صعود اليمين يثير المخاوف داخل ألمانيا.. أصحاب العمل في كابوس
قال تقرير لمجلة الإيكونومست إن أصحاب الأعمال في ألمانيا باتوا يشعرون بقلق كبير من صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وأشار التقرير إلى أنه عندما تم إطلاق حزب البديل من أجل ألمانيا في عام 2013، كان حزبا ليبراليا كلاسيكيا مؤيدا للأعمال التجارية أنشأه مثقفون ألمان معارضون للعملة الأوروبية الموحدة. وكان هانز أولاف هنكل، الرئيس السابق لاتحاد الصناعات الألمانية وأحد المتحمسين للسوق الحرة، هو أحد الأعضاء المؤسسين.
لكن في غضون بضع سنوات، تحول حزب البديل من أجل ألمانيا إلى حزب شعبوي مناهض للمهاجرين ويطالب بخروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي ولذلك استقال هنكل في عام 2015.
وعلى الرغم من تردد رؤساء الشركات الألمان بشكل عام في التعبير عن آرائهم السياسية، إلا أن الكثيرين خرجوا بقوة ضد حزب البديل من أجل ألمانيا قبل انتخابات البرلمان الأوروبي في التاسع من يونيو/حزيران.
ووفقا لتقرير الإيكونومست، فقد كتب رينهولد وورث مؤسس شركة الأجهزة وورث البالغ من العمر 89 عاماً، في شهر مارس/أذار الماضي إلى موظفيه البالغ عددهم 25 ألف موظف في ألمانيا، ينصحهم بعدم التصويت لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا.
وظل سيجفريد روسورم، الرئيس الحالي لاتحاد الصناعات الألماني يذكر الجماهير بأن ألمانيا، باعتبارها دولة مصدرة كبيرة، تستفيد من الانفتاح والتجارة الدولية والوحدة الأوروبية وحذر من أن صعود حزب يشكك في هذه المبادئ يشكل خطورة بالغة على الاقتصاد الألماني.
الدفاع عن القيم
وأصدرت حوالي 30 شركة ألمانية - بما في ذلك شركة سيمنز، وشركة باسف وشركات صناعة السيارات مثل بي إم دبليو ومرسيدس، ومصرف دويتشه بنك - مقطع فيديو بعنوان "نحن ندافع عن القيم".
وأشادوا فيه بالتنوع والانفتاح، وحذروا من أن التعصب يضر بالاقتصاد، وسلطوا الضوء على أهمية التكامل الأوروبي لتحقيق الرخاء وشجعوا موظفيهم البالغ عددهم 1.7 مليون موظف في ألمانيا على التصويت ولم يذكر حزب البديل بالاسم. لكن الرسالة المناهضة للتطرف كانت واضحة.
لكن لم تؤثر كل تلك المناشدات، حيث حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 16% من الأصوات على مستوى البلاد، متقدما على الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتس.
ومن المرجح أن يحصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" على المركز الأول في ولاية ساكسونيا، بالإضافة إلى ولايتين أخريين في شرق البلاد حين إجراء الانتخابات في سبتمبر/أيلول. وهو ما يخيف الشركات الألمانية.
مستقبل ألمانيا
وذكر التقرير أن دراسة استقصائية شملت 900 من قادة الأعمال الشهر الماضي، كشفت أن ما يقرب من 70% رأوا أن صعود حزب البديل من أجل ألمانيا يشكل خطرا على ألمانيا كمكان للأعمال والاستثمار.
وهم يشعرون بالقلق بشكل خاص بشأن ما يعنيه ذلك بالنسبة لبقاء الاتحاد الأوروبي واليورو حيث آنه ووفقا للدراسة فإن خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يخفض الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بنسبة 5.6% في غضون خمس سنوات ويؤدي إلى فقدان حوالي 2.5 مليون وظيفة.
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA= جزيرة ام اند امز