من إكسبو دبي.. اليابان تنطلق نحو المستقبل المستدام
يستقبل الجناح الياباني في "إكسبو 2020"، بواجهته التي تجمع بين نمط الأرابيسك العربي وفن الأوريغامي، الزوار بكثير من الإبهار.
وذلك عبر رحلة بصرية وحسية لخوض تجربة مختلفة عبر 6 مراحل تنقلهم إلى ما آلت إليه طبيعة الكون بفعل أيدي البشر وممارساته غير السوية.
ومن خلال التقنيات الحديثة وخيوط الضباب تظهر اليابان في الماضي البعيد مع توضيح يؤكد ارتباط أهلها بالطبيعة واعتزازهم بها، وبقصصهم الملهمة مع الزهور.
عناصر الاستدامة وصناعة المستقبل
عند الدخول إلى الجناح تبرز عناصر الاستدامة، حيث يطرح العديد من الحلول لترشيد المياه، ويدق ناقوس خطر صناعة قطاع الأزياء. وعبر جهاز «سمارت فون» تختار اللغة وتبدأ جولتك، وبعد الانتهاء تترك رسالة تلخص انطباعك وتقدم مقترحات لبعض التحديات التي تواجه الكون والتي سيتم أخذها بالاعتبار لصياغة أفكار «إكسبو 2025»، والذي سيعقد في أوساكا - كانساي باليابان. ويرى القائمون على الجناح أنه من المهم التفكير في مستقبل مشرق للجميع، وحل القضايا معاً من أجل غد أفضل، حيث تتقاطع الأحاسيس وتتولد قصص لقاءات جميلة للبحث عن كيفية الانطلاق نحو المستقبل.
وتعمل الهواتف الذكية المصممة لأهداف مخصصة، على تتبع الزوار والتعرف إلى أبرز المشاهد والعروض التي نالت إعجابهم، لاستخدام هذه البيانات وتجميعها لاحقاً في عرض مبسط يسلط الضوء على زيارتهم للجناح.
ويعمل الجناح على تعزيز حضور اليابان في منطقة الشرق الأوسط وعبر المجتمع العالمي، وتحسين قطاع السياحة الوافدة، وتسليط الضوء على الإرث التاريخي الياباني وتأسيس إرث جديد لاستشراف المستقبل، وتوفير الفرص للمواهب. ويقدم التوعية للزوار بالهندسة المعمارية المستدامة ومعدات الأنظمة الصديقة للبيئة المنتشرة فيه، ومنها ملابس صديقة للبيئة، تلمع وتتغير ألوانها كلما لامستها أشعة الشمس، وذلك لتحفيز التفكير في حجم التلوث الذي تسببه صناعة الأزياء، ويعد من أكثر مسببات تلوث البيئة في العالم، فالمواد الكيميائية ضارة في المياه، ونسبة تسببها في انبعاثات الكربون تفوق الرحلات الجوية والبحرية الدولية.
لا يقتصر الابتكار الياباني فقط على التكنولوجيا المتطورة، فهو عبارة عن مجموعة مصادر ملهمة مصدرها الطبيعة والثقافة والعادات والتقاليد.
ويستكشف الزوار اليابان الحديثة ومستقبلها عبر مجموعة من النماذج المصغرة المتقنة، باستخدام الأغراض ذات الاستعمال اليومي في تحفيز التفكير ومعالجة قضايا كبيرة، مثل استعمال «الدومينوز» للتنبأ بقدوم تسونامي، أو الحديث عن إمكانية زراعة الحمضيات في الفضاء، وإعادة الاستخدام، وإيجاد بدائل للتخفيف من النفايات، وسواها من الإبداعات. ويناقش هذا المشهد 4 محاور، وهي الأرض والفضاء والمدينة والبحر.
تجارب طبيعية مميزة
يخوض الزوار تجارب مميزة في جناح اليابان عبر 6 مشاهد منها: «تعرف على اليابان» لطالما عاشت اليابان في خوف وانسجام مع بيئتها الطبيعية القاسية. يقدم هذا المعرض «قصة اللقاءات» الذي يستعرض المناظر الطبيعية النقية في البلاد عبر مشاهدة مقاطع الفيديو وتعبيرات تجسد ثقافة اليابان التي تطورت بطريقة فريدة، عبر الجمع بين الأفكار والرؤى والمهارات الخارجية مع الحفاظ على هويتها الوطنية.
ولأن النمو الاقتصادي والعولمة يفرضان تحديات جديدة على اليابان والعالم ككل، يتعرف الزوار عليها، عبر السير في غرفة لا متناهية من المرايا، تجمع صورهم مع التحديات الاجتماعية والبيئية التي يواجهها العالم اليوم.
تعتبر الثقافة اليابانية المتطورة، وليدة مجموعة من الظروف الداخلية والتأثيرات الخارجية التي أسهمت في تطويرها عبر مسيرة طويلة من التعلم، جرى خلالها تبني الأفكار وإعادة تفسيرها، بما يتماشى مع العادات والتقاليد، وتأسيس رؤية تجسد الواقع عبر كافة عصور التاريخ وحتى اليوم. واستشرافاً للمستقبل، تحافظ اليابان على مكانتها كحاضنة عالمية، تلتقي فيها الأفكار والقيم والتوجهات لدمجها وإطلاق ابتكارات جديدة.
صديق للبيئة والكوكب
عبر العديد من المشاهد الرائعة، التي يتماهى الزائر معها، يناقش جناح اليابان تلوث البحار بالأكياس البلاستيكية وما يلقى فيها من ملوثات، هجرة الطيور والحيوانات، احتراق الغابات والتصحر، المجاعة والفقر والهشاشة، والتلوث البيئي والصوتي والنفسي. وكلها أمور تؤدي إلى التغير المناخي.
يطرح الجناح السؤال: ما الذي يمكن فعله لإنقاذ الكوكب؟ وكيف يمكن توريث كوكب سليم للأجيال؟ ويدعو الجناح عبر رحلاته الزوار إلى تغيير بعض سلوكياتهم تجاه البيئة من أجل غد أفضل، بحيث يراهنون على تغيير الفكر والثقافة ونمط الحياة، ويحثون على تجاوز الاختلافات لإنقاذ الكوكب.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز