المرتزق فيصل القاسم.. صوت مأجور بالجزيرة وعراب الفتن
جميع الأخبار التي يعيد مذيع الجزيرة نشرها تكون منتقاة، ومسيئة لشخص أو جهة على خلاف أو عداء مع قطر أو تركيا أو حلفائهما
حين تناقلت مواقع إعلامية، قبل أشهر، وثيقة مسربة من شبكة الجزيرة القطرية، لم يتفاجأ كثيرون بالمكافآت المذهلة التي يتقاضاها المذيع فيصل القاسم.
لكن البعض ظل ـ في الآن نفسه ـ أسير سؤال واحد، وهو: ما الخدمة الاستثنائية التي يقدمها مذيع الفتنة ليحصل على كل ذلك المبلغ الفلكي؟
الإجابة قدمها القاسم نفسه من خلال تضاربه الفج في المواقف، وسرقاته الأدبية، ودور المرتزق الذي تقمصه حتى بات يقتات من دماء الأبرياء ومعاناة المضطهدين، ضمن زمرة قطر من فاقدي لذة الانتماء، فاستهلكتهم الأنظمة وحولتهم لأشخاص ملوثين فكريا وأخلاقيا وإنسانيا.
صوت مأجور
مواقف على مقاس أجندات قطر وتركيا ومن يدور بفلكهما.. يشرعن للإرهاب تارة حين يتعلق الأمر بجماعة الإرهاب الإخوانية، ثم يقفز منددا مستنكرا حين يلامس اللهيب أطراف الدويلة التي تموله أو حليفتها أنقرة.
تدوينات وتغريدات ومقالات هنا وهناك، ومقدمات تحت الطلب لا هدف لها سوى التضليل، فيما ينقض على جميع الأنظمة التي لا تنتمي للمحور القطري التركي، فيحشد منبره الإعلامي، ويمعن في طرح أسئلة مستفزة على تركيبة متنافرة يتعمد جمعها بحثا عن حصد المشاهدات على حساب أدنى معايير المهنية المطلوبة.
وفي مايو/ أيار الماضي، أعاد القاسم تغريدة عبر حسابه الرسمي في موقع "تويتر" تسيء في مضمونها كخبر للملك الأردني الراحل الحسين بن طلال.
وحمل الخبر في طياته مغالطات تاريخية تتهم ملك الأردن الراحل حسين بن طلال إلى مفاتحة الحكومة البريطانية والطلب منها إقناع إسرائيل بضرب سوريا وقصفها جوا، في حادثة لا تعتبر الأولى بالنسبة للمذيع الذي دأب على نشر مثل هذه الأخبار نقلا عن مواقع.
غير أن اللافت هو أن جميع الأخبار التي يعيد مذيع الفتنة القطرية وقناة جزيرة الشر، نشرها تكون منتقاة، ومسيئة لشخص أو جهة على خلاف أو عداء مع قطر أو تركيا أو حلفائهما.
تلك الأخبار تؤكد ما تداولته وسائل إعلام، نقلا عن مصادر مطلعة على عمل القاسم، أن ما يقوم به الأخير عمل يتقاضى عليها أجرا شهريا ثابتا يتجاوز ألفي دولار من كل موقع يروج له يوميا.
وبناء على ذلك، فمن المفترض أن يكون القاسم على قدر كبير من الثراء، مع أنه قانونا يعتبر حصوله على تلك الأموال غير مشروع، لكن رجل الدوحة يحظى بأعلى درجات الحماية والتغطية، ما يفسر استمراره على ذات النسق لسنوات طويلة.
دكتور مزيف ولص مقالات
في سبتمبر / أيلول 2018، نشر موقع تونسي مقال حول المذيع بعنوان "فيصل القاسم.. سارق المقالات الذي ذهب مع الريح"، تطرق فيه إلى تفاصيل عن الرجل الذي يقدم نفسه على أنه "دكتور"، متسائلا عما إن كان بالفعل حاصل على هذه الدرجة، وما إن كان بإمكانه عرض شهادته على الملأ.
ووصف المقال القاسم بـ"الدكتور المزيف الذي يعمل في قناة التزييف القطرية"، ما يثير ذات الشكوك حول مذيع لا يمتلك مشروعا إعلاميا واضحا ولا موقفا سياسيا متزنا، بل يجتر خطابا يبالغ في كراهية النظام السوري ويكرر ذات المفردات الجوفاء.
حشر القاسم نفسه في زاوية الاسترزاق الخبيث من حروبه على بلده والأنظمة العربية الرافضة لإرهاب قطر، وجند نفسه لخدمة تنظيمات متطرفة من أجل أموال يستثمرها في تركيا ضمن تجارات وعقارات إشتراها بالشراكة مع يوسف كاتب أوغلو، أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
وقامت الشراكة بين الرجلين على تبادل المصالح، حيث يدير كاتب أوغلو استثمارات القاسم في تركيا، ويسهر على حمايتها استنادا إلى المزايا التي يحصل عليها من حزب العدالة والتنمية، فيما يضمن التركي امتياز الظهور الدائم ببرنامج مذيع القناة القطرية.
لا انتماء
عقب تخرجه، عمل القاسم مترجما في الإذاعة البريطانية، لينقض بذلك تعهده بخدمة بلده الذي أرسله للدراسة على نفقة خزينة الشعب، ثم انضم إلى محطة الجزيرة عند تأسيسها، وقدم برنامجا بفكرة مسروقة بالكامل من آخر أمريكي اسمه «كروس فاير».
كما أنشأ موقعا عبر الإنترنت نشر عبره مقالات معظمها مسروق ومنسوخ، ويقول أحد الصحفيين المصريين إنه وقف ذات مرة عاجزا عن التعبير عما فعله القاسم بسطوه على مقال كامل لزميله زهير جبر مدير تحرير "عرب تايمز".
ونشر القاسم المقال موقعا باسمه، بعد أن نسخه حرفيا، وحين فضحته "عرب تايمز"، حينها، اكتفى بحذف المقال دون أن يكلف نفسه حتى الاعتذار، ما جعل الكثيرين يشككون في ما إن كان الرجل يقوم بتأجير شخص أو أكثر لكتابة مقالاته.