رغم كل ماتحاول الأذرع القطرية وضعه من عقبات أمام صوت الحق وصورته، سيبقى ضوء الشمس ساطعا، لاتغطيه "الجزيرة" بشكليها الجغرافي والإعلامي،
تتمتع أجهزة المخابرات حول العالم بقدر من النظام والاحترام، كما من المفترض بها التحلي بمقدار كبير من الخبرة والدراية، حيث أن العمل الاستخباراتي مبني على البحث والتقصي وامتلاك المعلومة الدقيقة بثوابت غير قابلة للتشكيك، كما أن سبل البحث المتبعة يجب أن تبنى على أسس سليمة ومتينة، لتلافي أي أخطار أو تهديدات محدقة بالوطن والمواطن، من خلال بناء منظومة متكاملة تعمل على فهمها وتقدير أهميتها، من ثم العمل على إيجاد وسائل مناسبة للتصدي لها ومكافحتها... فجهاز المخابرات إذن هو بمثابة العمود الفقري للدولة، استقراره يعني استقرارها واهتزازه يعني بالضرورة اهتزاز الدولة وأركانها.
إن كان التزييف والتلفيق سياسة قطرية إخوانجية قديمة، فإن محاولات إسكات الصحافة لا تعتبر هي الأخرى أمراً طارئاً على السجل القطري، الذي لا يؤمن إلا بصحافة الكراهية والإرهاب
منذ يومين كُشفَ تحقيق المخابرات القطرية عملاً تخريبيا واضحاً، اعتقد منفذوه أنه إبداعي مبتكر، عبر تزوير موقع لمؤسسة إعلامية إماراتية هي (بوابة العين الإخبارية)، والبدء بنشر أخبار موجهة على صفحته الأولى بهدف إثارة الفتن، بتنوع ملفت للانتباه لنوعية الأخبار والعناوين وتوجهها المريب، كما روعي استخدام شعار "العين الإخبارية" الأساسي وشكل صفحته الرئيسية وحتى توزيع الأخبار فيه، في ما اعتقد القطريون أنه تطور نوعي شهدته صناعة مخابراتهم، التي ظنوا أنها لطالما نفذت مهمات "تميزت بالتعقيد والدقة"، فيما اعتقدت القيادة القطرية أنها ستحقق من خلال هذه العمليات منفعة ومصلحة...
بالطبع كل مديح يطال عمل المخابرات القطرية المفضوح، ليس سوى تهويل و"تعزيز" وتمادٍ في "نفخ" قربة فارغة مشروخة، هي جهاز المخابرات القطري، تلك المؤسسة التي شهدنا في منطقة الخليج والعالم العربي عموما لها، بتنفيذ أجندات "الشريفة والسلطان"، بطرق تتميز ببساطة بلهاء، مايلبث أن يتبع كل مهمة نفي وشجب بل وإدانة، ويرتفع الصوت بعدها "إنما تلك محض افتراءات إماراتية" لا صحة لها ولا وجود، ثم تبدأ منصات الدوحة الإعلامية الكبرى ببث الوثائقيات والبرامج واستضافة كبار المحللين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، وعلماء اللغة والخط والصورة، واستئجارهم مع نخبة من الخبراء الدوليين في مجالات التقانة والبث والتشويش والأقمار الاصطناعية، تزينهم مجموعة من الممثلين والمطربين واللاعبين، في تكاليف باهظة يدفعها تنظيم الحمدين، لا لشيء.. سوى ليثبتوا أنهم ليسوا بمجرمين، بعد اتهامهم بجريمة "لم ينفذوها" بحسبهم..!!
ولعل القارئ العربي يعرف اليوم حق المعرفة أنه منذ تأسيس الجزيرة، أنفق نظام الدوحة مليارات الدولارات من أموال الشعب القطري، على شراء الذمم والعمل على تلميع صورته حول العالم، عبر استئجار كتاب ومنصات إعلامية عالمية، تبث ليل نهار أخبار القتل والتخريب والدمار، الممول والمدعوم قطريا، وتأتي آخر اليوم بخبير سياسي يمدح تنظيم الحمدين، حتى أصبح مبدأ "الرشوة" ديدن النظام السياسي للدوحة، وقد أثبتت ذلك تجارب العرب مع قطر، إلا أن الساسة القطريين مصرون على المضي بنهجهم الذي أصبح مكشوفا للعالم، ومفضوحا في العلن.
قطر تعاني اليوم من وضع اقتصادي يسير باتجاه مظلم، وتحيطها عزلة سياسية واجتماعية ليس سهلا عليها تخطيها، ولا تجاوز أثرها، والتي جاءت بسبب استمرار تنظيم الحمدين، بالعبث بأمن الخليج العربي والعمل مع الأعداء ممن يستهدفون الدول العربية حقدا وكراهية، حتى أصبحت قطر أداة للتخريب، ووسيلة للتدمير والتفريق، عبر احتضانها قادة الإرهاب العالمي ورموزه، من الإخوان وطالبان والحوثيين والحرس الثوري الإيراني، بأياديهم الملطخة بدماء الأبرياء من أهلنا في اليمن والعراق وسوريا ومصر وليبيا. ونظام الدوحة عبر استمراره بسياساته الإرهابية، لن يحصد سوى الخراب والدمار، وممارساته وألاعيبه غدت مفضوحة اليوم بلا شك ولاريبة.
ورغم كل ماتحاول الأذرع القطرية وضعه من عقبات أمام صوت الحق وصورته، سيبقى ضوء الشمس ساطعا، لاتغطيه "الجزيرة" بشكليها الجغرافي والإعلامي، وسنبقى في العين الإخبارية مصرين على منهجنا الواضح والصريح، نحن ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره، ولن تمنعنا محاولات يائسة من نظام بائس، من العمل بكل طاقتنا وإمكاناتنا لإيصال الحقيقة كاملة بلانقص أو اقتطاع.. وأخيرا "إن كان التزييف والتلفيق سياسة قطرية إخوانجية قديمة، فإن محاولات إسكات الصحافة لا تعتبر هي الأخرى أمراً طارئاً على السجل القطري، الذي لا يؤمن إلا بصحافة الكراهية والإرهاب".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة