تصاعد التدخلات التركية في ليبيا، ومحاولة تشويه صورة الجيش الوطني أمام المجتمع الدولي سيتوجبان تحرك المجتمع الدولي فورا وبحزم.
انكشاف أجندات حكومة الوفاق الإرهابية في طرابلس، التي تتعارض مع الأجندة الوطنية للشعب الليبي، يشير إلى أن استمرار هذه الحكومة بات أمرا صعبا ومؤلما، خاصة في ظل عمل رئيس تلك الحكومة وفريقها لنشر العنف والانقسام وتمزيق وحدة الشعب، وأيضا من خلال تقديم تسهيلات للغزو التركي الغاشم على ليبيا، دون أية صلاحيات قانونية أو دستورية.
عن أي حكومة شرعية يتحدثون؟ وكيف يحق لحكومة تدعم الإرهابيين والخارجين عن القانون، وتسمح للمليشيات التركية المسلحة الممولة من قطر بالتدخلات المباشرة في الأراضي الليبية، أن يُطلق عليها "حكومة شرعية"؟! ألم تعلم الأمم المتحدة عن التجاوزات المرعبة لقرارات مجلس الأمن والإجماع الدولي، التي تنص على الامتناع عن تسليح الجماعات الإرهابية؟ إذن، هناك تفسير واحد لما يجري على أرض الواقع، وهو أن الغزو العثماني الإخواني، الذي يهدف لتقسيم ليبيا وإضعافها، ونهب خيراتها وثرواتها، وقتل وتشريد أبنائها قد حصل على موافقة الأمم المتحدة، أو مندوبها الدائم، وأصبحت الشرعية هي شرعنة للإرهاب أيضا!
من خلال متابعتي الشخصية، في تغريدة نشرتها على تويتر، بعد تهديدات تركية لمهاجمة ليبيا، وجدت أن الشعب الليبي الأصيل، الذي لم يبع ضميره لحركة الإخوان الإرهابية، يرفض التدخل التركي رفضا قاطعا، بل يطالب باستقالة حكومة الوفاق، ويطالب بالسماح للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير حفتر، بتطهير ليبيا من الإرهاب، وتطهير طرابلس من المليشيات المسلحة، لعودة الأمن والسلم للبلاد، فلماذا لا يسمع المجتمع الدولي تلك الأصوات التي لا تعترف بحكومة مفروضة عليها من الخارج، والتي تجاوزت الأعراف الوطنية والعسكرية والسياسية، فسقطت شرعيتها؟ أم أن المماطلة والتسويف من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، هما فقط لمنح تركيا المزيد من الوقت لارتكاب المجازر بحق الشعب الليبي؟
التاريخ سيتذكر هذه المرحلة جيدا، يوم عاد العثماني مدعوما من الخونة في قطر، ومدججا بأسلحة فتاكة وطائرات عسكرية ومليشيات إرهابية، ليحتل بلدا عربيا، ويمارس سياسة البلطجة والفتوة، ولكن التاريخ سيذكر أيضا، كيف تصدى الوطنيون الليبيون الأحرار للقرصان التركي ومرتزقته، وأعادوه زاحفا باكيا إلى بلاده يجر الخيبة والهزيمة جرا.
بالأمس، يصف "أردوغان"، المشير خليفة حفتر، بأنه "ليس أكثر من قرصان"، ويبرر خليفة الإخوان المزعوم لنفسه وللمجتمع الدولي بأن تدخلاته لشن حرب تركية قومية ضد الجيش الليبي بأنها "ضرورية لإعادة التوازن"، فمن الذي سيسأل: من القرصان حقا؟ "حفتر" القائد الليبي البطل الذي يقاتل لأجل تحرير بلاده من الإرهاب، أم "أردوغان" الإرهابي، الذي يتدخل في شؤون دولة ليست دولته، ولا ينتمي إليها ولا تنتمي إليه؟ وسؤال للعرب: هل دعم ومال قطر وحدهما يسمحان بشرعنة القرصنة العثمانية في ليبيا أم التوازن الذي تحدث عنه "أردوغان"؟ فإنما يقصد به توازنه الإرهابي في القارة السوداء، بتصدير المليشيات الإرهابية من إدلب والشمال السوري، لمساندة إخوان ليبيا الإرهابيين. هذه هي الحقيقة، كل ما تريده تركيا هو إيجاد وتثبيت موطئ قدم لها، بعد أن فشلت في مصر والسودان فشلا ذريعا.
وجهة نظري أن تصاعد التدخلات التركية غير الشرعية في ليبيا، ومحاولة تشويه صورة الجيش الوطني الليبي أمام المجتمع الدولي، والعمل على ارتكاب مجازر بحق المدنيين، يجب أن يكون كفيلا بتحرك المجتمع الدولي، فورا، وبحزم، للحد من تلك التجاوزات الإرهابية، ولإنقاذ ليبيا من براثن "القرصان أردوغان"، الذي وضع غرفة عمليات للطائرات المسيرة في مدينة غريان، وراحت تلك الطائرات وبأيد وخبراء أتراك ترتكب المجازر الواحدة تلو الأخرى، بل وتستهدف الأسرى والجرحى الليبيين والمدنيين، بلا رحمة ولا شفقة!
التاريخ سيتذكر هذه المرحلة جيدا، يوم عاد العثماني مدعوما من الخونة في قطر، ومدججا بأسلحة فتاكة وطائرات عسكرية، ومليشيات إرهابية، ليحتل بلدا عربيا، ويمارس سياسة البلطجة والفتوة، ولكن التاريخ سيذكر أيضا، كيف تصدى الوطنيون الليبيون الأحرار، للقرصان التركي ومرتزقته، وأعادوه زاحفا باكيا إلى بلاده، يجر الخيبة والهزيمة جرا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة