نعرف كرة القدم منذ أمد ولدينا ملاعب تستوعب الأعداد الكبيرة من المشجعين، لكننا لا نمتلك مشجعا لديه المقدرة على التعامل مع مجريات مباراة.
لاعب كرة القدم مثل الجندي لابد له من صوت يدفعه للأمام. العقل يحتاج إلى تراكم معرفي حتى يعي مدى المخزون، كرة القدم هي لعبة سباق بين قدرة الجسد وفهم المساحة وإدراك المكامن، اللاعب الذي لا يجد أحدا بجانبه تتثاقل قدماه، المساحة الفارغة لا تتطلب الأطوال أحيانا.
نحن في السعودية نعرف كرة القدم منذ أمد.. ولدينا ملاعب تستوعب الأعداد الكبيرة من المشجعين.. ونمتلك أندية محبوبة ونجوما يجيدون اللعب.. وقطعنا شوطا طويلا في تهيئة كل الأمور الجاذبة للمنافسة.. لكننا لا نمتلك مشجعا لديه المقدرة على التعامل مع مجريات مباراة.
الاكتفاء بالنظر لا يغري العازف؛ فهو يريد جسدا حاضرا وتعابير ظاهرة وفهما عميقا لأبعاد روحه وآلته، في الملاعب تكون الجماهير رمزا للفهم لا مجرد حناجر تهتف وتصمت في أوقات معينة لسبب معيّن، الجماهير لا يمكن أن تصبح ردة فعل طوال الوقت وإلاّ تحولت اللعبة إلى معادلة ناقصة.
نحن في السعودية نعرف كرة القدم منذ أمد ولدينا ملاعب تستوعب الأعداد الكبيرة من المشجعين، ونمتلك أندية محبوبة ونجوما يجيدون اللعب، وقطعنا شوطا طويلا في تهيئة كل الأمور الجاذبة للمنافسة، لكننا لا نمتلك مشجعا لديه المقدرة على التعامل مع مجريات مباراة.
لدينا نمط قديم حان الوقت لاستبداله، لم نعد بحاجة لروابط الأندية بشكلها الحالي صوت مزعج وألحان مسروقة وطبل عربي قديم، لم نعد نتقبل ذلك المشجع الذي يحضر إلى الملعب وحينما يقع لاعب على نحو لا إرادي يطلق ضحكته الساذجة، لطالما تساءلت لماذا يضحك على لاعب انزلقت قدمه ووقع، وكرة القدم لعبة السقوط والنهوض؟!
لماذا نردد دوما نفس طريقة التقليل من اللاعبين المنافسين حينما تكون الكرة بحوزتهم؟ ألا يوجد تعبير آخر أكثر ملاءمة؟ لماذا تصبح علب المياه الفارغة والشاي الحار واللب المملح وفطيرة الجبن الباردة في أيدي المشجعين وضمن خياراتهم في التعبير لحظة الاستهجان والغضب أو الفرح حتى؟
لماذا تعد لجان الانضباط علب المياه الفارغة؟ هل تغرّم الأندية على تدني ثقافة مشجعيها أم على عدد العلب؟! لماذا يسارع المخرج التلفزيوني إلى أخذ لقطة مشجع غاضب حين ضياع فرصة لفريقه، حركة الشفاه تظهر السباب، في كل مباراة يكرر المخرج اللقطة ولا يذهب إلى مشجع آخر من الفريق ذاته يحفّز، لماذا نروّج دوما للهتاف البذيء؟
أرى أن الملاعب لدينا لم تعد جاذبة لتلك الجماهير الواعية كرويا، وأصبح المشجع النمطي من أسباب النفور. أوقفوا الروابط المملة واستبدلوا ذلك المشجع الذي في يده علبة ماء وشاي حار ولب مملح وفتشوا عن مشجع لا يتعامل مع الملعب كشارع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة