إكسبو دبي.. سنغافورة ترسم مشهد السياحة العالمي بـ"التكنولوجيا"
في جلسة حوارية استضافها معرض إكسبو 2020 دبي، ناقشت سنغافورة التعاون لإعادة رسم ملامح مشهد السياحة العالمي.
وقد ركزت الجلسة الحوارية التي نظمها مجلس السياحة السنغافوري، في إطار «فعاليات سلسلة المحادثات العالميّة حول إعادة تخيّل مستقبل سنغافورة»، أمس السبت، بجناح الاستدامة «تيرا» في إكسبو 2020 دبي، على فرص التعاون لإعادة رسم ملامح مشهد السياحة العالمي، وتحدي الطرق التقليديّة في التسويق للوجهات السياحيّة.
مدن المستقبل واستقطاب المسافرين
وحملت الجلسة عنوان: «المدن المستقبليّة: إمكانية الاستفادة من التصميم الحضري والتكنولوجيا في بناء المدن لاستقطاب الجيل الجديد من المسافرين»، حيث سلطت الضوء على التحولات الجذريّة في توجّهات السفر العالميّة وتفضيلات الجيل الجديد فيما يتعلّق بوجهات السفر، بالإضافة إلى التصميم الحضري والتكنولوجيا، وأهميّة دور الاستدامة في اختيار وجهات السفر والإقامة وتأثيرها في تفضيلات المسافرين.
وناقشت الجلسة مواجهة صناعة السفر لانتكاسة كبيرة في العامين الماضيين، بعد أن أجبر تفشي وباء كوفيد- 19 البلدان في جميع أنحاء العالم على إغلاق حدودها ووقف الرحلات الجوية. ورغم ذلك، توقع خبراء الصناعة أن إعادة هيكلة القطاع والتركيز على التكنولوجيا والاستدامة يمكن أن تكون طريقاً فعالاً للتعافي.
شارك في المنتدى نخبة من أبرز خبراء القطاع، بمن فيهم الدكتورة باركاثونيشا، المؤسّس الشريك لمنظمة «وورلد وومن تورزم» ومؤسّس شركة «إليفييتد كونسالتنسي آند تريننج»؛ ومايكل ماجيل، المدير العام لشركة «آر إس بي» للتخطيط والاستشارات الهندسية في الشرق الأوسط؛ وكزافييه أنجلادا، المدير العام لشركة «أكسينتشر» المختصّة في مجالات الابتكار والتحوّل الرقمي وانتقال الطاقة.
وقال كزافييه أنجلادا، المدير العام لشركة أكسينتشر: «عندما تفشى فيروس كورونا، رأينا عدداً قليلاً من الصناعات التي ازدهرت حقاً في صناعة السياحة. هناك من المؤثرين الذين ازدهروا حقًا لأنهم تحولوا إلى التكنولوجيا الرقمية. وبهذه الطريقة الجديدة يمكن إعادة تصور وابتكار السياحة. ستكون التفاعلات مبنية على البيانات تماماً وستكون مريحة للغاية. سنرى الأولويات قد أعيد تشكيلها بالكامل، وما نراه الآن هو أن التقنيات التكنولوجية تساعد على ذلك».
تعزيز استثمارات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا
وأشار مايكل ماجيل، المدير العام لشركة «آر إس بي» للتخطيط والاستشارات الهندسية في الشرق الأوسط، إلى أهمية استثمار الذكاء الاصطناعي والأدوات التكنولوجية في قطاع السياحة للتكيف مع تفضيلات المستهلكين المتغيرة، فعلى سبيل المثال، يُمكن استخدام التكنولوجيا غير التلامسية لتسهيل تجارب المسافرين، بينما يمكن للواقع المعزّز أن يوفّر تجارب سفر غنيّة ويساعد على تخطّي حواجز اللغة.
وقالت رئيسة الجلسة سارة خان، التي تم تعيينها مؤخراً كرئيسة تحريرٍ لمجلة «كوندي ناست ترافيلر» في الشرق الأوسط. وتمثّل سارة الجيل الجديد من المسافرين العصريين، حيث تقدم منظوراً عالميّاً معاصراً للقطاع: منذ جائحة COVID-19، أصبح المسافرون في جميع أنحاء العالم أكثر اهتماماً بالوجهات التي تعطي الأولوية لرفاهيتهم ويركزون بشدة على الاستدامة».
أما الدكتورة باركاثونيشا، المؤسّس الشريك لمنظمة «وورلد وومن تورزم»، فأكدت:«بالنظر إلى الجيل الجديد من المسافرين، لدينا 94% وفق عدد من الإحصاءات والأبحاث، يزعمون أنهم سيقومون برحلة ترفيهية في مرحلة التعافي. لذا من المهم جدًا إعداد الوجهات بناء على كيفية إغراء المسافرين الجدد للقدوم إلى وجهتك، وأيضاً من حيث التكنولوجيا الذكية التي ستدعمهم في العمل من أي مكان في العالم».
وسلطت لجنة الخبراء الضوء أيضًا على آلية استثمار التصميم المعماري في المدن لإنشاء وجهات جذب سياحيّة على المدى الطويل، بدءاً من التركيز على إنشاء المباني الخضراء المستدامة ووصولاً إلى إدخال ميزات التصميم الحضري الجريئة والمعاصرة. كما تركّز اللجنة على أهميّة دور الاستدامة في اختيار وجهات السفر والإقامة وتأثيرها في تفضيلات المسافرين.
وتأتي هذه الجلسة في إطار فعاليات سلسلة المحادثات العالميّة حول إعادة تخيّل مستقبل سنغافورة التي ينظّمها مجلس السياحة السنغافوري لتعزيز الحوارات الفكريّة حول مستقبل السفر والسياحة. وتشجّع المحادثات العالميّة حول إعادة تخيّل مستقبل سنغافورة، والتي تم إطلاقها في سنغافورة العام الماضي، قادةَ القطاع على تبادل الأفكار واستكشاف فرص التعاون لإعادة رسم ملامح مشهد السياحة العالمي، كما تسلّط الضوء على السلوكيات المتغيّرة للمسافرين بالإضافة إلى أحدث التوجهات والملاحظات في قطاع السفر والسياحة.