانت الهدف الرئيسي وقد تحقق عبر السيطرة على مناطق في شرق أوكرانيا.
وقال اللواء محمد غباشي الخبير العسكري الاستراتيجي المصري، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن ربط العملية العسكرية بوقت خطأ استراتيجي كبير، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالأمن القومي لروسيا.
وأضاف اللواء غباشي أن روسيا لم تبدأ العملية العسكرية في فبراير/شباط تحديدا ولكنها كانت تخطط لها منذ سنوات والتأكيد على ذلك سيطرتها الخاطفة على جزيرة القرم عام 2014، مشيرا إلى أن الأمر بالنسبة لسيطرتها على مناطق استراتيجية في أوكرانيا ربما يستغرق وقتا ولكن سيتحقق ولن تلتفت موسكو إلى عنصر الزمن.
ولفت إلى أن كل أطراف العملية العسكرية سواء روسيا من جانب أو أوكرانيا وأمريكا والغرب من جانب آخر كان على علم بمثل هذه العملية العسكرية ولكن لم تُحدد ساعة الصفر، موضحاً أن روسيا كانت تستعد لهذه العملية وتعلم جيدا أنها طويلة ولن تنتهي سريعا.
ونوه اللواء محمد غباشي الخبير العسكري الاستراتيجي المصري بأن آلة العسكرية ليس وحدها في الميدان ولكن هناك أسلحة كثيرة يتم استخدامها حاليا خصوصا الأوضاع الاقتصادية، لافتا إلى أن روسيا ستكون أقل الأطراف خسارة من الناحية الاقتصادية لأنها كانت تعد لمثل هذا الوقت.
وشدد على أن هناك حلفاء لروسيا لم يتحركوا حتى الآن من أجل الدعم والمساندة، مؤكدا أن الصين ما زالت تساند روسيا فقط سياسيا في مجلس الأمن ولكنها ستتحرك في الوقت المناسب إذا ما وجدت خطرا على الحليف الاستراتيجي لها روسيا.
لا وقت زمنيا
"ما زال الوقت مبكرا للحديث عن فترة الحرب ومداها الزمني"، هكذا بدأ الخبير الاستراتيجي العميد محمد نبيل حديثه عن مرور 100 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن عنصر الزمن ليس طرفا رئيسيا في هذه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال العميد نبيل، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن روسيا بدأت هذه العملية تحت بند عسكري واحد وهو تحقيق الهدف الاستراتيجي من أجل حماية الأمن القومي الروسي، مؤكدا أن موسكو كانت تخطط لهذه العملية منذ بداية العهد الأول للرئيس فلاديمير بوتين والذي يعد هو المؤسس الحقيقي لروسيا البيضاء عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأشار إلى أن طبيعة العمليات العسكرية هو تحديد أهداف ووقت زمني ولكن في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لها أهداف دون وقت زمني لأن موسكو تقاتل من أجل الواقع على الأرض ، موضحا أن روسيا تريد غلق الأبواب أمام أمريكا والغرب بشأن توسيع حلف شمال الأطلسي وقد نجحت حتى اللحظة في ذلك.
ونوه الخبير الاستراتيجي العميد محمد نبيل بأن اتساع رقعة القتال ليس ضد أهداف روسيا بل بالعكس هي تريد استمرار هذه الحالة تحت مسمى عسكري "حرب استنزاف" طويلة الأمد من أجل ردع القوى الغربية وتأكيد قوة روسيا وضعف أمريكا والحلفاء، مؤكدا أن روسيا تدير العملية العسكرية على أكثر من مسرح والدليل الأزمات الاقتصادية الطاحنة في أوروبا والعالم مما يجعلها ورقة ضغط على من يساند أوكرانيا وخصوصا من شعوب هذه الدول.
لا تراجع ولا استسلام
وفي 25 مارس/آذار الماضي، أكملت القوات المسلحة الروسية المهام الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا؛ حيث حدت بشكل كبير من الإمكانات والقدرات القتالية للقوات الأوكرانية.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية؛ موضحا أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص، الذين تعرضوا على مدى ثماني سنوات، إلى الاضطهاد والإبادة الجماعية، من قبل نظام كييف.
في السياق ذاته وفي اليوم الـ100 من العملية العسكرية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن بلاده ستنتصر.
وفي مقطع فيديو من أمام مبنى الرئاسة بكييف نُشر على أنستقرام، قال إنه في اليوم المئة من العملية العسكرية الروسية،: "النصر سيكون حليفنا".
وأضاف الرئيس الأوكراني، في مقطع الفيديو من أمام مبنى الرئاسة في كييف، وإلى جانبه رئيس الحكومة دينيس شميغال وزعيم الأغلبية البرلمانية ديفيد أراخاميا ورئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك والمستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك، "ممثلو الدولة هنا ويدافعون عن أوكرانيا منذ مئة يوم".
وأمام هذه التصريحات من هنا وهناك يرى خبراء ومراقبون أن مرور 100 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، هو مؤشر كبير على أن أمد الحرب ستطول ولن يتراجع أحد سواء الطرف الروسي الذي رغم العقوبات الاقتصادية والإدانات الدولية مازال قادرا على تحقيق أهدافه وشل الدولة الأوكرانية، والطرف الأمريكي الغربي يريد إظهار قدرته أمام العالم بأنه مستمر في المعركة رغم الخلافات الأوروبية الأوروبية والتضخم الاقتصادي الذي يصيب دول العالم.