بزعم محاربة الهجرة والتهريب.."مليشيا 444" تفزع الليبيين
أثارت مليشيات الغرب الليبي، الفزع في قلوب الليبيين بمزاعم محاربة التهريب والهجرة غير الشرعية وزادت من أزمة البلاد.
وقال خبراء خلال تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" إن المليشيات تهاجم القرى الآمنة وتروع الليبيين وتعتقل الأفراد على الهوية، لافتين إلى أن الجيش الليبي نجح من خلال تسيير دوريات متحركة في صحراء البلاد في الحد من تهريب الوقود بشكل كبير دون أن يتسبب في أذى لليبيين.
وتدعي "المليشيا 444" التابعة لمجموعات مليشيات الردع الإرهابية التي يرأسها عبدالرؤوف كاره أنها أطلقت حملة واسعة لمحاربة الهجرة وتهريب الوقود في المناطق الجنوبية وعلى حواف المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة الليبية.
وشنت الأيام القليلة الماضية هجمات متتالية شملت مناطق بني وليد ونسمة، وحاولت التقدم تجاه منطقة الشويرف، إلا أن يقظة الأهالي وتوجه قوة عسكرية من الجيش الليبي لتلك المنطقة قوضت أحلامهم في التوسع وزعزعة الأمن في هذه المناطق.
دوريات متحركة.
وأكد اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي أن القوات المسلحة الليبية تسير دوريات متحركة في صحراء البلاد بشكل مستمر، ونجحت في الحد من تهريب الوقود بشكل كبير.
وأضاف المحجوب لـ"العين الإخبارية" أن منطقة الكفرة الحدودية في الجنوب الشرقي من البلاد جففت فيها منابع التهريب بنسبة تصل إلى 75%، وتشمل هذه الإحصائية تهريب البشر أيضا.
ونوه المحجوب إلى أن المهربين على حدود دول الجوار لهم ارتباطات وثيقة بنظرائهم في الداخل الليبي، كما أن الحد من تهريب السلع والمحروقات بشكل نهائي يحتاج إلى تنسيق كامل.
رؤوس التهريب
أما عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي القايدي، فيرى أن ما وصفهم بـ"رؤوس التهريب" موجودون بالساحل الليبي وفي قرى الجبل الغربي وأن المهربين في المنطقة الجنوبية ليسو إلا مروجين لهذه البضائع.
و تابع السعيدي لـ"العين الإخبارية" أن موظفي قطاع النفط يعلمون جيدا أن المهربين يتغذون على ما يرسل إليهم من المستودعات الموجودة غربي البلاد والمنطقة الوسطى "لكن للأسف لم تتخذ ضد هؤلاء المتجاوزين أي إجراءات.
وأكد عضو مجلس النواب عن وادي الشاطي "أن الدولة الليبية حال اختارت رفع الدعم سيكون لذلك عواقب وخيمة على المواطنين الجنوبيين الذين يشترون المحروقات الآن بضعف ثمنها من السوق السوداء".
وأبدى السعيدي تخوفه من أن تبقى السوق السوداء موجودة حتى بعد رفع الدعم، داعيا السلطات الليبية والمختصين بضرورة السرعة في توفير الوقود للمنطقة الجنوبية بسعر الدولة الرسمي وهو 15 قرشا للتر الواحد.
أوامر خارجية
ومن جانبه، قال الخبير العسكري الليبي محمد الترهوني إن المليشيا المسماة بـ"مليشيا 444" تعمل بأوامر خارجية والدليل أن "كل عملياتها هو محاولة استرضاء أوروبا".
وأكد الترهوني أن بعض الدول الأوروبية هي من تصدر الأوامر للمليشيا للتصدي لقوافل الهجرة لكنها في الوقت نفسه تشن هجماتها بين الحين والآخر على القرى والقبائل الليبية.
وأشار الخبير العسكري الليبي إلى أن عمليات تلك المليشيا لا طائل منها نتيجة اتساع رقعة الصحراء الليبية وترامي أطرافها، وأن أي عمل لإيقاف الهجرة يجب أن يكون في مناطق زوارة والزاوية والساحل الغربي، لأنها هي المصدر الأساسي للتهريب وأولى مقاصد المهاجرين ومحطاتهم.
واختتم الترهوني بأن المليشيا لا تقوم بأي عمل يخدم الداخل الليبي، وكل ولائها للخارج، مشيراً إلى أن "وقف تهريب الوقود والبشر لن ينتهي طالما تتصدر تلك المليشيا للمشهد في الغرب الليبي".
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز