اليمين المتطرف بألمانيا يقفز في ولايتين.. المارد يطل من الشرق
تراجع حزب البديل لأجل ألمانيا (يمين متطرف) في انتخابات هذا العام مقارنة بـ2017، لكنه أحدث مفاجأة مدوية ومقلقة في ولايات شرق البلاد
وبصفة عامة، حقق حزب البديل لأجل ألمانيا 10.3% من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي، مقارنة بـ12.6% في اقتراع عام 2017.
لكن الأمر كان مختلفا في ولايتي ساكسونيا وتورينغن، وهما من ولايات جمهورية ألمانيا الشرقية السابقة، إذ سجل الحزب 24.6% من الأصوات في ساكسونيا، و24% في تورينجن، وبات أكبر قوة سياسية في الولايتين لأول مرة في تاريخه، ما مثّل صدمة كبيرة للأحزاب الأخرى.
طفرة البديل.. مَن المسؤول؟
وبعد هذه النتيجة الصادمة، وجّه رئيس وزراء ولاية ساكسونيا مايكل كريتشمر المنحدر من الاتحاد المسيحي الحاكم (يمين وسط)، اللوم في طفرة البديل لأجل ألمانيا، إلى مفوض الحكومة الفيدرالية في الولاية ماركو واندرويتز المنحدر أيضا من الاتحاد المسيحي.
ويرى كريتشمر أن واندرويتز منح برنامج البديل لأجل ألمانيا وأطروحته الرئيسية قبلة الحياة في الولاية، بعدما تبنى خطابا سياسيا مماثلا لها في حملته للحفاظ على مقعده في البرلمان الاتحادي.
وخلال الحملة الانتخابية، ردد واندرويتز تصريحات مزعجة مثل: "نحن نتعامل مع أناس تم دمجهم اجتماعيًا في ظل الدكتاتورية (في إشارة منه لألمانيا الشرقية السابقة)، بطريقة لم تحدث في 30 عاما من الديمقراطية"، ما يعني أن الرجل كان يعلب على شعور مواطني ألمانيا الشرقية السابقة بالاغتراب في ظل دولة الوحدة، وهو نفس الخطاب السياسي لحزب البديل لأجل ألمانيا".
وبعد هذه الحملة العاصفة التي دفعت البعض لمقاطعة التصويت، والبعض الآخر للتصويت لحزب اليمين المتطرف، فاز الأخير بعشرة من أصل 16 دائرة انتخابية في ساكسونيا.
بينما فاز الاتحاد المسيحي بأربعة فقط، بل إن واندرويتز نفسه فقد مقعده المباشر في دائرة كيمنتس أوملاند لصالح مرشح حزب البديل من أجل ألمانيا.
ووفق تحليل لصحيفة بيلد الألمانية، وطالعته "العين الإخبارية"، فإن حزب البديل لأجل ألمانيا استفاد بشكل مباشر من ضعف الأحزاب الأخرى في ولايتي ساكسونيا وتورينجن.
ماريو فويجت، زعيم المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي في تورينجن، يرى أيضًا أن حزبه هو المذنب في طفرة البديل لأجل لألمانيا.
وفي تصريحات صحفية، قال فويجت: "الحزب ككل هو المسؤول. في الشرق، لم يتطرق الاتحاد المسيحي إلى القضايا التي تشغل بال الناس.. هذه نتيجة كارثية".
وتابع "المرء في الشرق يشعر بأنه لا يلعب دورا في الحملة الانتخابية على المستوى الفيدرالي، كما أن قيود كورونا التي فرضتها الحكومة لمواجهة الجائحة أغضبت قطاعا من الناس أيضا".
وبصفة عامة، تراجع حزب البديل لأجل ألمانيا في إجمالي الأصوات على المستوى الفيدرالي، لأنه حقق نتائج كبيرة في الشرق، مقابل خسائر مدوية في الغرب، إذ حصد 5 % فقط من الأصوات في ولاية هامبورج، وحوالي 7% في شليسفيج هولشتاين وبريمن، على سبيل المثال.
وخسر البديل لأجل ألمانيا الأصوات بشكل كبير في ولايات بافاريا، وبادن فورتمبيرغ، وبرلين، وبريمن، وهامبورغ، وهيسن، وشمال الراين - ويستفاليا، وساكسونيا السفلى، وشليسفيغ هولشتاين، وراينلاند بالاتينات.
فيما حافظ الحزب الممثل لليمين المتطرف على نفس معدل أصواته في ولاية ولاية سارلاند (جنوب) بـ10% من الأصوات، وهي نفس نسبة انتخابات 2017.
وفاز حزب البديل لأجل ألمانيا بـ 16 مقعدا من مقاعد الأصوات الفردية جميعها في الشرق، من أصل 83 مقعدا يشغلها في البرلمان الجديد.
وفي هذا الإطار، قال الخبير السياسي هانز فورلندر في تصريحات طالعتها "العين الإخبارية"، "لقد رسّخ حزب البديل من أجل ألمانيا نفسه أيضًا تنظيميًا في الأوساط الفردية والجماعات، بما في ذلك في الشركات" في ولايات الشرق.
وكان فورلندر توقع قبل الانتخابات أن يكون حزب البديل لأجل ألمانيا قوة دائمة في ولايات ألمانيا الشرقية السابقة.
مضيفا "البديل من أجل ألمانيا يحظى بشعبية أيضًا بين الشباب.. في محاكاة الانتخابات بين الأطفال والشباب تحت 18 سنة، كان الحزب في المقدمة في ساكسونيا وتورينغن"، مستطردا "هناك ناخبون جدد يكبرون".