صعود اليمين المتطرف بـ«انتخابات أوروبا».. هزة دون «خسائر كبيرة»
نتائج صعبة لانتخابات البرلمان الأوروبي، عنوانها الرئيسي "صعود اليمين المتطرف"، حتى وإن لم يتمكن هذا التيار من التأثير على الأغلبية.
واحتفظت مجموعات حزب الشعب الأوروبي (يمين وسط) مع الاشتراكيين الديمقراطيين و"تجديد أوروبا" (وسطيون وليبراليون) مجتمعة، بالغالبية في البرلمان الأوروبي، رغم تقدم كبير لقوى اليمين المتطرف، على ما أظهرت تقديرات نشرها البرلمان، الأحد.
ومع 181 مقعدا متوقعا لحزب الشعب الأوروبي و135 للاشتراكيين الديمقراطيين و82 لـ"تجديد أوروبا"، تشكل هذه الأحزاب "الائتلاف الكبير" الذي ستحصل في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي، مع جمعها 398 مقعدا من أصل 720.
ما يعني أن اليمين المتطرف رغم نتائجه المثيرة للقلق في عدة دول، لم يؤثر على تركيبة السلطة والسيطرة تحت قبة البرلمان الأوروبي.
انتصارات متتالية
وخلال انتخابات اليوم الأحد، حقق اليمين المتطرف مكاسب في النمسا وألمانيا وفرنسا، حسبما أظهرت التقديرات الأولى للانتخابات الصادرة عن البرلمان الأوروبي.
وفي النمسا، حصل حزب الحرية اليميني المتطرف (وهو جزء من مجموعة الهوية والديمقراطية "ID") على المرتبة الأولى وستة مقاعد، وفقًا للتقديرات.
وفي حال تأكدت هذه الأرقام في النتائج النهائية، سيضاعف حزب الحرية عدد مقاعده وسيتفوق على حزب الشعب النمساوي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، اللذين من المتوقع أن يحصل كلاهما على 5 مقاعد في البرلمان الأوروبي.
وفي ألمانيا، احتل التحالف المحافظ المكون من الحزب الديمقراطي المسيحي، والاتحاد الاجتماعي المسيحي المركز الأول في الانتخابات، وفقًا للتقديرات الأولية.
كما تمنح التقديرات الأولية، حزب ”البديل لأجل ألمانيا“ اليميني المتطرف، المركز الثاني، متفوقا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم بزعامة المستشار أولاف شولتز، إذ حصل حزب البديل لأجل ألمانيا على 16,5% من الأصوات، متقدما على الاشتراكيين الديمقراطيين (14%) .
في إيطاليا، حيث بدأت عمليات التصويت السبت تواصلت الأحد، تشير التوقعات إلى تصدر حزب "إخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني مع ترقب فوزه بـ22 مقعدا في البرلمان الأوروبي، مقابل 6 حاليا.
ضربة لماكرون
أما في فرنسا، فاز اليمين المتطرف بقيادة جوردان بارديلا، بالانتخابات الأوروبية بحصوله على نسبة تراوح بين 31,5 و32,5 % من الأصوات؛ أي ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، على ما أظهرت تقديرات معهدي الاستطلاع إيفوب وأيبسوس.
وحل في المرتبة الثانية حزب الغالبية الرئاسية بـ15,2 % من الأصوات، وأتت في المرتبة الثالثة تشكيلة الاجتماعي-الديمقراطي رافاييل غلوكسمان، بـ14 %.
في قبرص، يبدو أن المؤثر عبر "السوشيال ميديا"، فيدياس باناييوتو، الذي خاض الانتخابات كمستقل، تمكن من تأمين مقعده في البرلمان الأوروبي، حيث تشير التقديرات إلى أنه حصل على المركز الثالث بعد حزب ”ديسي“ (DISY) من يمين الوسط وحزب ”AKEL“ من أقصى اليسار، ومتقدمًا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي ”حزب ديكو“.
في اليونان، تُظهر التقديرات الأولية تقدم حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ الحاكم بهامش كبير، ولكنه أضعف بكثير مقارنةً بالدعم السابق.
ومن المتوقع أن يحصل حزب الديمقراطية الجديدة على نسبة تتراوح بين 28% و32%. وهذه النسبة أقل من نسبة 40.5 في المئة التي حصل عليها في الانتخابات الوطنية الصيف الماضي.