تغمد الله الشيخ خالد سلطان القاسمي برحمته، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقاً.
ببالغ الأسى تلقيت نبأ فاجعة رحيل نجل صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي، الشيخ خالد، تغمده الله برحمته، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقاً.
وإذ أترحم على فقيد الأمة الغالي، أرفع التعازي القلبية إلى تلك الدوحة الكريمة، وأخُصُ سيدي صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي، الذي قلدني ديْناً إلى يوم الدين، لا يمكنني أبدا أن أفيه حقه.
رحمك الله يا خالد وأبدلك دارا خيرا من الدنيا…
نم قرير العين يا خالد، فأنت ابنُ محسنٍ ساهرٍ على مصالح الناس وقضاء حاجاتهم.. نم قرير العين فأنت ابن نصير الفقراء والمساكين.. نم قرير العين فأنت ابن المنفق على اليتامى.. نم قرير العين.. فأنت ابن خادم العلم وسند الثقافة في العالم العربي والإسلامي.
أعرفك بنفسي، وأنت في دار الحق.. أنا واحد من مئات بل آلاف الشباب العرب والمسلمين الذين زرع والدُك، صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي حفظه الله، محبتَه في قلوبهم بأياديه البيضاء، فوجدوا فيه الوالدَ الحنون الحريص على مستقبلهم والسّنَدَ بَعْدَ الله لهم.
لما وصلني خبر صعود روحك للرفيق الأعلى عادت بي الذاكرة بعيدا، إلى أكثر من عقدين من الزمن، حين كنتُ على مفترق طرقٍ، ﻛﺎﻧﺖ الخيارات منحصرةً في اثنين لا ثالث لهما، أولهما التوجه غرباً للانخراط في عمل يدوي، وكانت الحاجةُ تغري هذا الخيار، أما الخيار الآخر فكان مواصلةَ الدراسة، الذي كان يعززه الحلم الشخصي وطموح العائلة، خصوصا والدتي، ولكن ضيقَ ذات اليد كان يجعل الإصرار على هذا الخيار مجازفة وطلباً لما لا طمع فيه.
جاء الفرج لتحقيق الحلم من والدك صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي، أطال الله عمره، حيث منَحني أنا وأربعة من الزملاء منحا دراسية في جامعة الشارقة، وتحمل سموه جميع نفقاتنا الدراسية.. كان المُخَلّص.. تابعتُ على حسابه تعليمي الجامعي حتى حصلت على الشهادة، ونجوْتُ من غربة في ديار الغرب، كان أدنى سلبياتها، لو قُدّرَتْ، أن يتوقف تعليمي عند المستوى الثانوي.
كُنا طلبة من جنسيات شتى وأصقاع مترامية، أيقظ نبلُ والدك صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي وعمقُه الفكري فينا رابطة الأخوة الإسلامية، ومُثل وقيّم هذا الدين السمح، فكما كنا نرى أنفسنا إخوة لم نكن نرى في الشيخ مُحسناً، بل والداً، وأنا مُتيقن أنه، حفظه الله، رامَ ذلك وسعى له سعيَ مُدركٍ، لأن ما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
أخي خالد لن ينقطع عملك بنهاية أيامك في هذه الدنيا الزائلة، بل ستنهال عليك الحسنات إلى يوم الدين بإذن الله، مصداقاً لقول المولى جل وعلا "وألحقنا بهم ذرياتهم"…
نم قرير العين يا خالد، فأنت ابنُ محسنٍ ساهرٍ على مصالح الناس وقضاء حاجاتهم.. نم قرير العين فأنت ابن نصير الفقراء والمساكين.. نم قرير العين فأنت ابن المنفق على اليتامى.. نم قرير العين.. فأنت ابن خادم العلم وسند الثقافة في العالم العربي والإسلامي..
مرة أخرى أترحم عليك يا خالد، سقت قبرك شآبيب الرحمة، وأعزي والدنا سمو الشيخ سلطان حفظه الله.
سيدي صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي، عظم الله لك الأجر، ومنحك عمرا مديدا تحققُ فيه ما تصبو إليه من خير ورفعة للأمتين العربية والإسلامية.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة