بالحقائق والأرقام.. المرأة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي
تحتفل دولة الإمارات بيوم المرأة، في وقت تؤكد فيه لغة الأرقام والحقائق والشهادات الدولية المتتالية أن المرأة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي.
الاحتفال بتلك المناسبة الذي يحل 28 أغسطس/ آب سنويا، يأتي هذا العام، تحت شعار "واقع ملهم.. مستقبل مستدام"، وذلك بناء على توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
هذا الواقع الملهم تجسده لغة الأرقام التي تعبر عن تفوق لافت للمرأة الإماراتية في مختلف المجالات وإسهامها البارز في مسيرة تنمية الوطن، وتعكس في الوقت نفسه الإنجازات المتفردة على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية التي تحققها الإمارات في مجال تمكين المرأة والتوازن بين الجنسين.
أهمية خاصة
ويحمل احتفال هذا العام أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنه الأول في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي تولى رئاسة الدولة 14 مايو/أيار الماضي.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أكثر الداعمين للمرأة وتفوقها وإنجاح دورها كشريك رئيسي في التنمية ترسيخاً للنهج الذي أرساه المغفور له، المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومواصلةً لمرحلة التمكين التي قادها رئيس الإمارات الراحل، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقد جسد أول تعديل وزاري في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ثقة القيادة بالمرأة ودعم تمكينها وإسهامها بالتنمية وصناعة المستقبل.
تعديل احتفظت بمقتضاه وزيرات الإمارات بكامل مقاعدهن الوزارية التسعة، لتواصل المرأة الإماراتية المحافظة على نسبة مشاركتها في الحكومة بنحو (27.5%)، لتواصل تبوأ المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
كما يأتي احتفال هذا العام بعد نحو شهر من تحقيق الإمارات إنجازا جديدا في ملف التوازن بين الجنسين بتحقيقها المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وارتقاء أداء الدولة 4 مراتب عالمية دفعة واحدة وتقدمها إلى المركز 68 بهذا التقرير بعد أن كانت في المركز 72 عالمياً في نسخة العام الماضي.
أيضا تتزامن المناسبة هذا العام مع اعتماد استراتيجية التوازن بين الجنسين في دولة الإمارات 2022 - 2026، التي تستند إلى رؤية مستقبلية واضحة تتمثل في أن تكون الإمارات نموذجاً عالمياً للتوازن بين الجنسين.
في السطور التالية تبرز "العين الإخبارية" حقائق وأرقام وشهادات دولية تؤكد أن المرأة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي..
9 وزيرات.. ثقة وتمكين
أبرز الأرقام التي تعبر عن ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة، هي نسبة تمثيلها في الحكومة الإماراتية، حيث تشغل المرأة في الحكومة الإماراتية 9 مقاعد وزارية، وتبلغ نسبة تمثيلها الوزاري في حكومة الدولة نحو 27.5% وهي من أعلى المعدلات العالمية.
واحتفظت وزيرات الإمارات بكامل مقاعدهن التسعة في الحكومة بعد التعديل الأخير الذي جرى 22 مايو/ آيار الماضي، والذي يعد أول تعديل وزاري في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
ويضم تشكيل الحكومة الإماراتية حاليا 9 وزيرات هن: ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وحصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، ومريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، والدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة، وعهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وشما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب.
أما سارة بنت يوسف الأميري وهي التي كانت تشغل منصب وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، فأضحت بموجب التعديل الأخير وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، حيث أضيف لها مهام جديدة تتعلق بالتعليم العام، كما تم استحداث منصب وزيرة دولة للتعليم المبكر، وتولت المنصب سارة المسلّم.
تعيين وزيرتين في هذا القطاع الحيوي المهم الذي توليه القيادة الإماراتية أولوية قصوى للنهوض بمستقبل الوطن وتعزيز ريادة الإمارات في مختلف المجالات، يعكس ثقة القيادة الإماراتية في المراة الإماراتية وقدراتها وأهمية إسهامها في جهود التنمية وصناعة المستقبل.
وبتلك النسبة تواصل الإمارات تصدر الدول العربية في تمثيل المرأة بمراكز صنع القرار والمناصب القيادية والعليا.
نصف مقاعد البرلمان.. ريادة عالمية
تعد تجربة المرأة الإماراتية ضمن أفضل التجارب العالمية خاصة بعد أن كفل لها قانون صدر عام 2019 الحصول على 50% من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي، الأمر الذي كان له تأثير إيجابي مباشر على مسار التنمية في دولة الإمارات من خلال ضمان مشاركة المرأة الكاملة والفعالة في السلطة التشريعية والرقابية.
وتصدرت الإمارات دول العالم في مؤشر نسبة تمثيل الإناث في البرلمان لعامي 2020 و2021 ضمن التقرير العالمي للتنافسية، الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا.
ويعزز ذلك دور المرأة في السلطة التشريعية، ويحقق مرحلة جديدة في برنامج التمكين السياسي الهادف إلى تعزيز المشاركة السياسية لشعب الإمارات في عملية صنع القرار.
التوازن بين الجنسين.. قفزة بالمؤشرات العالمية
حققت الإمارات في يوليو/ تموز الماضي إنجازا جديدا في ملف التوازن بين الجنسين بتحقيقها المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وارتقاء أداء الدولة 4 مراتب عالمية دفعة واحدة وتقدمها إلى المركز 68 بهذا التقرير بعد أن كانت في المركز 72 عالمياً في نسخة العام الماضي.
إنجاز يعكس تقديراً عالمياً للتجربة الإماراتية الملهمة في دعم المرأة وما حققته المرأة من مكتسبات بفضل الرعاية التي تحظى بها من القيادة الرشيدة.
وكانت الإمارات تقدمت إلى المركز الثامن عشر عالمياً والأول عربياً بمؤشر التوازن بين الجنسين التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نسخة عام 2020 بعد أن كانت في المرتبة 49 عالمياً بهذا المؤشر عام 2015، محققةً قفزة نوعية بمعدل 31 مركزاً خلال 5 سنوات فقط.
مؤشرات التنافسية.. تعزيز الريادة
أيضا واصلت الإمارات تحقيق قفزات نوعية في ترتيبها بمؤشرات التنافسية العالمية الأخرى، حيث جاءت عام 2022 في المركز الأول للعام الثاني على التوالي على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتقرير البنك الدولي "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون".
ويرصد التقرير جهود الحكومات حول العالم فيما يتعلق بوضع القوانين والتشريعات الرامية لحماية وتمكين المرأة اقتصادياً، ضمن 8 محاور، حيث حققت الإمارات قفزة نوعية وصولاً إلى 82.5 نقطة بالمؤشر الإجمالي مع تحقيق العلامة الكاملة (100 نقطة) في 5 محاور هي: حرية التنقل، أماكن العمل، الأجور، ريادة الأعمال، والمعاش التقاعدي .
المرأة والعلوم ..إنجازات تاريخية
لم تكتف المرأة الإماراتية بتسجيل حضورها المميز في ميدان العلوم المتقدمة، بل ساهمت في تحقيق إنجازات تاريخية للدولة، كان أبرزها إسهامها البارز في تحقيق الإمارات إنجازا تاريخيا بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ في 9 فبراير/ شباط 2021، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
ويتميز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بمشاركة نسائية هي الأعلى عالمياً بنسبة 34% من فريق العمل، فيما يبلغ عدد أعضاء الفريق العلمي من النساء 80%.
كما سجلت المرأة الإماراتية أرقاما عالمية قياسية أيضا في قطاع الطاقة النووية الذي تصل نسبة تمثيل المرأة الإماراتية فيه إلى 20% من إجمالي القوى العاملة والتي تُعد واحدة من أعلى النسب عالميا.
كذلك تشكل المرأة 55.5% في مجلس علماء الشباب و37.5% في مجلس علماء الإمارات، كما تشكل ما يقارب ثلثي الطلبة الملتحقين بالجامعات الحكومية، وأكثر من نصف الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي الخاصة.
وتمثل الطالبات الإماراتيات 70% من خريجي الجامعات، كما يبلغ عدد الطالبات في كليات التقنية العليا أكثر من 10 آلاف طالبة.
وتمثل النساء 56% من خريجي الجامعات الحكومية في الإمارات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، و60% من خريجي معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي هن من الإناث.
المرأة والأعمال.. شراكة في التنمية
أيضا تسجل المرأة الإماراتية حضورا لافتا وإنجازات عديدة في قطاعات الأعمال المختلفة، ومنها على سبيل المثال:
- ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في عضوية مجالس إدارة الجهات الحكومية الاتحادية إلى 24%، وإلى 19.8% بمجالس إدارة غرف التجارة والصناعة في الدولة.
- تشكل الإناث ما نسبته 64% من العاملين في قطاع التعليم، والنسبة ذاتها من إجمالي الأطباء والممرضين والفنيين في القطاع الصحي، و31% من إجمالي العاملين في نشاط المالية والبنوك والتأمين.
- بلغ عدد الشركات المرخصة والمملوكة من النساء 80 ألفاً و25 شركة، فيما بلغ عدد سيدات الأعمال 32 ألف سيدة أعمال يدرن مشاريع تفوق قيمتها 10 مليارات دولار.
استراتيجية التوازن بين الجنسين.. تعزيز الريادة
في خطوة تسهم بتعزيز ريادة الإمارات في مجال تمكين المرأة وتحقيق نقلة نوعية بملف التوازن بين الجنسين، تم في مارس/ آذار الماضي إطلاق استراتيجية التوازن بين الجنسين 2022 - 2026، التي تهدف إلى تحقيق ريادة الإمارات وتأثيرها عالمياً في هذا الملف، وتعزيز حضور المرأة في المناصب القيادية والقطاع الاقتصادي.
وتستند الاستراتيجية إلى رؤية مستقبلية واضحة تتمثل في أن تكون الإمارات نموذجاً عالمياً للتوازن بين الجنسين.
وتتضمن الاستراتيجية 4 ركائز وأهداف رئيسية، هي: المشاركة الاقتصادية وريادة الأعمال والشمول المالي، والرفاه وجودة الحياة، والحماية، والقيادة والشراكات العالمية، بهدف الانتقال من مرحلة سد الفجوات والاطلاع على أفضل الممارسات إلى مرحلة وضع الدولة كمُصّدِر لأفضل ممارسات التوازن بين الجنسين والتركيز على مرحلة ما بعد التنافسية العالمية.