طرد داعش من الرقة.. 3 انعكاسات على الساحة السورية
تنظيم داعش الإرهابي مُني بهزيمة جديدة في سوريا بعد طرده من الرقة، مما أثار التساؤل حول تأثير الانتصار على الحرب المستمرة منذ 2011
مُني تنظيم داعش الإرهابي بهزيمة جديدة في سوريا بعد طرده من مدينة الرقة، معقله الأبرز في البلاد، الأمر الذي يثير التساؤل حول تأثير الانتصار الجديد ضد الإرهابيين على مسار الحرب المستمرة منذ عام 2011.
وفي رأي الخبراء والمراقبين، توجد 3 انعكاسات على طرد داعش، تشمل:
أولا- الأكراد:
يُعد "تحرير" الرقة آخر الانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية، تحالف الفصائل الكردية والعربية المدعومة من واشنطن، ضد تنظيم داعش.
وترى واشنطن في قوات سوريا الديمقراطية القوى الأكثر فعالية ضد داعش، حيث قدمت لها الدعم بالغارات والسلاح والمستشارين على الأرض.
ولكن اليوم قد تؤدي الخسائر الكبيرة التي مُني بها التنظيم في سوريا والعراق -على حد سواء- إلى تراجع اهتمام الأمريكيين، ومن ثم قد تجد قوات سوريا الديمقراطية نفسها وحيدة.
وفي هذه الحالة قد يحاول الأكراد إيجاد حلول بديلة، وبينها التفاوض مع الحكومة السورية، وهم الذين عانوا على مدى عقود من سياسة التهميش من جانب دمشق.
وسيتيح الوضع الحالي لقوات سوريا الديمقراطية موقعا مناسبا للتفاوض مع النظام، خاصة بعدما باتت تسيطر على 26% من الأراضي السورية.
وأعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة ونظام فيدرالي في 3 مناطق في شمال البلاد، مع اتساع رقعة النزاع في سوريا، مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية.
ثانيا- الحكومة السورية:
قلب التدخل الجوي الروسي في سوريا منذ سبتمبر/أيلول 2015 موازين القوى على الأرض لصالح الجيش السوري ضد الفصائل المعارضة وتنظيم داعش الإرهابي على حد سواء، وأصبحت قوات النظام تسيطر على 52% من أراضي البلاد.
وفي الوقت الذي ركزت فيه قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة على الرقة، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على البادية حيث يتقدم في دير الزور.
وتعد محافظة دير الزور الحدودية مع العراق ذات أهمية استراتيجية واقتصادية، كونها تضم حقول نفط وغاز واسعة، حيث يحافظ تنظيم داعش على آخر معاقله في البلاد.
وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين: الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور والضفة الغربية لنهر الفرات، والثانية تنفذها قوات سوريا الديمقراطية بدعم أمريكي على الضفة الشرقية للفرات.
وبعد انتهاء المعركة في دير الزور ستصبح الأولوية بالنسبة للحكومة السورية مسألة إدارة مدينة الرقة، حيث لا يعتقد أن الأكراد سيكونون قادرين وحدهم على تحمل أعباء إعادة إعمار الرقة المدمرة بشكل كامل.
ثالثا- القوات الأمريكية:
بعد الخسائر الكبيرة التي مُني بها الإرهابيون فإنه لم يعد لدى الولايات المتحدة الكثير لتقوم به في سوريا، على اعتبار أن تنظيم داعش أصبح بحكم المنتهي.
وقد تجد الولايات المتحدة نفسها في وضع جيوسياسي غير مريح بعد الرقة، فكل من تركيا وسوريا وإيران يريد أن يراها تغادر المنطقة.
وشهدت المرحلة الماضية تقاربا غير مسبوق بين تركيا، الداعمة للمعارضة من جهة وروسيا وإيران، أبرز داعمي دمشق من جهة ثانية، ما أدى إلى تهميش الدور الأمريكي في النزاع السوري.
ويتوقع خبراء أن تلقى أمريكا بثقلها وراء الأكراد في المفاوضات حول مستقبل سوريا كورقة تستخدمها، وعندما تحقق جزءاً من مصالحها من خلال تفاهمات معينة ستتركهم.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز