إكسبو 2020 دبي.. بريطانيا تكشف حلول الاقتصاد الإبداعي لتحديات العصر
لا يزال يُحتفى بالاقتصاد الإبداعي للمملكة المتحدة في جميع أنحاء العالم، بوصفه قوة قابلة للتصدير، ومصدرا حيويا للتوظيف، وإنتاج الثروات.
وحسب نايجل هادلستون، عضو البرلمان، ووزير الرياضة والسياحة والتراث والمجتمع المدني في المملكة المتحدة، لطالما كانت المملكة المتحدة دولة مُبتكِرة، لدورها في الثورة الصناعية.
وأضاف هادلستون خلال زيارة لجناح المملكة المتحدة في إكسبو 2020 دبي: "نحب أن نقود العالم في مجالَي التقنية، والتنمية التقنية، وبدرجة كبيرة ما زلنا نفعل ذلك في مجالات عدة. ننفق الكثير من الأموال على البحث والتنمية، ولدينا جامعات رائعة".
- السويد تستضيف أول عرض للأزياء المستدامة في إكسبو 2020 دبي
- أهلا بكم مجددا.. البرازيل تدعو السائحين لزيارتها في "إكسبو 2020 دبي"
وتابع: "لكننا أيضا ننتج بعض أكثر المواهب إبداعا في العالم، مواهب مُبدعة مشهورة عالميا، سواء في مجال الموسيقى، أو الأفلام، أو التصميم، أو الموضة، وجميع المجالات الأخرى في القطاعات الإبداعية".
وجاءت تعليقات هادلستون في إطار استضافة جناح المملكة المتحدة لفعالية "في المستقبل...كيف سنصنع؟"، وهي أنشطة على مدى 5 أيام متتالية اعتبارا من يوم 9 نوفمبر/ تشرين الثاني، تجمع بعض أبرز العقول من القطاعات الإبداعية في المملكة المتحدة والمشهورة عالميا لاستكشاف كيف يمكن للإبداع التصدي لبعض أكبر التحديات في العصر الحالي.
وشهد جدول الأعمال خطابا رئيسيا ألقاه هادلستون في جناح المملكة المتحدة بشأن الطريقة التي تتكيف بها القطاعات الإبداعية لتلاءم المشهد العام المتغير، وكيف يمكن للمملكة المتحدة أن تنقل التغير المستدام والتقدم الثقافي إلى العالم.
قوة الاقتصاد الإبداعي
وعن نقاط القوة الأساسية للاقتصاد الإبداعي في المملكة المتحدة، قال هادلستون إنها "أشياء نجيدها حقا، ولطالما كنا تاريخيا جيدين فيها، ونستثمر فيها على مستوى الحكومة والدولة. لذلك، فإننا نلعب على نقاط قوتنا".
وتابع: "بالتأكيد، يمكنكم هنا رؤية فرص مشاركة المعرفة والأفكار التي حصلنا عليها في جميع أنحاء العالم، إلى جانب الفرص الهائلة للاقتصاد، والصادرات، والتوظيف. وهذا أيضا مهم لأن ما ننساه دائما هو أن القطاعات الإبداعية تساهم بشكل فعّال في توفير وظائف وإنتاج ثروات. يجب علينا ألا نخفي هذه الحقيقة، فهي مهمة حقا للنمو الاقتصادي في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم".
القوى المحركة للإبداع
وقال هادلستون: "إذا تحدثنا عن القطاعات الإبداعية بشكل أوسع، تأثر كل من القطاع الرقمي وقطاعات الثقافة والإعلام والرياضة بشكل مختلف. لكن تأثر بشكل كبير قطاعا المتاحف والتراث في المملكة المتحدة، إلى جانب مؤسسات مثل مؤسسة التراث القومي وغيرها".
وتابع: "بصورة مماثلة، كانت مؤسسات عدة كهذه في جميع أنحاء العالم لتغلق أبوابها لفترة معينة من الزمن على الأقل. وتعيّن على الحكومة (أو الحكومات) التدخل كما فعلناه في المملكة المتحدة بواسطة صندوق للتعافي الثقافي للتحقق من استدامة هذه المؤسسات عندما تعود إلى العمل".
وأضاف: "من دون هذا التدخل الحكومي، أظن أن الكثير من هذه الهيئات كانت على الأرجح لتغلق أبوابها بصورة نهائية. فقدت المؤسسات المعنية بالتراث الأجيال المستقبلية بمعنى الكلمة".
وقال: "لعل القطاع الرقمي من أقوى القوى المحركة، إذ تطوّر في عام واحد في فترة الجائحة ما كان ليتطوّره في فترة 10 سنوات على الأرجح. لذا بذلت هيئات كقطاع التراث جهودا هائلة للتأكد من أن كل ما كان لديها عُرض على العالم لمشاهدته".
الوعي البيئي
وعن أهمية الفعاليات المتنوعة حول الإبداع التي يقيمها جناح المملكة المتحدة هذا الأسبوع ضمن السياق العالمي الأوسع لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (مؤتمر الأطراف COP26)، قال هادلستون: "ما أدهشني كثيرا اليوم في جميع المحادثات التي أجريتُها، هو الوعي بالبيئة والتغير المناخي، اللذين وردا في كل محادثة. وهيمن النمو المستدام والمسؤول في القطاعات على المحادثة. وأظن أن ذلك مهم، لأن القطاعات التي نتحدث عنها تعترف بأنها تريد النمو بالفعل، وبأن النشاط الاقتصادي سيتعزز. لكن يتعين تحقيق ذلك بطريقة مستدامة ومسؤولة".
وتابع: "من المطمئن جدا أن نرى الجميع، أي جميع الجهات المعنية في القطاع، يعترفون بأنهم يتحملون مسؤولية، سواء كانوا من القطاع الخاص، أو أفرادا، أو حكومة، أو أطرافا ثالثة. مهما كانت هويتهم، يعترفون جميعا بأنهم يتحملون مسؤولية تجاه البيئة. وهو "حوار حي" الآن، يدور بالفعل في فترة انعقاد مؤتمر الأطراف COP26. لكن هذه المحادثات تُجرى منذ بضع سنوات، وما ترونه هو أن هذا جزء من المحادثة من الآن فصاعدا".
وأضاف: "وينطبق الأمر نفسه على قطاع السياحة، الذي يشكل قطاعا بالغ الأهمية للمملكة المتحدة ولإكسبو على حد سواء. نعم، هي السياحة، التي لا تزال تتمثل في الطيران في جميع أنحاء العالم، ومقابلة الأشخاص وجها لوجه، لكن بطريقة أكثر مسؤولية مع الوعي بالتأثير الذي نتركه، والتأكد من التفكير بحذر شديد في طريقة نمونا من الآن فصاعدا. بالتالي يمكنني القول إن الجوانب البيئية سادت المحادثات بطريقة لم أشهد مثلها منذ وقت طويل".