خبراء يحذرون من زيارة ويليامز لتركيا: تفاهم ما قبل حوار تونس
حذر خبراء سياسيون من تفاهمات بين المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز وتركيا، حول المسار السياسي الليبي، قبل حوار تونس.
وتوجهت المبعوثة الأممية إلى ليبيا، مساء الجمعة، إلى تركيا، للتباحث حول آخر المستجدات على الساحة الليبية والتحضيرات الجارية لملتقى الحوار السياسي الليبي المرتقب في تونس والمقرر عقده في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب البعثة الأممية.
- اللجنة العسكرية الليبية "5+5" تعقد أول اجتماعاتها داخل البلاد
- أكبر سرقة في تاريخ البنك المركزي الليبي.. فتش عن أردوغان
كما التقت ستيفاني ويليامز، السبت، رئيس ما يعرف بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، للتشاور حول الخطوات المقبلة لاستئناف المسار السياسي، بحسب بيان صادر عن حكومة الوفاق.
تفاهم أمريكي – تركي
وقال أحمد العبود، المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب، إن زيارة المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، إلى تركيا، تهدف إلى التفاهم حول الحوار السياسي المرتقب في تونس
وأوضح العبود، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "الزيارة ربما تأتي تخوفًا من أن يستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -الذي لا يفي بتعهداته- انشغال العالم بالانتخابات الأمريكية ليقدم على مغامرة جديدة عبر مليشياته في ليبيا تقود إلى انفجار الأوضاع".
وأشار إلى أن "أردوغان استغل جائحة كورونا وضرب بقرارات برلين ومجلس الأمن بخصوص حظر توريد السلاح عرض الحائط، ونقل آلاف المرتزقة والخبراء العسكريين الأتراك والأسلحة إلى مصراتة ومعيتيقة والوطية".
تدوير الأزمة الليبية
ولم يبد أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي محمد الزبيدي استغرابًا لزيارة المبعوثة الأممية إلى ليبيا، مشيرًا إلى أنها تأتي للوصول إلى صيغة مع تركيا لاستمرار الأزمة على ما هي عليه.
وقال المحلل السياسي الليبي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "البعثة الأممية وموظفيها وكل العاملين بها رهينة للإرادة التركية ومليشياتها، فمقرها يقع في جنزور بمدينة طرابلس، وهي ضمن دائرة سيطرة ميليشيا فرسان جنزور (إحدى المليشيات التابعة لتركيا)".
وأوضح أن "البعثة الأممية تغض الطرف عن دعم الحكومة التركية للمليشيات المسلحة في ليبيا"، واصفًا اللعبة الدولية بـ"السافرة" فيما يتعلق بدعم الميليشيات والتدخل في ليبيا. ومؤكدا أن "هناك تصفية حسابات بين مجموعة من الدول على أرض ليبيا".
يد أمريكا الخفية في ليبيا
وقال عادل ياسين رئيس مجلس التعاون الدولي الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "زيارة المبعوثة الأممية إلى تركيا قبل الحوار المرتقب في تونس، تهدف إلى إطالة أمد الأزمة الليبية لأطول فترة ممكنة، بإملاءات تركية وبمباركة أمريكية".
وأكد رئيس مجلس التعاون الدولي الليبي، أن "الأتراك هم اليد الخفية لأمريكا وبعثاتها وهم من ينفذ الخطة التي وضعت لليبيا، للهيمنة على مقدرات الشعب الليبي".
وأشار إلى أن "موقف أردوغان من اتفاق جنيف، في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وإعلان جدول زمني للحوار في تونس، جعل هناك تخوفات أمريكية من تدخل تركي قد يضر بتلك الاتفاقيات".
عبث تركي وحزم أمريكي
الباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل قال في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "أمريكا حققت مكاسب في ليبيا، مقابل السماح للأتراك بمواصلة العبث بالليبيين والمنطقة عبر البوابة الليبية".
وأضاف عز الدين عقيل، أن "ضمان أمريكا توصل طرفي الصراع الرئيسيين في ليبيا لوقف نهائي لإطلاق النار، دفع واشنطن لإرسال ويليامز برسالة إلى تركيا، مفادها أن وجود أنقرة في ليبيا القائم على تدفق الأسلحة والاتفاقيات الأمنية العسكرية، غير مرغوب فيه على الإطلاق".
وشكك الباحث السياسي الليبي في الموقف الأمريكي، قائلا، إنه "رغم أن الولايات المتحده قادرة على ممارسة ضغوط وعقوبات اقتصادية على تركيا حال استمرار موقفها المشبوه في ليبيا، إلا أنها لا تريد اللجوء لهذا الإجراء المكلف أولا وخوفًا من خسارتها استخدام مليشيات أنقرة في ليبيا وأماكن أخرى بالمنطقة".
تأتي هذه الزيارة بعد أسبوع واحد من اللقاء العسكري الليبي في جنيف والذي أسفر عن توقيع اللجنة العسكرية الليبية 5+5 لقرار دائم لإطلاق النار في ليبيا وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة وحل المليشيات وتعليق العمل بالاتفاقيات المبرمة بين الرئيس التركي اردوغان مع حكومة السراج في طرابلس، واعتبرت هذه القرارات نافذة بعد تحويل القرار إلى مجلس الأمن الدولى وتأكيده على ضرورة الالتزام به
في المقابل اعتبر الرئيس التركي أردوغان أن "القرار هش"، ورفضت وزارة الدفاع التركية وأطراف ليبية موالية لأردوغان تنفيذ بنوده ونشرت وزارة الدفاع التركية صورا لاستمرار وجودها وتدريبها للمليشات الليبية الموالية له فيما اعتبر تحديا للقرار الدولي واستمرارا لسياسة أردوغان الاستفزازية في ليبيا.
في غضون ذلك تستعد اللجنة العسكرية الليبية 5+5 لعقد اجتماعها الثاني داخل ليبيا الاثنين المقبل، ورجحت مصادر أن تستضيفه مدينة غدامس الحدودية مع الجزائر جنوب غرب ليبيا، لوضع ترتيبات تنفيذ القرار الصادر في جنيف 23 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي المسار السياسي الليبي تجري تونس ترتيبات استضافة 75 مشاركا في الملتقى السياسي الشامل في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي عقدت البعثة الأممية اجتماعات تحضيرية له عبر الفيديو، الثلاثاء الماضي.
يأتي هذا فيما تواجه البعثة الأممية انتقادات ليبية حادة بسبب اختيارها أكثر من 45 مشاركا ينتمون لتنظيم الإخوان الإرهابي مقابل 30 آخرين يمثلون باقي الأطياف والمكونات الليبية.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز