بعض بلادنا يستحق ما يصيبه من سهام، وبعض آخر يُهاجم ظلماً وعدواناً.
بعض بلادنا يستحق ما يصيبه من سهام، وبعض آخر يُهاجم ظلماً وعدواناً.
سبق أن أشرت إلى الجريدة التابلويد اللندنية «ديلي ميل» فلا شيء يحدث في بريطانيا إلا وتنسب الفضل فيه إلى «حملة» لها عن موضوعه. قبل يومين، هاجمت الجريدة رئيس البرلمان جون بيركوف لأنــه قال أنه لن يستقبل الرئيس دونالد ترامب في مجلس العموم خلال زيارة مقبلة له إلى لندن. الجريدة قالت أن البرلمان استقبل «حكاماً استبداديين» أو «متسلطين»، وبين الــصور المنشورة مع التحقيق صورة للشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، وهو يخطب في البرلمان البريطاني سنة 2012.
الجريدة لم تجد ما تقول عن الكويت سوى أن الشاذين لا حقوق لهم، وأن النساء حقوقهن منقوصة، وهن في البرلمان وكل وزارة.
عرفت الشيخ صباح العمر كله، وهو ديموقراطي جداً، من قمة رأسه حتى أخمص قدميه، ولا أحتاج إلى دفاع كثير ففيما كانت الجريدة تنشر التحامل والتطرف والكذب عن الأمير والكويت كان البرلمان الكويتي يواجه وزير الإعلام الذي استقال بعد حملة عليه وصدام بين الحكومة وأعضاء مجلس النواب.
الكويت بلد ديموقراطي والأمير ديموقراطي وأنا أتحدث عن معرفة مباشرة، لا عن بعد خمسة آلاف كيلومتر عن الموضوع.
إن لم يكن الحديث عن الكويت فهو عن مصر وأقرأ في الميديا الأميركية التي تؤيد الإرهاب الإسرائيلي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي ديكتاتور. عرفت رئيس مصر قبل انتخابه رئيساً وحتى اليوم، وهو ليس ديكتاتوراً على الإطلاق إلا أنه في أصعب وظيفة في العالم كله.
العدد الرسمي لسكان مصر هو 94 مليون نسمة، وأراه يقترب من مئة مليون. ولا يوجد في مصر سوى النيل وكيلومتر أخضر على كل من جانبيه. أما الدلتا، وهي من أخصب بقاع العالم، فأنا أراها ملأى بالأضواء عندما أصل إلى القاهرة من لندن على طائرة الخطوط البريطانية في حوالى منتصف الليل. المدن في الدلتا تتوسع على حساب الزراعة.
المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة تساعد مصر على بناء اقتصاد جديد يفيد السكان جميعاً، وقد كتبت عن محافظة الوادي الجديد والمشاريع فيها، وعن ممر مائي موازٍ لقناة السويس، وعن مشاريع بناء في طول مصر وعرضها.
هذا كله موجود وسيكتمل في وقت قريب، لكن جاك شنكر في «نيويورك تايمز» يتحدث عن «ديكتاتورية مهزوزة في مصر». الديكتاتورية اليوم في الولايات المتحدة ودونالد ترامب يهدد أسس النظام في واحدة من أقدم ديموقراطيات العالم. أو ربما كان الأمر هو رغبة أعداء العرب في تدمير مستقبل مصر بدل أن تكون في مركز قيادي في وسط الأمة.
ومن مصر والكويت إلى البحرين، فجريدة «الصنداي تايمز» اليمينية تقول أن بريطانيا تساعد في تدريب بوليس البحرين الذي تصفه بأنه «عنيف».
هناك منظمات حقوق إنسان أحترمها مثل منظمة العفو الدولية وجماعة مراقبة حقوق الإنسان، وهما تخطئان في نقل أخبار البحرين، لكن أنسب هذا إلى حسن النية لا القصد أو التعمّد. أعرف البحرين منذ كنت مراهقاً، وأعرف أن فيها معارضة ولاؤها خارجي تكذب كل يوم بعد أن اختارت مقاطعة البرلمان لأن أسيادها أمروا بذلك. البحرين بلد مزدهر من دون موارد طبيعية، وأعرف رجال الحكم فيه وأجد أنهم يُظلمون عندما تصدق الميديا في الخارج ما تقوله المعارضة العميلة. البحرين لكل أهلها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة