تنقلات واسعة في "الداخلية".. أردوغان يمهد للإطاحة بصويلو

شهدت تركيا، فجر الأربعاء، حركة تنقلات بجهاز الشرطة، شملت سحب 10 مديرين للأمن من المقر العام بوزارة الداخلية في أنقرة، وتعيين 33 آخرين.

جاء ذلك بموجب مرسوم رئاسي صادر عن الرئيس، رجب طيب أردوغان، نشرته الجريدة الرسمية، وتابعته "العين الإخبارية".

ووفق القرار، تم نقل حسين آشقين مدير أمن ولاية إزمير (غرب) ليتولى نفس المنصب بولاية ديار بكر (جنوب شرق)، ليحل محل محمد شاهنه، مدير أمن مرسين (جنوب).

• حديث الحظر والإقالة.. صويلو يسير على أشواك زعيم المافيا 

وتم استدعاء 10 مديرين للأمن لتولي وظائف استشارية بمقر وزارة الداخلية، وهم مديرو أمن ولايات، أفيون حصار، وبارتن، وديار بكر، وأرزنجان، وإغدير، وإسبرطه، وقريق قاله، ونيده، وتكيرداغ، وطرابزون.

ومن بين التعيينات الجديدة نقل 19 مديرا للأمن لنفس المنصب في ولايات أخرى إلى جانب ترقية 14 مفتشا للشرطة كمديرين للأمن.

تأتي القرارات في وقت تشهد وزارة الداخلية حراكًا غير عادي على خلفية اتهامات يواجهها وزيرها، سليمان صويلو، حيث يزعم زعيم المافيا التركية، سادات بكر، تورطه بعدد من الجرائم والفضائح شملت اتجارا بالمخدرات، فضلا عن أعمال أخرى منافية للآداب.

وخلال الأيام الماضية ذكرت تقارير إعلامية أن أردوغان يستعد للتخلص من الرجال المقربين من صويلو، في خطوة تمهيدية للتخلص منه بعد الحرج الكبير الذي سببه له ولنظامه.

وزادت التوقعات بأنه "قد تكون هناك تطورات ساخنة للغاية هذا الأسبوع" في كواليس العاصمة، وتركّز جميع التسريبات من وراء الكواليس على وزير الداخلية سليمان صويلو، الذي يمرّ بظروف صعبة ويوشك على الانهيار وتقديم استقالته بحسب تسريبات متقاطعة.

صويلو مرتبك

وتعليقاً على تلك التطورات، قال الصحفي التركي أحمد طاقان في مقال بصحيفة "كوركوسوز" التركية، في حديثه مع مصدر مقرب جدا من وزير الداخلية حيث طرح سؤالا واحدا مفاده: ماذا سيفعل صويلو، ماذا يخطط أن يفعل؟ وقال مصدره: "إنه في المنتصف.. كما يعتقد أنه عالق في منتصف الطريق". 

• أردوغان حاول الهروب من المافيا فسقط في "كذبة المطار"

وأضاف طاقان، أن مصدره قال له "لن يتردد الوزير للحظة في الاستقالة إذا كان الأمر متروكًا له، أرسل الرئيس أردوغان رسالة تطلب منه أن يستقيل، أعلم بكل وضوح أن بن علي يلدريم نقل هذه الرسالة مرتين، لكن الوزير كان منزعجًا جدًا من هذا الوضع".

مصدر الصحفي أضاف، "وقال الوزير: لماذا يرسل بن علي يلدريم رسالة إليّ؟ إذا كان الرئيس يريد استقالتي، فلماذا لا يخبرني مباشرة؟ إذا قالها في وجهي، فسأستقيل دون انتظار للحظة".

وتابع المصدر "علاوة على ذلك، كيف أعرف أنه ليس فخًا؟ بن علي كلماته لا تعني شيئا بالنسبة لي، ماذا سيحدث إذا صدّقت بن علي واستقلت، ثم قال لي الرئيس إنّه لم يطلب مني الاستقالة؟".

الصحفي طاقان تابع متسائلا في إشارة لصويلو "ألا يمتلك السياسي الذي يدعي أنه رجل دولة على هذا المستوى الإرادة والقدرة على أن يقرر بنفسه؟ ألا يستطيع أن يقول: قمت بتقييم الوضع، سيكون من الأفضل لوطني وحزبي إذا استقلت"؟ أو ألا يستطيع أن يقول لقد اتخذت قراري، أنا في منصبي؟

وكانت تقارير صحفية تحدثت عن ترك وزير الداخلية سليمان صويلو بمفرده في حزب العدالة والتنمية ومجلس الوزراء بعد الادعاءات التي أدلى بها سادات بكر، المطلوب بعدة تهم متعلقة بالجريمة المنظمة، ولم يدع الرئيس أردوغان صويلو للاحتفالين في المجمع الرئاسي وتجنّب الظهور جنبًا إلى جنب معه.

صراع على السلطة

وتتجه الأنظار إلى ما إذا كان صويلو، الذي أصبح الآن "وزيرًا غير مرغوب فيه" في الحزب، ستتم إقالته أم لا، حيث أصبح أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في السياسة التركية في الآونة الأخيرة.

ودخل صويلو في صراع على السلطة مع صهر أردوغان؛ براءت ألبيرق، وزير الخزانة والمالية السابق، حيث برز صويلو وألبيرق كمرشحين رئيسيين بعد أردوغان، وأصبح صويلو ثاني أقوى شخصية بعد أردوغان عندما طلب ألبيرق الاستقالة.

اختبر صويلو قوته مرة أخرى بإعلان استقالته في 12 أبريل/نيسان 2020، بسبب الطريقة التي تم بها الإعلان عن إجراءات فيروس كورونا، وكانت هناك دعوات لأردوغان بعدم قبول استقالة صويلو على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعم بعض المسؤولين الحكوميين في الولاية صويلو. ولم يقبل أردوغان استقالة صويلو الذي التقى به في إسطنبول، وهكذا، عاد صويلو من إسطنبول إلى أنقرة كوزير "لا غنى عنه".

ومع ذلك، تغيرت الصورة عندما استهدف زعيم المافيا صويلو بمقاطع الفيديو التي نشرها لمدة شهرين.

وكلما قدم بكر مزاعم عن صويلو في كل مقطع فيديو خاص بها، كان هناك صمت عميق داخل حزب العدالة والتنمية، كما امتنع أردوغان والوزراء والمسؤولون التنفيذيون في الحزب عن الإدلاء بتصريحات تدعم صويلو، ونقل 15 نائبا من مجموعة حزب العدالة والتنمية انزعاجهم من صويلو لإدارة الحزب.

وفي أول بيان له في 17 مايو/أيار الماضي، قال الرئيس أردوغان، دون أن يذكر اسم صويلو: "عصابات الجريمة مثل الأفعى السامة، إذا أدخلت نفس الكيس معهم، فستوافق على ما سيحدث لك لاحقًا".