معمر الضاوي زعيم جديد للمليشيات.. "تلميع" يثير غضب الليبيين
أغضبت محاولات تلميع أحد أبرز قادة المليشيات في الغرب ويدعى معمر الضاوي، والمتهم بالعديد من الجرائم، الشعب الليبي.
معمر الضاوي، آمر مليشيات الكتيبة 55 مشاة، منذ عدة أشهر كان محسوبا على الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، ودخل في اشتباكات مع المليشيات الموالية لرئيس الحكومة منتهية الولاية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، لكنه أصبح مؤخرا بمثابة الزعيم الجديد للمليشيات في غرب البلاد.
الضاوي أصبح بين عشية وضحاها زعيما كبيرا تزوره الوفود الرسمية والطلابية، ويشارك في الافتتاحات ويتلقى البرقيات وتقام له حفلات التكريم، بل وتستقبله سفارة أكبر دولة في العالم، الولايات المتحدة.
من هو معمر الضاوي؟
المليشياوي معمر الضاوي هو قيادي بارز من مدينة وشفانة جنوبي العاصمة، ولعب دورا بارزا في عدة حروب اندلعت بالعاصمة الليبية طرابلس منذ 2011، أبرزها ما عرف بـ"فجر ليبيا" عام 2014 إلى جانب مليشيات أسامة الجويلي، والذي شغل عدة مناصب من بينها وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات العسكرية وآمر المنطقة الغربية في عدة حكومات متتالية.
ولعلاقته القوية مع الجويلي كان مواليا لحكومة فتحي باشاغا حين حاولت دخول العاصمة عدة مرات العام الماضي، إلى أن تمت الإطاحة بالجويلي من منصبه ومن المشهد، وصعد غريمه عماد الطرابلسي إلى منصب وزير الداخلية المكلف، فبدآ معا مصالحة جديدة وانشق الضاوي عن حكومة باشاغا وصدر قرار من وزارة الدفاع التابعة للدبيبة للاعتراف رسميا بالمليشيات التابعة له، ككتيبة في الجيش أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
تلميع مستهجن
الضاوي لم يعد آمرا للمليشيات فحسب وإنما أصبح زعيما لها في الغرب الليبي، وبدأ في تلقي الوفود، حيث زاره الدبيبة رفقة عدة وزراء في حكومته في منزله للاطمئنان على صحته عقب إجراء فحوصات طبية، كما زاره مسؤولون سابقون أبرزهم أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق.
وسيّرت عدة مدارس وكليات وفود من الطلبة إلى منزله، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل سمح له بتفقد عدد منها، وتوزيع الجوائز على الطلبة بجانب تفقد عدد من المشروعات والمرافق التعليمية والخدمية والرياضية.
وأمام هذا التلميع الغريب، سمح له بتفقد عدد من المعسكرات للمليشيات المنافسة، وافتتاح مراكزها ومقراتها، ما يشير إلى احتمالية تكوين تحالفات جديدة بين المليشيات، حيث تفقد رفقة مهرب البشر المطلوب والمعاقب من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن عدة جهات دولية، عبدالرحمن ميلاد، المعروف بـ"البيدجا" مقر الأكاديمية البحرية لتخريج دفعة جديدة من عناصر المليشيات.
وأمام تصاعد نجم الضاوي اللافت للنظر مؤخرا استدعته السفارة الأمريكية في ليبيا، وبحث معه السفير الأمريكي المكلف والقائم بالأعمال، أوردمان، سبل تعزيز العلاقات وتثبيت الأمن.
لماذا التلميع؟
الزيارة الأخيرة للسفارة الأمريكية أثارت غضب الليبيين، وعبر كثير منهم عن رفضها، معتبرين إياها دعما سياسيا لقائد مليشياوي متهم بالعديد من الجرائم.
رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة رأى الزيارة وصمة عار سياسية غير مسبوقة، معتبرا اللقاء دعماً سياسياً لهذا الخارج عن القانون، وفق تصريحه على حسابه الرسمي على "فيسبوك".
وأكد أن الضاوي أحد أبرز قادة التشكيلات المسلحة الضالعين في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد مواطنين ليبيين ومهاجرين بمركز إيواء المهاجرين، ومن المتورطين في زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض سيادة القانون والعدالة.
تحالفات متغيرة
الخبير العسكري الليبي محمد الترهوني يرى أن التحالفات المليشياوية في العاصمة طرابلس أصبحت ترغب في تقليص رقعة التقسيم، وإخراج بعض المليشيات إلى نقطتها الرئيسية، لأنها أصبحت غير ذات نفوذ، وقدرة في حين ترك المساحة للتحالفات الكبرى.
وأشار -في تصريح لـ"العين الإخبارية"- إلى أن خارطة المليشيات في العاصمة طرابلس تتغير يوميا، ومؤخرا تم الاتفاق على تحالف جديد غاضبة من محاولات تلميع بعض القيادات مثل عماد الطرابلسي ومعمر الضاوي، وقد تنشب اشتباكات بينها في أي وقت.
ولفت إلى أن التحالف الجديد يضم مليشيات غنيوة الككلي، والأذرع المختلفة الموالية له خاصة مليشيات المضغوطة ولطفي الحراري وأسامة طليش، وقيادات من الزاوية ضد مليشيات عماد الطرابلسي والضاوي.
وأضاف أن أطراف العاصمة طرابلس تشهد محاولات لتلميع بعض المليشيات باعتبارها حارسة بوابات العاصمة مثل الضاوي ومليشيات الـ444 ، وغيرهما في محاولة لقطع الطريق لأي محاولة لاقتحام العاصمة من أي مليشيات من خارج المدينة.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز