إعمار تاورغاء الليبية.. حلم العودة يقترب بعد سنوات التهجير

بعد نحو 12 عاما من التهجير القسري والتخريب على أيدي المليشيات، تشهد مدينة تاورغاء غرب ليبيا جهودا لإعادة الإعمار تمهيدا لعودة الأهالي.

المدينة الواقعة على بعد 38 كيلو من مصراتة، شهدت عام 2011 أعمال قتل وتهجير على أيدي المليشيات إبان أحداث 17 فبراير/شباط على خلفية دعمها كتائب نظام العقيد معمر القذافي. 

ونتيجة لتلك الأعمال تم تدمير المدينة بالكامل، وتهجير ما يقرب من 40 ألف ليبي ليسكنوا في مخيمات بالحدود الصحراوية للمدن المجاورة أبرزها مخيمات "بوابة العشرين" شرق سرت، و"قرارة القطف" غرب بني وليد، أو في ضواحي طرابلس وبنغازي.

• بعد عقد من التهجير.. الحكومة الليبية تدعو نازحي تاورغاء للعودة
• تاورغاء مجددا.. مليشيات الدبيبة تكسر فرحة العيد في ليبيا

وعود العودة

ورغم توقيع المدينة ميثاق صلح في 4 يونيو/حزيران 2018، مع جارتها مصراتة يقضي بإعادة المهجرين، إلا أن ذلك الحلم لم يحدث حتى الآن، رغم وعود السلطات المتتالية بإعادة إعمار المدينة التي تحولت إلى مكب للنفايات.

رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة أجرى زيارة هي الأولى لمسؤول بهذا المستوى للمدينة أبريل/نيسان 2021 بعد شهرين من تعيينه، وطمأن المهجرون بأن الحكومة ستدعم المدينة وتعيد إعمارها وتعمل على إعادتهم إليها، وصرف التعويضات لأصحاب البيوت المدمرة، وجبر الضرر، وصيانة البنية التحتية للمدينة، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.

تحرك باشاغا

مؤخرا عاد الأمل للمهجرين من المدينة، مع خطوات جادة من الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، رغم عدم تمكنها من دخول العاصمة لممارسة مهامها منها.

وكلفت الحكومة الليبية لجنة أزمة لإجراء اللازم لإعادة إعمار المدينة وإعادة سكانها قدر الإمكان، في الوقت الذي امتنع مصرف ليبيا المركز عن صرف ميزانيتها التي أقرها مجلس النواب، لتحالف محافظة الصديق الكبير مع حكومة الدبيبة التي تسيطر على العاصمة، حيث مقر المركزي.

ورغم ذلك تمكنت الحكومة الليبية من إجراء عدة مشاريع في نطاق المدينة المنكوبة، حيث أعلنت، الجمعة، تمكنها من إجراء بعض هذه المشاريع أبرزها وضع اللمسات الأخيرة لأعمال الصيانة لمدرسة حي النخيل للتعليم الأساسي بمدينة تاورغاء، لتكون بيئة تعليمية مناسبة للطلاب والمعلمين لاستكمال العام الدراسي، إلى جانب مشروعات أخرى بدأت العمل فيها.

وأجرت لجنة الأزمة عدة مهام بالمنطقة التي تخضع فعليا لحكومة الدبيبة من بينها تنظيف مجرى وادي الربيع لتسهيل جريان الوادي والحد من معاناة السكان المستمرة منذ سنوات، وإنجاز بعض الأعمال بقطاع الطرق في عدة مدن ومناطق منها الزاوية، ورقدالين.