نحو «اليمين المتطرف».. انطلاق تصويت اليوم الأخير بـ«البرلمان الأوروبي»
فتحت صناديق الاقتراع في 20 دولة، الأحد، إيذانا ببدء التصويت في اليوم الأخير لانتخابات البرلمان الأوروبي، وسط مؤشرات على ميل التصويت نحو «اليمين المتطرف».
ويختتم الماراثون الانتخابي، وسط توقعات بأن يعيد تشكيل التوازنات السياسية في البرلمان الأوروبي جراء صعود اليمين المتطرف المتوقع.
- اليمين المتطرّف يؤرق ماكرون وشولتز.. من المرشح للخسارة؟
- اليمين المتطرف في ألمانيا.. فضائح وعثرات تعرقل «الطوفان الأزرق»
ودعي بالإجمال أكثر من 360 مليون أوروبي للإدلاء بأصواتهم لاختيار 720 عضوا في البرلمان الأوروبي، في اقتراع تشارك فيه معظم دول الاتحاد وفي طليعتها فرنسا وألمانيا، أكبر قوتين اقتصاديتين في الكتلة.
وكانت الانتخابات انطلقت في هولندا، الخميس، وأكدت بحسب التقديرات صعود "حزب من أجل الحرية" بزعامة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز.
اتهامات لليمين المتطرف
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اتهمت خلال آخر جولات حملتها لإعادة انتخابها في منصبها، الأحزاب اليمينية المتطرفة بمحاولة "تدمير" أوروبا.
وقالت فون دير لاين، في ميونيخ بجنوب ألمانيا خلال الاجتماع الأخير لكتلة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي: "أوروبا الحاضر هدية عظيمة، لكنها تواجه تحديا لم يسبق له مثيل من جانب الشعبويين والمتطرفين والديماغوجيين"، في إشارة إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة، خصوصا حزب «البديل من أجل ألمانيا» و«التجمع الوطني» في فرنسا.
وأضافت: "هؤلاء المتطرفون لديهم شيء واحد مشترك: إنهم يريدون إضعاف أوروبا وتدميرها وتخريبها"، متعهدة بأنها لن تسمح "بحدوث ذلك أبدا".
وتسعى فون دير لاين، وزيرة الدفاع الألمانية السابقة، إلى ولاية ثانية رئيسةً للهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي في الانتخابات المقبلة.
مؤشرات
ووفقا للمؤشرات الأولية فإن الأحزاب المحافظة اليمينية المتطرفة والمتشددة قد تحتل المركز الأول في تسع دول أوروبية، بما في ذلك النمسا وفرنسا وهولندا والمرتبة الثانية أو الثالثة في تسع دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا وإسبانيا والبرتغال والسويد.
ويرى المحللون أن هذه المكاسب لن تحدث فارقا فوريا كبيرا في عمل البرلمان الذي يعد واحدا من المؤسسات الأساسية الثلاث للاتحاد الأوروبي إلى جانب المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
ورغم أن الأحزاب التي تشكل الائتلاف الكبير الحالي الذي يضم المحافظين والاشتراكيين والليبراليين، قد تخسر عددا كبيرا من المقاعد إلا أنها وفق المحللين ستظل محتفظة بالأغلبية داخل البرلمان المؤلف من 720 مقعدا.
كما سيحتفظ تحالف الشعب الأوروبي من يمين الوسط الذي يضم حزب الديمقراطيين المسيحيين الألماني بزعامة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بمقاعده التي تبلغ 175 مقعدا، بحسب توقعات المحللين.
بينا يتجه التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين الذي ينتمي إلى يسار الوسط مثل حزب العمال الاشتراكي الإسباني للفوز بالمركز الثاني بحصوله على ما يصل إلى 145 مقعدا.
في المقابل، يتجه تحالف "التجديد" الذي يضم حزب النهضة بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد يخسر عشرات المقاعد لكنه سيحتفظ بما لا يقل عن 80 مقعدا.
ويقول المحللون إن التأثير الأكبر لانتخابات البرلمان الأوروبي سيكون خارج بروكسل وستراسبورغ فالأحزاب اليمينية المتطرفة موجودة بالفعل في حكومات ائتلافية في إيطاليا وفنلندا، كما أنها تقدم دعمًا برلمانيًا في السويد.