قصة "الآيلاينر".. رسمة العيون المفضلة من كليوباترا لنجمات السينما
"الآيلاينر" واحد من أكثر مستحضرات التجميل المفضلة لدى الكثير من النساء حول العالم، خاصة نجمات السينما على مر السنين.
وإلى جانب الماسكارا وأحمر الشفاه، يمنح الآيلاينر أو كحل العيون سحراً خاصاً لصاحبته، مستحضر التجميل الذي يرجع تاريخ نشأته إلى الفراعنة.
كان مستحضر الآيلاينر قديماً في شكل مسحوق كثيف وثقيل للغاية، باللون الأسود الداكن، للحماية من العدوى والعين الشريرة.
ومن كليوباترا إلى مارلين مونرو، مروراً بعصر النهضة إلى ازدهار القرن الـ20، نستعرض لكم قصة نشأة الآيلاينر، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
مثله مثل الماسكارا، فإن الآيلاينر تعود أصوله أيضاً إلى مصر القديمة، إذ كان في ذاك الوقت مسحوقاً أسود يتكون من مزيج من الجالينا (المعدن الخام الأهم للرصاص) والملاكيت (نوع من المعادن) والكبريت والدهون الحيوانية ولم يكن استخدامه جمالياً فقط.
في الواقع، استخدمت كليوباترا وشعبها الآيلاينر، والذي كان يُطلق عليه في ذلك الوقت اسم "خول khol ''، لحماية العينين من العدوى والعين الشريرة، وخلق خطوط تعريف تذكر بعيون القطط، كائنات الفراعنة المقدسة.
أما في العصر الروماني، استخدمت النساء كحل العيون كمكياج لتحديد مظهرهن، وفي الوقت نفسه، خاطرن بحياتهن لأنه في ذاك الفترة، احتوى الآيلاينر على الرصاص، ليختفي هذا المستحضر التجميلي في العصور الوسطي، إذ ابتعدت النساء عن طقوس الجمال والمكياج.
ثم ازدهرت مرة أخرى طقوس التزين خلال عصر النهضة عندما استخدمت النساء مسحوق خشب الزان لتكثيف وإبراز عيونهن.
ولكن جاءت نقطة التحول في محدد العيون أو الآيلاينر في القرن الـ20 عندما أصبحت مستحضرات التجميل شائعة بفضل انتشار السينما الصامتة، بعد أن استخدمت المغنيات في العشرينيات والثلاثينيات خطوط كحل العيون للتعبير عن مشاعر الكآبة والحزن.
ومع ذلك، فإن الطفرة الحقيقية للآيلاينر كانت في الخمسينيات، إذ أصبح خط كحل العيون رمزاً وأيقونة حقيقية لا يزال مستخدماً حتى يومنا هذا.
في هذه السنوات، أضيف لمكياج العين خط من محدد العيون يبدأ رقيقاً في الزاوية الداخلية للعين ثم يصبح أكثر سمكاً باتجاه منتصف الجفن، وينتهي بذيل لأعلى في الجزء الأخير من العين، الشكل الذي ساعد في انتشاره ممثلات هذه الفترة من مارلين مونرو وإليزابيث تايلور إلى أودري هيبورن.
مع وصول سنوات الستينيات، تغير خط الآيلاينر ليصبح أكثر سمكاً مثل الأسلوب الذي اتبعته صوفيا لورين.أما في ثمانينيات القرن الماضي، أصبح كحل العين هو بطل المظهر الساطع والغريب الأطوار، أيضاً، إذ كان اللون السائد حتى ذلك الوقت هو الأسود، ثم بدأ الآيلاينر ذو ألوان البوب من الأرجواني إلى الأزرق، مروراً بالتأثيرات اللامعة والجليتر والترتر.
في الألفينيات أصبح الآيلاينر (بطل مكياج نجمات هذه الفترة)، أكثر جرأة، مثل أسلوب إيمي واينهاوس، حتى يومنا هذا الذي أصبح فيه محدد العيون الأكثر شيوعاً هو أسلوب عين القطة.
مضى وقت طويل منذ أن كان الآيلاينر عبارة عن مزيج من البودرة السوداء والدهون الحيوانية، لتتنوع اليوم الأنواع الموجودة في الأسواق والمتعددة الاستخدامات، حتى يمكن لكل امرأة أن تجد كحلها المثالي وتقوم بتطبيقه بأبسط طريقة، سواء السائلة أو الكريم والجل أو البودرة المضغوط.