لبنانية تدعم ابنها المصاب بالتوحد بصفحة على "فيسبوك"
الصفحة التي أنشأتها فاتن مرعشلي تبث فيديوهات لابنها وهو يمارس العديد من الأنشطة، فضلا عن مئات الصور التي تجمعهما ويشوبها الحب والود
عيون بمجرد نظرك إليها تجدها تشع بالأمل والتفاؤل والقوة والإصرار على النجاح، وابتسامة بإشراقتها تعطيك أملا، وتؤكد مقولة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" رغم مرارة ما قد تتعرض له بحياتك، تفاصيل وجه يبعث الأمل بتعابيره.. إنها ملامح الأم اللبنانية فاتن مرعشلي التي سهرت وضحت وتعبت وأبدعت بكل الطرق في علاج أول فرحة عمرها وبكرها محمد حجازي، 16 عاما، الذي يعاني من مرض التوحد منذ نعومة أظافره.
وحل خبر اكتشاف فاتن مرض محمود كالصاعقة التي أدخلتها في حالة نفسية معقدة، جعلتها ترفض كل الواقع بمعطياته والذي مثل لها الألم والمرارة الممزوجة بالخوف من فقد فلذة كبدها.
مرارة واقع ممزوج بالعذاب استمر لسنوات طويلة مع فاتن، حتى أخذت نفسها بتقبله شيئاً فشيئاً، لإيمانها الداخلي بقدرتها على النجاح وتغيير نظرة المجتمع لابنها، وعملها الدؤوب والمتفاني بتطوير نفسها أولاً، لأنهم يقولون دوماً إن أول الغيث قطرة، وأول قطرة عملت عليها فاتن تطوير ذاتها.
الغيمة أصبحت غيوما مشحونة بالإيجابية لتنشئ فاتن صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم Proud of my son with Awesomeness، أي "فخورة بابني مع الذهول"، وهو الفخر الذي دفعها لتغيير نظرة الشك والريبة التي غرزت سهام الألم بقلبها، وجعلها تنشر ثقافة التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد، لتحول الألم إلى أمل ليس بحبة دواء سحرية وإنما بمثابرة أم اجتهدت وضحت وتقبلت هدية الله لها، وواجهت مجتمعا لا ينظر بعين الرأفة لمختلفين عنهم أكثر تميزاً من أشخاص عاديين.
وتبث الصفحة التي أنشأتها فاتن فيديوهات لمحمود وهو يمارس العديد من الأنشطة، فضلا عن مئات الصور التي تجمعهما ويشوبها الحب والود.